الأقباط متحدون - الحلم المصري
أخر تحديث ٠٦:١٦ | الخميس ١٢ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ٢ | العدد ٣٢٤٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الحلم المصري

بقلم: إسماعيل حسني
برغم الانتكاسات والإحباطات الكثيرة التي تتعرض لها ثورة شعبنا فإننا لن نتخلى عن أحلامنا في الغد الأفضل، فالحلم هو الرئة التي تتنفس بها الشعوب، وهو الشعاع الذي يزداد توهجا كلما اشتدت حلكة الظلام.
 
إننا نحلم أن تظل جذوة الثورة متقدة في نفوس شباب هذا الوطن، وأن تشتعل في قلوبهم نارا تأتي على كل أغلال الماضي ورموز التخلف في قيمنا وعادتنا وتقاليدنا، وتلغي قوائم المسلمات المهترئة التي تعشش في عقولهم وتحجب عنها ضوء الشمس. 
 
إننا نحلم بشباب محب للحياة، مقبل عليها، لا يكل نفسه إلى سواه، شباب يدرك أن مستقبله لا تبنيه غير سواعده، فلا يدين بالسمع والطاعة إلا إلى عقله، ويمارس حقه في خلق وإبداع أسس وقواعد هذا المستقبل على النحو الذي يريد. 
  
إننا نحلم بدستور يخرجنا من ظلمات الأمس إلى نور الغد، ومن ضيق الأمر الواقع إلى سعة الخيال والحلم والإرادة، دستور يجعل من الإنسان نقطة الإرتكاز في المجتمع، ومن سعادته ورفاهيته الهدف الوحيد لكل القوانين والسياسات.
 
إننا نحلم بوطن يقوم على الحرية والعدالة والمساواة، وطن لا يصب أبناءه في قوالب لم يشاركوا في صنعها، وطن يمنح أبناءه وكل من يعيش على أرضه فرصا متساوية في الحياة، ولا يميز بينهم على أي أساس كان. 
 
إننا نحلم بدولة تدير شئون الوطن ولا تمتلكه، دولة تقف على مسافة واحدة من جميع مواطنيها، دولة يحكم فيها القانون تصرفات المواطنين ولا يستبيح شئونهم الخاصة أو يتدخل فيها.
 
إننا نحلم أن يعود الجمال فيتربع على عرش مصر من جديد، وأن يزيل عنها آثار القبح الذي تفشى في ربوعها وفي عقول أبنائها، فتحيي ثقافتها، وتظهر آدابها وفنونها وعلومها، وتسترد قوتها الناعمة التي شادت إمبراطوريتها عبر تاريخها الطويل.
 
إننا نحلم، ونعرف أن الحلم بمصر الحرة المدنية الحديثة هو أمضى سلاح نمتلكه في وجه أعداءنا، وهو الصخرة التي سوف تتحطم عليها كافة مخططاتهم في اغتصاب بلادنا والعودة بها إلى عصور الظلام.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter