لطالما كان ستيفن هوكينغ، المصاب بالشلل الكلي، متمسكًا بالحياة، إلا أنه اليوم غيّر موقفه وأيّد مبدأ الموت الرحيم، سائلًا: "نحن لا نسمح للحيوانات بأن تتعذب، فلماذا نرضى بأن يتعذب البشر؟".
إيلاف من بيروت: منذ ستينيات القرن الماضي، يستمر الجدال حول القتل الرحيم، أو الموت الرحيم، الذي درج في بعض دول الغرب خلاصًا من آلام لا مسكن لها، وفي حالات مرضية لا شفاء منها. واليوم، أحيا العالم الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكينغ (71 عامًا)، المصاب بالشلل الكلي، هذا الجدال ثانية حين أعلن تأييده علنًا لمبدأ مساعدة المصابين بالامراض التي لا شفاء منها على وضع حد لهذه العذابات من خلال انهاء حياتهم، وذلك في مقابلة أجرتها معه هيئة الاذاعة البريطانية.
موقف جديد
في المقابلة، قال هوكينغ: "نحن لا نسمح للحيوانات بأن تتعذب، فلماذا نرضى بأن يتعذب البشر؟"، في موقف رده الكثيرون إلى معاناة شخصية يعيشها هذا العالم، المصاب بمرض في الاعصاب الحركية شله تمامًا عن الحركة، إذ تفهموا اتخاذه موقفًا مغايرًا عن موقف تمسك به حتى فترة قريبة. فهو كان متمسكًا بالحياة، يقول: "طالما هناك حياة هناك أمل". فالأطباء توقعوا في العام 1964 أن لا يعيش أكثر من عامين، حين شخصوا حالته المرضية.
وفي المقابلة نفسها، استدرك هوكينغ وأكد وجوب توافر ضمانات تمنع اساءة تطبيق مبدأ الموت الرحيم. وحين سُئل اذا كان ينبغي لأفراد أسرة المريض الذي يرغب بوضع حد لحياته أن يساعدوه في ذلك من دون الخوف من عواقب قانونية، أجاب: "أجل"، وهو الذي وضع في الماضي على جهاز لدعم الحياة كان خيار اغلاقه بيد زوجته. وقال: "ينبغي أن تكون هناك ضمانات بأن يكون الشخص المعني راغبًا فعلًا بوضع حد لحياته، وانه لا يتعرض لضغوط لاجباره على ذلك، أو أن تنهى حياته من دون علمه وموافقته، كما كاد الامر أن ينتهي في حالتي".
قتل وانتحار
أول دولتين في العالم اقرتا الموت الرحيم كانتا هولندا ثم بلجيكا. ففي العام 2002، صدر قانون في هولندا تلاه في العام 2003 قانون مماثل في بلجيكا، يجيز تنفيذ الموت الرحيم في الحالات المستعصية.
وللمرة الاولى في تاريخ البشرية، كان تنظيم الموت الرحيم على الصعيد المدني والاجتماعي والقانوني.
أمّا في الدول العربية، فالقانون لا يجيز الموت الرحيم، والقيام به يعتبر جريمة يُعاقب عليها صاحبها، إذ يقول المشرعون إنه صعب جدًا على أي طبيب أن يقدر ما اذا وصل مريضه الى مرحلة الموت.
ويقر الطب بأن المريض في حالة صحية متدهورة، وبأنه ميؤوس من شفائه، فقط في حال اقرت الاثباتات العلمية الواضحة أن الدماغ قد توقف، ولم يعد يمر الدم في شرايين الدماغ، وبعد أن يكون الفحص السريري أجمع على توقف التنفس الطبيعي.
وفي فتوى صادرة عن دار الافتاء المصرية حول هذه المسألة، بأتي أن المريض الذي يطلب من طبيبه إنهاء حياته يعد منتحرًا، وإنهاء الطبيب حياة مريضه بنفسه يعد قتلًا للنفس بغير حق، وفي الحالتين الموت الرحيم هو عملية قتل، من الكبائر.