بقلم: مدحت بشاي
مؤتمر "الأمة المصرية.. لنصرة سوريا" .. هل تتذكر الاحتفالية بتلك المناسبة عزيزي القارئ ، و مشهد حضور ألاف الإسلاميين بالصالة المغطاة باستاد القاهرة الدولى من الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية ورموزهم بما فيهم القتلة وأصحاب دعوات العنف عبر تاريخهم المؤسف ، وبحضور الرئيس المعزول مرسي.واصطحب صفوت حجازي الرمز التاريخي عاصم عبد الماجد للتجول بين الحضور هاتفين على سوريا رايحين شهداء بالملايين.
شارك في الاحتفال شيوخ التيار السلفي والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح والجماعة الإسلامية وأحزاب الأصالة ومكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين ، حاملين الأعلام السورية، وصور مرسي، مرددين هتافات "يسقط حزب الله" و"ثوار أحرار هنكمل المشوار".
والمشهد كان للتأكيد لإعلان العماله لماما أمريكا ، وطلب الدعم المادي والسياسي في مقابل تحقيق المخطط الأمريكي في المنطقة .. وكان إعلان المعزول قطع العلاقات مع سوريا في مفاجأة ودون الرجوع للمؤسسات المعنية !!
وعلى صعيد المواقف الإقليمية ، قامت بعض الدول بتأييد سوريا الوطن, رغم الاختلاف مع سياسات الرئيس بشار الأسد, ودول أخرى تؤيد تدخلاً أجنبياً استعمارياً بدعوة نصرة ثورة افتراضية وثوار مسلحين وتكفيريين ..
وبغض النظر عن التأييد الأوروبي لقرار الضربة الأمريكية لسوريا لعقاب النظام السوري لاستخدام السلاح الكيماوي ، ورغم أنه لم يثبت المستخدم الفعلي لذلك السلاح من جانب الجيش السوري أو الجيش الحر ، لم تكن الدول المؤيدة للتدخل العسكري في سوريا أوروبية فقط , إنما هناك دول عربية باركت التدخل الأمريكي, في تناسي لمأساة وكارثة العراق وما ألت إليه الأحوال في تلك الدولة العربية الكبيرة صاحبة التاريخ والحضارة العظيمة والجيش الكبير صاحب المكانة العسكرية الكبيرة والتي خسرت كل شئ فور السماح بالتدخل الأجنبي , أو ليبيا والفوضى الهائلة التي حلت بها..
وإذا كان الزعيم البرادعي قد منح بهروبه من سفينة الوطن والمسئولية فرصة لمن يروجون لفكرة أن ثورة 30 يونية لم تكن ثورة بل هي انقلاب عسكري بتفضيل مصالحه الشخصية على مصالح الوطن العليا ، فإن وزير خارجيتنا قد وقع في فخ توازنات صعبة .. بعدها قرر الانضمام لموقف السعودية ودول الخليج ــ على الأقل من باب رد الجميل ــ في دعم موقف الجامعة العربية التي أعلنت ــ من باب أداء الواجب مظهرياً ــ رفض التدخل الأجنبي والضربة العسكرية الأمريكية ، ولإلقاء الشيلة عنها إحالة الأمر للأمم المتحدة ، ولكن للأسف مع إضافة " التحالف الدولي " وهو ما يعني بشكل صريح موافقة مصر والجامعة على قيام تحالف امريكي أوروبي ــ على سبيل المثال بضرب سوريا خارج إطار الأمم المتحدة ، برعونة وكأن ضرب الجيش السوري وإسقاط الدولة السورية شأن سوري داخلي وغير مؤثر على أمن المنطقة وأمن مصر تحديداً !!!
وهل ننسى أن الدول الخليجية هي التي ضغطت على الجامعة العربية لتجميد مقعد سوريا بها, دون دراية بخطورة الارتماء في الحضن الغربي والأمريكي في المستقبل ، بعد الإجهاز على سوريا ، ثم الدخول في صراع مصر الثورة ..
وأتفق مع سؤال “محمد شبل” أمين لجنة الشئون العربية بحزب الأحرار : إذا كانت دولة كالسعودية ترى أن دعم المعارضة في سوريا هو دعم للديمقراطية وحقوق الإنسان فلماذا لم تدعم الثوار في البحرين وأرسلت جيشها بالاشتراك مع الجيش البحريني في حلف أسموه درع الجزيرة لقتل الثوار هناك وقمع الثورة؟ وإذا كان من حق كل الشعوب تقرير مصيرها كما تتدعي الولايات المتحدة لماذا لم تدين التدخل السعودي في البحرين وقتل مواطنين بحرينيين فقط لأنهم يريدون خلع النظام الحاكم وإقامة نظام ديمقراطي, مشيراً إلى أن الأمر لا يتعلق ببشار أو بحقوق الإنسان أو بالديمقراطية أو بأي من هذه الأشياء التي يطلقها أعداء سوريا، وإنما هي رغبة في تركيع سوريا ..
ولأن الشئ بالشئ يذكر ، صدق من قال الرجال مواقف .. لقد رفض الفريق أول عبد الفتاح السيسي الاستجابة لتوجهات مرسي المعزول بالذهاب إلى سوريا لدعم المعارضة ، بينما كان يعلن صفوت حجازي في حضرة رئيسه أنه يرسل السلاح إلى سوريا..
ولعل ذكر جامعة الدول العربية 3 مرات في خطاب أوباما ، بشكل غير مسبوق يوحي بإن إملاءات نظامه على الحلفاء البررة قد لاقت استجابة ، ومن زاوية أخرى فإن موقف الجامعة العربية والحكام العرب يأتي على هوى وفي اتساق تام مع تنظيم الإخوان حتى بات الأمر مثيراً للتعليق والسؤال .." هل باتت الجامعة تابعة لتنظيم الإخوان ؟!!..