بقلم : جوزيف شفيق
بين أصوات كثيره تعالت عقب الحركه التى أقدم عليها الجنرال السيسى بعزل الرئيس محمد مرسى , كان هناك صوت جنرال جزائرى عجوز يصيح فرحاً بأنه كان على حق ، و كل الرفاق الذين وجهوا رصاصات انتقادهم له و للمؤسسه العسكريه الجزائريه عليهم الإعتراف الآن بأن خالد نزار أنقذ الجزائر من مستقبل أسود
هل أنصف الفريق السيسى اللواء خالد نزار بالحركه التى أقدم عليها فى 3 يوليو 2013 أم أن خالد نزار هو الذى ألهم و أوحى للسيسى ؟؟
كم درس إستفاده السيسى من هذا الجنرال المغامر " خالد نزار " و كم درس إستفادته الحركه الإسلاميه فى مصر من نظيرتها فى الجزائر ؟؟
فى دراسة الفوارق و التشابهات بين الجزائر و مصر .. بين خالد نزار و السيسى .. بين ما حدث و ما نتوقع حدوثه , محاوله لإيجاد إجابات فى هذه المقالات !
تولى رئاسة الجزائر منذ استقلالها و حتى الآن رؤساء جمهوريه جميعهم شاركوا ضمن جيش التحرير الوطنى و هو الجناح العسكرى لجبهة التحرير الوطنى و هى قضيه شائكه فى الجزائر حتى أن هذه المشاركه تعتبر بمثابة ختم الوطنيه الجزائرى و جواز لنوال الشعبيه , لمقاربة المعنى هو شئ يشبه أن يكون كل رؤساء مصر من مجلس قيادة ثورة يوليو52, هذا الانتماء أو المشاركه تعطى شرعية للنظام الحاكم و لشخص الرئيس .
كان أحمد بن بله هو أول رئيس للجزائر بعد الإستقلال و الذى أطاح به بعد ذلك وزير دفاعه " هوارى بومدين " فى انقلاب عسكرى ليتولى السلطه و يصبح هو النسخه الجزائريه من جمال عبد الناصر
توفى هوارى بو مدين و اختارت المؤسسه العسكريه واحداً منها و من الشخصيات التاريخيه التى تنتمى لجيش التحرير الوطنى ليتولى الرئاسه هو " الشاذلى بن جديد " خلافاً للتوقعات باختيار " عبد العزيز بوتفليقه " الابن الروحى لهوارى بومدين أو أحد الشخصيات الأخرى التى تتصدر المشهد فى ذلك الوقت.
و يبدو أن النخبه العسكريه و السياسيه توسمت فى الشاذلى بن جديد الضعف الذى يمكنهم من التحكم فى مقاليد الأمور .
بداخل المؤسسه العسكريه كان هناك قائد عسكرى على موعد مع التاريخ يدعى " خالد نزار " كان قائداً للقوات البريه و قام الرئيس الشاذلى بن جديد الذى احتفظ بمنصب وزارة الدفاع لنفسه , بتعيين اللواء خالد نزار رئيساً لأركان الجيش و تعيين " اليمين زروال " قائداً للقوات البريه , قام اللواء خالد نزار بوضع خطه خمسيه لتطوير و تحديث الجيش الجزائرى و رفع كفائته إلا أنه و لمزيد من التشويق التاريخى يرفض " اليمين زروال " قائد القوات البريه الخطه التى تعتمد فى جزء منها على الانفتاح على مصادر التسليح الغربيه
نتيجه لهذا الإختلاف و نظراً لتبنى الرئيس " الشاذلى بن جديد " خطة رئيس الأركان خالد نزار يقوم قائد القوات البريه اليمين زروال بتقديم إستقالته ليكون بذلك أول جنرال فى تاريخ المؤسسه العسكريه الجزائريه يقدم إستقالته
بعد ذلك قام الشاذلى بن جديد بترقية الجنرال " خالد نزار " وزيراً للدفاع.
قاد " الشاذلى بن جديد " انفتاحاً اقتصادياً يشبه إلى حد كبير هذا الانفتاح الأهوج الذى قام به الرئيس " أنور السادات " فى مصر و اتبعه الرئيس " حسنى مبارك " فى العشر سنوات الأواخر من حكمه .
و النتيجه الطبيعيه لهذه السياسه الاقتصاديه هى اتساع الفجوه بين الفقراء و الأغنياء و زاد الفقير فقراً و الغنى ثراءاً فكانت النتيجه هى انتفاضة 5 أكتوبر 1989 و كانت إنتفاضه شعبيه بامتياز و شبابيه بكل ما تحمل المعنى من كلمه ( واحد من أهم أوجه الشبه بين الثورتين ) .
كانت الإنتفاضه لرفض الظلم و المطالبه بتحسين أحوال الشعب الجزائرى الاقتصاديه و الاجتماعيه تشبه إلى حد كبير ثورة 25 يناير فى مصر , و الأكثر طرافه أن سلوك الحركات الإسلاميه كان واحداً ففى كلا الحدثين التحق الإسلاميون متأخرين بعد تأكدهم من قدرة الشباب على إحداث التغيير فالتحقوا لجنى الثمار , فبينما التحق إخوان مصر بالثوره بعد اندلاعها بثلاثة أيام فى 28 يناير , التحقوا بها فى الجزائر بعد اندلاعها بخمسة أيام كامله فى 10 أكتوبر 1988
و يبدو أن هذا هو الدرس الأول الذى إستفادته الحركه الإسلاميه فى مصر وهو الإلتحاق المتأخر بالإنتفاضات و الثورات لأن هذا يؤهلها لجمع الثمار مباشرة كأكبر قوه منظمه .
بنهاية الخمسة أيام الأولى للإنتفاضه الجزائريه كان قد سقط حوالى 500 قتيل و ألقى الرئيس الشاذلى بن جديد خطاباً وعد فيه بإصلاحات و تعدديه حزبيه .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع