الاربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٣ -
٠٣:
١٠ ص +02:00 EET
مدحت بشاى
محرر المتحدون
قال الكاتب الصحفى " محدت بشاى " : " لما يُوافقوا لينا على بناء كنيسة بعد 17 سنة من تقديم الطلب ، ولما يكون القرار بمساحة 300 متر ( يادوب مساحة شقة ) .. ده معناه إن الرئيس مرسي بيمنح الأقباط 20 سنتيمتر كل سنة ، وعايزاني أفرح ؟! " .. تلك عبارة بسيطة دالة جاءت عبر حديث تليفزيوني هادئ عميق الرؤية ، أدلى به قداسة البابا تواضروس الثاني للمذيعة اللامعة منى الشاذلي ..
وتابع " بشاى " الحقيقة الحديث كان يطفح مرارة وألماً نبيلاً ، فقد جاء بعد حادث قرية الخصوص واعتداء الإخوان لأول مرة على الكاتدرائية في سابقة لم تحدث منذ كان للأقباط وجوداً على الأراضي المصرية .. إنه الوجود الذي يبدو أنه قد بات غير مرغوب فيه من قبل جماعات القهر والعدوان على شركاء وطنهم دون نظر إلى قيم العدالة التي ينبغي تفعيل آلياتها عبر إعمال القانون دون تمييز،أو إقصاء لوجود مواطن مصري على أرض المحروسة .
و عاد " بشاى " بالذاكرة و قال : يذكر الراهب القمص أنطونيوس الأنطوني في كتابه " وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها المعاصر" أن أشهر حوادث العنف التي انتشرت في عصر السادات نذكر كان الاعتداء على جمعية النهضة الأرثوذكسية بسنهور في 8/9/1972م وعلى الرغم من صدور قانون ( الوحدة الوطنية ) فقد وقع حادث اعتداء مؤسف على جمعية النهضة الأرثوذكسية جهة سنهور بالبحيرة في يوم 8/9/1972 ويدعي البعض أن هذه الحادثة كانت بسبب طبع بعض الأشخاص لمائة نسخة من التقرير المزعوم المصطنع ( منشور البابا شنودة ) .
وفي أحد أيام شهر أغسطس عام 1972 اشتكى أهالي القرية الأقباط بأن بعض الصبية يلقون بكرات قماش مشتعلة إلى داخل الجمعية ، وأبلغوا نيافة الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة فأبلغ المسئولين ، وكان ردهم : لا ترسل شمامسة ولا تقيم صلاة هناك . ولا تسأل أين حرية ممارسة الشعائر الدينية ؟ ..وفجأة سُمعت أصوات استغاثة في منزل الكاهن ، وإذ بالدخان الكثيف يعلوا فوق مكان الجمعية ويأتي من يقول أن الكنيسة بتتحرق ، وإذا بعدد كبير من الغوغاء والمتطرفين تقذف بالطوب ناحية منزل المواطن المضيف وكذلك السيارة التي أحضرت الأسقف ، فخرج الشمامسة مسرعين من المنزل ليواجهوا هذه الغوغاء وحاول الأسقف جاهداً أن يخرج معهم فمنعه الأخوة بالقوة وهو يقول : أموت مع أولادي .. وتجمع عدد من الغوغاء حول المواطن الذي كانت معه الكاميرا وأخذوها منه عنوة ، وجرى المرافق للأسقف بسيارته تلاحقه الأحجار في اتجاه دمنهور ليستدعي سيارات الإطفاء من أقرب نقطة شرطة فكان الجميع يهزون رؤوسهم بابتسامة غامضة وكأنهم يعرفون ، وعند وصوله دمنهور توجها إلى منزل المحافظ الذي ابتسم وقال : أنا قلت له ما تروحش وتوجه إلى سنهور بعد أن كان كل شيء قد احترق ... واحترقت معها روح الحب والوئام بين أهل القرية المسيحيين وهم أقلية مع إخوتهم المسلمين ( الأغلبية ) ، إنها أمور مخجلة ومؤسفة لا تليق بسمعة وشعب مصر ..
وقال " بشاى " : لقد فرحنا بخروج أقباط مصر سياسياً من أحضان الكنيسة إلى حضن الوطن مع شركاء الوطن ، فلا تعيدوهم إلى التقوقع واللجوء إلى إلى البابا البطريرك للاستغاثة به ، لقد اخترت تلك الاستغاثة من جانب الصديق الفسبوكي المهندس المثقف الرائع يسى يسى بقداسة البابا .. أنشرها نصاً " إلي قداسة البابا تواضروس :حان وقت الكلام ... لابد أن أن نصرخ جميعا ... لابد أن نصرخ مع الصارخين من اهلنا في دلجا ... صرخاتهم تصل إلينا جميعا و لم نتفاعل مع صرخاتهم إلا بالصمت ... لم يسمعوا منا إلا صمتا ... قد يكون الصمت حكمة ... و قد يكون موائمة ... و قد يكون جبرا ... لكن إلي متي ؟؟؟ ماذا ننتظر بعد التهجير و الإتاوات و الحرق و إنتهاك الحرمات ؟ نحن كشعب ناشدنا كل أولي الأمر ... حتي الإعلام أفاق من غفوته و يتناول الأمر كثيرا ... لم نسمع حتي كلمة واحدة من أي مسؤول ... و كأننا رضينا جميعا أن نضحي بأهالينا في دلجا علي مذبح الوطنية عملا بحكمة الصمت الذي من ذهب ... و هو ليس من ذهب دائماً"..
و أكد " بشاى " – خلال مقالة له نشرتها جريدة المصور و قال .. نعم ، من " سنهور " إلى " دلجا " .. يا قلب فلتحزن !!!