الأقباط متحدون - أول تحليل نفسي للمسيحيين: البابا تواضروس ناسك لا يهاب الموت والأقباط متشائمون
أخر تحديث ٠٧:١٦ | الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ٥ | العدد ٣٢٥٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أول تحليل نفسي للمسيحيين: "البابا تواضروس ناسك لا يهاب الموت" والأقباط متشائمون

د. أمجد خيري
د. أمجد خيري
شارك الأقباط فى ثورة 30 يونيو مع بقية الفصائل الوطنية لنزع الديكتاتورية الأخوانية التى تمارس الفاشية بإسم الدين والدين منها برىء , ثم خرجت أذناب الجماعة والإرهابيين يشعلون النيران فى الكنائس ويعتدون على متاجر ومنازل الأقباط فى كل صوب وحدب, لم يراعوا مبادىء الإنسانية أو الشراكة الوطنية لكنهم خلعوا ثياب الرحمة وأرتدوا ثياب مصاصى الدماء , بينما ظل الأقباط صامتين وتحملوا من أجل وطنهم ولكن كان يجب أن يتم تشريح الخريطة النفسية لهذا القطاع الوطنى الذى صبر وثابر ولم يئن أو يشكو لغير الله.
 
وقد أختص الدكتور أمجد خيرى كامل, أستشارى الطب النفسى, بأول تحليل نفسى مفصل حول الحالة النفسية للأقباط بعد سقوط دولة الأخوان وأسباب الحاجز النفسى الأزلى بين الأسلاميين و الأقباط  وملامح شخصية البابا تواضروس التى برزت خلال الفترة الماضية , وشرح كامل هذا التقرير تفصيلاً لـ"الفجر".
 
أكد التقرير أن الأقباط لازالوا يعانون من التشاؤم بالرغم من سعادتهم شأن كل المصريين بزوال الكابوس الأخوانى من المشهد السياسى وذلك لأنهم  أكتشفوا أن المعركة ليست فى الداخل فقط لكنها خارجية أيضا مع دول أستعمارية كبرى تتربص بأمن مصر بغرض نشر الفوضى فيها عن طريق الحروب الأهلية والفتن الطائفية تمهيدا لتحويلها الى النموذج العراقى أو السورى .
 
وذكر بن غوريون, أول رئيس وزراء أسرائيلى, أن صعود اسرائيل لا يعتمد على قوتها الذاتيه فقط أنما على أضعاف مصر والعراق وسوريا , وأن نجاحهم فى هذا المخطط لا يعتمد على ذكاءهم بقدر ما يعتمد على غباء الأخرين ,فاليهود يكرهون الحضارة الفرعونية ولديهم مخططات أستعمارية قديمة ومن هنا تأتى كراهيتهم للأقباط بموجب أنهم حجر عثر أمام مشروعهم نظرا لكونهم يمثلون أمتدادا للحضارة المصرية العريقة .
 
  وقد رأى الأقباط فى الفريق السيسى ملامح الشهامة والطمأنينة التى وضعوا فيها كل أمالهم بتخليصهم من ظلم الأخوان الذين مارسوا كل الوان التمييز العنصرى ضدهم وأعتبروه"المخلص" المنتظر الذى سينجيهم من هلاك مرتقب.
 
تتلخص أسباب الفجوة الفكرية بين الأسلاميين والأقباط أو الحاجز النفسي القائم بينهما , فى عدة نقاط تتمحور حول أختلاف طبيعة الشخصية الأخوانية عن بقية طبائع الشرائح المجتمعية فى مصر  ,حيث أنها من الناحية السلوكية تتسم بالأندفاع والتهور والعنف اللفظى الذى يصل أحيانا الى حد السب والقذف للمختلفين , الى جانب العنف البدنى الذى يصل الى حد القتل والتمثيل بالجثث وتظهر عليهم أعراض (السادية) والتلذذ بالقتل والتعذيب وهو ما تجلى فيما يعرف بسلخانات تعذيب رابعة العدوية التى تفننوا فيها فى التنكيل بالمواطنين العزل الغير مسيسين فقط لأنهم رفضوا الأنضمام لصفوفهم .
 
ومن الناحية العاطفية تجد الأخوانى شخص شديد الأنفعال , فالحب لديه يصل الى حد التقديس  والطاعة العمياء لقيادات جماعته بينما تأتى معاملته العنيفة تجاه الأقباط من منطلق شعوره بـ"النرجسية" والتى يستند فيها على  كون جماعته تمثل (شعب الله المختار) وما دونهم فهم رعايا لا حق لهم فى النقاش أو المعارضة وهو فى واقعه فكر مستنبط من التعاليم اليهودية  .
 
كما تأتى نظرية الأسقاط أو(projection) ضمن أهم أسباب أزدياد الشرخ النفسى بين الأسلاميين والأقباط وهى التى يقوم فيها المريض بأسقاط عيوبه على الأخر وهو ما تجلى فى قيام مشايخ الفضائيات وبعض الأعلاميين المتعاطفين معهم مثل (محمد عبد المقصود وعاطف عبد الرشيد وعلاء صادق وأحمد منصور وغيرهم..) فى شن حملات وهمية كيدية ضد الأقباط والكنيسة خلال فترة توليهم للسلطة وكالوا لهم كل الأتهامات بالتخطيط لقلب نظام الحكم و تأسيس ميليشيات مسلحة الى جانب وصلات التكفير والتحريض ضدهم ويرجع الأمر الى أصابة تيار الأسلام السياسى عموما بنوعا من الأحباط نظرا لعدم تقبل المجتمع لأفكارهم المتشددة المخالفة لطبيعتة الوسطية المعتدلة.
 
ثم أنتقل الإخوان خلال إعتصامي رابعة والنهضة من مرحلة (الإسقاط) الى  مرحلة  (الكذب اللاشعورى ) وهى المرحلة التى روجوا فيها الى خرافات وأساطير تتصادم مع المنطق فقالوا أن الشرطة وزعت مياه مسحورة بمعرفة البابا تواضروس على معتصمين رابعة لتبرير أنصراف أعداد كبيرة منهم قبل فض الأعتصام كما لجأوا الى أحدى الحيل الدفاعية العقلية الخطيرة وهى (الأنكار) أو(denial) وحاولوا أيهام البسطاء بأن حلف النيتو سوف يعيد الرئيس المعزول الى منصبة وفقا لما جاء على لسان(أم أيمن) وأن سيدنا جبريل سوف يهبط من السماء هو والسيدة العذراء للصلاة مع المعتصمين .
 
وعن إحراق الكنائس  أوضح التقرير أن الأخوان أحرقوا ما يقرب من 100 كنيسة ومنشأة مسيحية على مستوى الجمهورية بنزعة أنتقامية عندما وصلوا الى أقصى درجات الهياج النفسى فأتخذوا ما يعرف بالخيار  (شمشون) والذى يعتمد على الأحراق والتخريب والتدمير من أجل  أجبار النيتو على التدخل بغرض فرض الحماية الدولية على الأقليات وبذلك يستعيدون ما يعتقدون بأنه حقا لهم من النظام الحالى والقوات المسلحة فى أن واحد.
 
وتطرق التحليل النفسى الى طبيعة شخصية البابا تواضروس التى أتضحت خلال الأحداث الأخيرة ,مشيرا الى أنه يتسم بشخصية متفردة ,ولديه نوعا نادرا من الصلابة النفسية أو (mental toughness) وأتضحت ملامح شخصيته جيدا خلال أحاديثه لبعض وسائل الأعلام الأجنبية عقب أحراق الكنائس وهى الفترة الحرجة فى تاريخ الكنيسة التى أحتفظ فيها البطريرك برباطة جأشة وكان يبتسم بالرغم من الكوارث التى تحيط به من كل جانب كما  أنه أفصح عن أنتماءه الوطنى الخالص معلنا عن أستعداده للتضحية بكل الكنائس من أجل الوطن فلم يغلب مصالح جماعته على مصلحة وطنه العليا مثل مرشد الأخوان الذى قال كلمته الشهيرة (طز فى مصر) .
 
وأضاف:"تواضروس ناسكا زاهدا لا يهاب الموت بل يؤمن بعقيدة الأستشهاد شأنه شأن سائر الرهبان الأخرين الذين تركوا العالم بكل متعة وأختاروا الله فكان يعلم أن مشاركته فى خطاب خارطة الطريق مع الفريق السيسى وشيخ الأزهر سوف يفتح عليه بوابة الجحيم من التيارات الأسلامية المتشددة والذين أحلوا دماءه لكنه لم يتنازل عن مبادئه".
 
  أعتكف البابا عقب أحداث الخصوص والأعتداء على الكاتدرائية فى دير وادى النطرون ليرفع صوته الى السماء ويعبر عن المة وغضبة  من هذه الوقائع وهو السلاح الوحيد الذى يلجأ اليه باباوات الكنيسة الأرثوذكسية طوال تاريخها ,حيث سبق ولجأ البابا الراحل شنودة الثالث الى الأعتكاف فى بعض الأحداث الطائفية وعلى رأسها الكشح التى راح ضحيتها 20 قبطيا وحصل المتهمين على البراءة  .
 
فى حين رصد كامل فى تقريره أسباب تفاقم وقائع الأختطاف القسرى والأسلمة الجبرية للفتيات القبطيات وتحولها الى ظاهرة  فى عهد الأخوان , مرجعا الأمر الى أن قطاع غير ضئيل  من أعضاء التيار الديني  منشغلون ب(الجنس) وعادة ما يلبث الأفكار والهلاوس  الجنسية التى تسيطر عليه ليلا نهارا رداء دينيا ويدرجها تحت مسمى (وساوس الشيطان)  ويلقى باللوم كله على الشيطان الرجيم ليتخلص من الشعور بالذنب و تأنيب الضمير .
 
ومن اللافت للنظر  أن هناك أعتقادا مسيطرا على التيار الدينى بأن الزواج من الأبكار  أفضل للصحة العامة وهو ما يفسر تغير بعض هذه الجماعات بطفلات قبطيات لا تتجاوز أعمارهن ال18 عام .
 
 وهذا المعتقد ليس حديثا ومن ثم فأن  التيار الدينى عامة والأخوان خاصة والسلفيين على أخص الخصوص  لا ينظرون للمرأة الا كوسيلة للمتعة فقط لذلك يجاهرون بأفكار شاذة عن الأعراف السائدة مثل (زواج القاصرات و مفاخذة الرضيع وجهاد النكاح) ومن هنا تولد صراع مجتمعى بين الحضارات فى مصر خلال فترة حكم الأخوان مما يعرف ب (clash of civilization) والذى تحدث عنه العالم صموئيل هانجتون وهو صراع بين حضارة وادى النيل القائمة على البناء والتشييد والزراعة والتحضر وبين ثقافة البداوة الوافدة من شبه الجزيرة العربية والقائمة  على الأغتصاب والسلب والنهب والتدمير.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.