الأقباط متحدون - الحرب النفسية السورية
أخر تحديث ٠٤:٠٠ | الأحد ٨ سبتمبر ٢٠١٣ | ٣ نسى ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٤٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الحرب النفسية السورية

إلى أين ستؤول أزمة سوريا؟
إلى أين ستؤول أزمة سوريا؟
بقلم: نعيم يوسف
لقد إتضح بلا أى نوع من الشك أن الرئيس الأمريكى " باراك أوباما " ، إتخذ قراره بالحرب ضد النظام السورى ، منذ أن إندلعت ثورة 30 يونيو فى مصر ، وهذا قد إتضح فى عدة تصريحات له ، حيث أكد مراراً و تكراراً أن هذه الحرب يخوضها للحفاظ على المصالح الأمريكية فى المنطقة ، و للحفاظ على هيبة الولايات المتحدة فى العالم كقوة عظمى ، و برر ذلك بأنه بما أن الولايات المتحدة قوة عظمى فبالتالى عليها مسؤليات ، تجاه الشعوب التى تعانى " تحت الديكتاتورية " ، و هذا بالطبع ، حديث للإستهلاك الخارجى ، و السياسة الخارجية ، أما تصريحاته للأمريكان ، فكانت مختلفة حيث برر ذلك بتهديد المصالح الأمريكية و الأمن القومى الأمريكى .
 
و بنظرة سريعة نجد أن كلام " أوباما " للأمريكان هو الأصدق ، وذلك لأنه بعد إزاحة الإخوان من الحكم فى مصر ، و إستعادة الفريق " السيسى " السيادة المصرية السياسية ، و نفض التبعية الأمريكية عن كاهل المصريين أصبحت بالفعل المصالح و الأمن القومى الأمريكى فى خطر ، و بالتالى فهو يريد تعزيز التواجد الأمريكى فى المنطقة ، و أسهل نقطة تحقق له ذلك هو النظام السورى الذى بدأ فى التآكل و الإنهيار ، و بالتالى إذا أسقط هو النظام السورى فسيضمن ولاء النظام الذى سوف يأتى بعده ، أياً كان .
 
إذاً فالقرار قد إتخذ بالفعل ، و لكن أى حرب لابد أن تبدأ بالحرب النفسية ، وذلك إضعاف العدو ، و هو ما بدأت الإدارة الأمريكية فى عمله ، حيث اراد " أوباما " أن يأخذ تفويض من الكونجرس ، بالرغم أنه لدية الصلاحيات للحرب ، بدون الرجوع للكونجرس ، ثم بعد ذلك المشاركة فى قمة العشرين ، التى أوحت للعالم بأسرة بأن الأمور مازالت فى طور المشاورات ، و لكن لو رجعنا إلى الوراء قليلاً سنجد أن أوباما قد صرح بأنه سوف يحارب حتى لو لم يوافق مجلس الأمن ، و أنه سوف يتصرف طبقاً للأمن القومى الأمريكى ، و هو المبرر الأساسى للحرب .
 
و أخيراً قالت " سى إن إن " أن الرئيس " أوباما " سوف يتخذ قراره النهائى فى الحرب ، و يحسم الأمر يوم الثلاثاء ، و كأن هذا القرار لم يتخذ بعد ، و كأن كل التصريحات التى قالها " أوباما " للعالم الخارجى ، و للشعب الأمريكى ، كلها كانت مجرد تصريحات من رئيس أكبر دولة فى العالم ، إنه اللعب على مشاعر العدو ، لكسر إرادته ، و كسر معنوياته ... فقط لا غير .. و لكن فى النهاية هذه الحرب لا بديل عنها للولايات المتحدة ، سواء فى مصر ، أو فى عمقها الأستراتيجى فى " سوريا " ، و ذلك لكسر النفوذ الشرقى للصين و روسيا الذى أصبح يهدد النفوذ الأمريكى فى المنطقة بعد أن خسرت الولايات المتحدة حليفها و شريكها الأكبر " مصر " بعد سقوط الإخوان ، و تورط " أوباما " فى مساندتهم ، و التواطؤ معهم ضد الشعب المصرى ، الذى كاد أن يفقد " أوباما " كرسية بسببه.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter