الأقباط متحدون | حول التقويم المصري القبطي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٥٢ | الاربعاء ١١ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ١ | العدد ٣٢٤٨ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

حول التقويم المصري القبطي

الاربعاء ١١ سبتمبر ٢٠١٣ - ٢٥: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :  لطيف شاكر
 
في اول توت بداية العام القبطي 1730 للشهداء وعام 4241قبل الميلاد طبقا للتقويم المصري القديم و المقابل 11 سبتمبر 2003   تحتفل الكنيسة القبطية  العريقة في ارجاء العالم بالاحتفال  بهذا اليوم متضرعة الي الله ان يبارك اكليل السنة بصلاحه , ويبدو ان هذا اليوم قد ميزه التاريخ ليكون  يوم الاستشهاد العالمي .
 
  وحرص الاقباط ان يكون بداية تقويمهم  هو دم الشهداء والاستشهاد خلافا للتقاويم الاخري حيث تبدأ بتخليد شخص او ذكري معينة 
وبالرغم من أن التقويم القبطي توارى في زاوية النسيان وسط التقاويم الميلادية والسريانية والهجرية، ولا يأخذ مكانه فى المكاتبات الرسمية، ولو سألت أحدا تاريخ اليوم القبطي لما وجدت ردا، إلا من الفلاح المصرى الذى احتضن هذا التقويم، وظل يتوارث العمل به في زراعته منذ عرف هذا التقويم منذ 6254 عاما
وهو تقويم شمسي وضعه قدماء المصريين لتقسيم السنة إلى 13 شهر، ويعتمد على دورة الشمس. ويعتبر التقويم المصري من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية. كما أنه الأكثر دقة حتى الآن من حيث ظروف المناخ والزراعة خلال العام؛ لذلك يعتمد عليه المزارع المصري في مواسم الزراعة والمحاصيل التي يقوم بزراعتها خلال العام، منذ آلاف السنين وحتى وقتنا هذا.. 
وهو جزء من التراث المصري الفرعوني ظل يمتد وينساب في سهولة وبساطة ويسر في الوجدان المصري منتظما مع دورة المحاصيل الزراعية متوافقا مع الطقس على طول فصول السنة دون أدنى تغيير أو تبديل 
إنه دائرة معارف شعبية زراعية فلكية متميزة انطبعت في تراثنا المصري الأصيل 
لقد احتفظ أقباط مصر بنفس التقويم المصري القديم وشهوره التي ظلت كما هي بأسمائها الفرعونية
بعد أن اتخذوا من عام الشهداء الذي استشهد خلاله مليون قبطي على يد الإمبراطور الروماني دقلديانوس عام 248 بداية للتقويم القبطي. 
وللسنة القبطية ارتباط وثيق بتراث الأمثال الشعبية فى مصر ولا يخلو شهر من شهورها من مثل أو أكثر   
يقع شهر توت في رأس السنة القبطية، 
وينسب إلى الإله توت أو تحوت إله الحكمة والعلم والمعرفة، ومبتكر الكتابة، وقد رمزوا له بالطائر المقدس أبو منجل "ايبس" الذي يأتي في بداية السنة الزراعية مبشرا الفلاح ببدء موسم الزراعة. 
 
ولعل من السمو أن تبدأ السنة القبطية بالحكمة والمعرفة والاستشهاد. 
وفي الأمثال الشعبية 
"توت ري ولا تفوت" 
أي الفلاح الذي لا يستطيع أن يروي أرضه هذا الشهر لا يستفيد من زراعتها
والمثل التالي "توت يقول للحر موت" نسبة إلى انكسار نسبة الحرارة في هذا الشهر 
ومن أشهر الأمثلة "توت حاوي توت" أي أن الحاوي يتكلم بالعلم والمعرفة بلسان الإله توت 
وشهر توت يأتى في الفترة من 11 سبتمبر إلى 10 أكتوبر . 
ثم يأتى شهر بابه 
بابه خش واقفل الدرابة" أي الطاقة (الشباك الصغير) 
ثم يأتى شهر بابه أي شهر حابي إله النيل، ويعنى أيضا شهر الاوبت أي عيد انتقال الإله امون من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر محملا على القارب المقدس في موكب رائع عبر طريق الكباش (جاري اكتشافه) 
يقول المثل "بابه خش واقفل الدرابة" أي الطاقة  اتقاء للبرد في هذا الشهر 
ويقول المثل أيضا "إن صح زرع بابه يغلب النهابة، وإن خاب زرع بابه ما يجيبش ولا لبابه" أي أن كثرة المحصول في بابة مربحة مهما انتهب منها 
ويأتى شهر بابه في الفترة من 11 أكتوبر إلى 9 نوفمبر . 
"هاتور أبو الدهب منثور 
ثم يأتي شهر هاتور، أي شهر حتحور البقرة المقدسة، رمز الخصب والجمال والنماء ورمز الآلهة إيزيس 
ويقول المثل "هاتور أبو الدهب منثور" يقصد القمح 
ويقول المثل أيضا "إن فاتك هاتور اصبر لما السنة تدور" 
ويأتى شهر هاتور من 10 نوفمبر إلى 9 ديسمبر  
ثم يأتى شهر كيهك  
وشهر كيهك، معناه شهر كا هاكا، أي شهر اجتماع الروح ( كا) 
وفي المثل "كياك صباحك مساك، شيل يدك من غداك، وحطها في عشاك" إشارة إلى قصر النهار في هذا الشهر وطول الليل 
ويقول المثل أيضا "البهايم اللى متشبعش فى كياك ادعى عليها بالهلاك"" 
وشهر كيهك من 10 ديسمبر إلى 8 يناير . 
ثم يأتى شهر طوبة، 
طوبه تزيد الشمس طوبة 
ومعناه الأعلى أو شهر عيد الفصح، الذي يقع في 11 طوبة وفيه التطويب أي إعداد الأرض للزراعة 
ومن الأمثلة في هذا الشهر "طوبه تزيد الشمس طوبة"" 
ويقول المثل "الغطاس عيد القلقاس واللى مايأكلش قلقاس يوم الغطاس يصبح جته من غير راس" وفي طوبة يشتد البرد 
ويقول المثل "طوبة تخلي العجوزة كركوبة"، أيضا "طوبه تخلي الصبية جلدة والعجوزة قردة"" 
وفي المثل أيضا "الاسم لطوبة والفعل لأمشير"" 
ويقسم الفلاح المصري طوبة من حيث الطقس إلى ثلاثة أجزاء (طوبة) العشرة أيام الأولى من الشهر حيث يشتد البرد، و(طبطب) حيث البرد الذى يجعل الإنسان يطبطب أي يرتعش، والعشرة أيام الأخيرة (طباطب) أي تقلب الجو من الصحو إلى الممطر. 
وشهر طوبة من 9 يناير إلى 7 فبراير  
ثم ياتى شهر امشير 
أمشير أبو الزعابير الكتير ياخد العجوزة ويطير 
يأتي شهر أمشير، شهر إله الريح والزوابع  
يقول المثل "أمشير أبو الزعابير الكتير ياخد العجوزة ويطير"" 
وقسمه الفلاح المصري أيضا إلى ثلاث أقسام: (مشير) ويقال لها عشرة الغنامى (الراعى) حيث ينخدع الراعى بالدفء و(مشرشر) أو عشرة الماعز حيث يعود البرد للاشتداد ويكثر وهبوب الريح وسقوط المطر وتنفق الماعز من شدة البرد 
ويأتي شهر أمشير من 8 فبراير إلى 10 مارس  
ثم يأتي شهر برمهات، 
"برمهات روح الغيط وهات 
وينسب إلى فرعون مصر أمنحات. 
وفي هذا الشهر تأتي رياح الحسوم 
ويطلق عليها أيضا برد العجوز 
يقول المثل "برمهات روح الغيط وهات"" 
وشهر برمهات من 10مارس إلى 8 أبريل  
ثم شهر برمودة 
برمودة دق العامودة 
وينسب إلى (رنودة) إلهة الحصاد 
يقول المثل "برمودة دق العامودة" أي دق سنابل القمح بعد نضجها. 
وشهر برمودة من 9 أبريل إلى 8 مايو  
ثم شهر بشنس 
وينسب إلى الإله (خونسو) إله القمر وابن الإله آمون، وفيه تدرس المحاصيل 
يقول المثل "بشنس يكنس الغيط كنس"" 
وشهر بشنس من 9 مايو إلى 7 يونيو  
ثم يأتي شهر بؤونه 
يقول المثل "بؤونه نقل وتخزين المونة" أي المؤنة للاحتفاظ بها بقية العام، وكان التخزين أحد عادات المصريون القدماء، خشية الفيضان الجارف أو انقطاع الفيض 
ويقال "بؤونة الحجر" لارتفاع الحرارة فيه 
وشهر بؤونة من 8 يونيو إلى 7 يوليو . 
ثم شهر أبيب  
نسبة إلى أبيب أو هوبا أو حابى إله النيل 
يقول المثل "أبيب فيه العنب يطيب"" 
ويقول المثل أيضا "أبيب مية النيل فيه تريب" نسبة إلى الفيضان. 
وشهر أبيب من 8 يوليو إلى 9 أغسطس . 
ثم تنتهى السنة القبطية بشهر مسرى، 
وأصلها سى رى نسبة إلى إله الشمس رع 
يقال في المثل "عنب مسرى إن فاتك متلقاش ولا كسرة"، حث على الإسراع في زراعة الذرة. 
ويقال مسرى "تجرى فيه كل ترعة عسرة" حيث تزداد مياه الفيضان فتغمر كل مصر 
وشهر مسرى من 7 أغسطس إلى 5 سبتمبر  
ويقول احد الرحالة "عرفت أكثر المعمور من الأرض، فلم أر مثل ما بمصر من ماء طوبة، ولبن أمشير، وخروب برمهات، وورد برمودة، ونبق بشنس، وتين بؤونة، وعسل أبيب، وعنب مسرى، ورطب توت، ورمان بابة، وموز هاتور، وسمك كيك
ويستمر هذا الثراء الثقافي، ويترسب في وجدان الفلاح المصري الذي تعلم بالفطرة شهور السنة القبطية، أو لم تمحها من ذهنه السنة اليوليانية الرسمية، ولا السنة الهجرية التي احتفظ بها لعبادته، وجعل من إحداثها وبدايات أشهرها مواسم للخير
النسى أو الشهر الصغير، يحتفل بأوزيريس في أول هذه الأيام تزرع فيه  اي شيئ حتى لو في غير اوانه وينمو كالمعتاد.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :