الأقباط متحدون - صناعة الحرب السورية
أخر تحديث ٠١:٠٣ | الاربعاء ١١ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ١ | العدد ٣٢٤٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

صناعة الحرب السورية


بقلم : نعيم يوسف 

في ثنايا الملف السوري الكثير من التفاصيل ، و التي تكشف مدى " خسة " هذه الدعوة  ، و دعاتها ، من كل الأطراف – ما عدا الشعب السوري ، الذي لا حول له و لا قوة في هذه الحرب – فالجميع يتاجرون بدمائه ، و يدعون السلام في تصريحاتهم ، بينما يحاربون بأفعالهم ، بدءا ً من " الأسد " الذي يرفض التدخل العسكري ، بينما قد أفترس شعبه ، على أرض الواقع ، و أعطى فرصة لكل ذا هوى أن يتدخل في سوريا ، و يحولها إلى عراق و أفغانستان جديدة .
 
كذلك الأمر بالنسبة إلى الجيش السوري الحر الذي يدعى أنه يقاتل من أجل الحرية من الديكتاتور الذي يمسك مقاليد الحكم في سوريا ، و انه يقاتل من أجل الدفاع عن الدم السوري المراق فى جنبات " دمشق " ، بينما يسوق بلاده إلى العبودية الأمريكية ، إلى مدى زمني لا يعلمه إلا الله ، و يدفع بلاده إلى بحور من الدم لا يعلم شواطئها إلا خالقها ، و نسى هذا " الحر " أن الولايات المتحدة التي ستطيح بنظام الأسد لن تقبل أن ياتى إلى الحكم نظام مناهض لها ، بل يجب أن يكون تابع ، و عميل لها ، و نسى أيضاً أن النظام السوري القادم – إذا كان هناك نظام قادم ، و لم تكن عدة إمارات – فلن يستطيع هذا النظام مهما كانت قوته أن يقف في وجه القوة التي جاءت به إلى الحكم ، ونسى أيضاً هذا " الحر " أن الدماء التي سوف تريقها قوات العدو الأمريكي هي أيضاً دماء سورية ، و ليست صهيونية ، أم ظن هذا " الحر " أن إدارة " أوباما " قد أصبحت من المجاهدين في سيبل الله !
 
أما الولايات المتحدة ، فعلى الرغم أنها تدعى حماية الشعب السوري من الكيماوي ، و الديكتاتورية ، إلا أنها كانت صريحة وواضحة في تصريحات رئيسها التي أعلنها مراراً و تكراراً بأنه يخوض هذه الحرب للحفاظ على هيبة أمريكا كدولة عظمى في المنطقة ، و للحفاظ على الأمن القومي الأمريكي ، و من الواضح أنه يقصد بذلك تزايد النفوذ الروسي في المنطقة ، و تقلص الدور الأمريكي في الشرق الأوسط ، و على الرغم من أن أوباما يتحاور مع دول العالم من أجل الوصول إلى حل سلمى للأزمة ، إلا أنه يجهز مسرح العمليات لشن ضربة عسكرية ضد سوريا .
 
و حتى " الملاك البرئ " الذي يدعى أنه مدافع عن السلام في المنطقة و يرفض التدخل العسكري في سوريا ، و هي روسيا ، فقد ساعدت " الأسد على مدار أكثر من عامين ، لكي يفترس شعبه ، و أمدته بكل ما يحتاج من معدات عسكرية ، و مساندة دبلوماسية . 
 
و يبرز في ثنايا هذا الملف ، " المحرك الشعبي " للجهلة و الخونة من أبناء الأوطان العربية ، و هم شيوخ الفتاوى الملاكي ، و الفتنة ، و التطرف تحت مسمى " الجهاد فى سبيل الله ، مدعومين من النظام القطري و الامريكى و الإيراني ، و حزب الله ، وهؤلاء كلهم على الرغم من تناقضاتهم السياسية إلا أنهم كلهم يشتركون في نفس المنهج ، و هو إبادة المخالفين لهم في الرأي و الهوية و قتلهم للجهاد في سيبل الله ، على الرغم من السماحة التي يدعونها في بعض تصريحاتهم ... و بنظرة سريعة على المشهد .. لا يسعك إلا أن تقول " يا عزيزي كلنا لصوص "

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter