السبت ٧ سبتمبر ٢٠١٣ -
٠٦:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : سليمان شفيق
اوشاكوف مستشار بوتين:سقوط مرسي وتصويت العموم البريطاني جعلا اوباما يترنح
وليد فارس مستشار الكونجرس وليد فارس: لن يصوت الكونجرس بسهولة للضربة
معلوات روسية عن اعطاء قطر اسلحة كيماوية لجيش النصرة
البنتاجون يتحفظ ويطلب ميزانيات ويؤكد علي عدم جاهزية القوات
تتسارع الأحداث ،وتتداخل القضايا ،اوباما يلجأ للكونجرس بعد فشل مساعيه لتشكيل تحالف دولي لضرب سوريا عسكريا،وسط تنبأ خبراء بعدم موافقة الكونجرس علي الضربة ،يقول دوليد فارس استاذ العلوم السياسية ومستشار الكونجرس:موقف الكونجرس صعب جدا ، ولذلك يصعب علي اوباما الحصول علي القرار الخاص بضرب سوريا،ويضيف وليد فارس بأنة عكس ما يري البعض فأن الأكثرية الجمهورية المحافظة بالكونجرس تتحفظ علي ضرب سوريا ..ليس من اجل سوريا بل خوفا علي امن إسرائيل ، ويري فارس العكس في مجلس الشيوخ ورغم وجود انقسام في مجلس الشيوخ إلا أن الموقف في الشيوخ أكثر سهولة لاوباما،وينتهي وليد فارس أن الأمر سوف يأخذ وقتا طويلا في الكونجرس ،والمرجح أن يؤجل الكونجرس القرار أكثر من مرة ، وربما يعطي الكونجرس فرصة للحل السياسي.
مخاوف إسرائيلية وتحذيرات روسية:
كبير المستشارين العسكريين لبوتين ،أن المعلومات التي تقدم الي موسكو من تل أبيب تؤكد علي عدم الرضا عن الضربة ، والخوف علي أمن إسرائيل ، وأضاف أن الجنرالات الإسرائيليين كان يفضلون ضربة أمريكية مباغتة لمصدر الأسلحة الكيمائية دون ضجة إعلامية ،ويشيو اوشاكوف الي استدعاء الاحتياط الاسرائيلي تحسبا لاي ضربات انتقامية كدليل علي خوف العسكريين الإسرائيليين من الضربة الأمريكية الاستعراضية لسوريا،وفي ذلك السياق نشر موقع ديبكا ،قول رئيس اتوزراء الإسرائيلي نتنياهو لحكومته الأحد الماضي :"أن إسرائيل هي الهادئ الواثق" الأمر الذي يراة اوشاكوف دليلا علي الخوف ورغبة في طمأنة شعبة.
وتطرق اوشاكوف الي ان روسيا لديها تأكيدات بأن بريطانيا سوف تمتنع عن التصويت اذا ما طرح الامر في مجلس الامن الدولي ،وراي ان رفض مجلس العموم البريطاني السماح بالمشاركة لتوجية ضربة لسوريا دفع اوباما الي اللجوء للكونجرس رغم ان يملك الحق في اتخاذ هذا القرار بمفردة مما يدل علي اهتزاز وتردد الرئيس الأمريكي خاصة بعد سقوط نظام الإخوان في مصر،وانتهي اوشاكوف إلي أن روسيا جادة هذه المرة لمنع توجيه ضربة لسوريا، وفجر مفاجأة بان الاستخبارات الروسية "kgb"لديه معلومات علي أن قطر أعطت أسلحة كيماوية لجيش النصرة ، وان هناك مصابين من تلك الأسلحة من الجيش العربي السوري وان المفتشين رفضوا زيارة هؤلاء المصابين في المستشفيات الحكومية!!
فتش علي جون ماكين:
ينقسم الجمهوريين انقساما حادا ما بين مؤيد ومعارض لضرب سوريا ، من يعارض خطة اوباما لضربة سريعة ومحدودة لسورياالسناتور جون ماكين !!ويدفع ماكين اوباما للتدخل الواسع في سوريا ،بينما يري نواب حزب الشاي الاكثر يمينية وتطرفا ..ضرورة وضع اوباما استراتيجية طويلة الامد لكي تتجنب الولايات المتحدة التورط في سوريا، ولان حزب الشاي من غلاة المؤيدين للدولة العبرية ،فأن اغلب المراقبين يعزون ذلك الرأي إلي أن إسرائيل لاتريد أن تخسر حليف غير مباشر لها وهو نظام بشار الأسد ،وكانت الصحافة الروسية قد اشارت في اكثر من موقع وصحيفة الاثنين الماضي ,ان اكبر الخاسرين من سقوط نظام بشار الاسد ستكون اسرائيل ، وعللت الميديا الروسية ذلك بأن الاسد الاب والابن لم يهددا أمن أسرائيل نهائيا لاكثر من اربعين عاما ، وذهب آخرين إلي أن النظام البعثي السوري حافظ علي أمن إسرائيل دون معاهدات وحبس السوريين قادة المقاومة في معسكرات في مخيمات ومعسكرات بحيث لم يطلقوا طلقة واحدة علي إسرائيل.
والبنتاجون يحذر :
بعيدا عن صخب السياسيين ، والحرب النفسية التي تدار علي سوريا ،لفت نظري شهادة الجنرال وليام فريزر مسئول أكاديمية كولورادوالعسكرية أمام الكونجرس في الخميس الماضي،أهمية هذه الشهادة ان الجنرال هو القائد الحالي رئيس قيادة النقل الجوية في قاعدة سكوت الجوية ، واحد عشرة خبراء مهمين في العمليات الخارجية لدي البنتاجون ،بدء الجنرال شهادته بالاعتراض علي تخفيض الميزانية العسكرية للقوات العابرة للحدودبمقدار(85) مليار دولار ، الأمر الذي ينتقص من القدرات العسكرية الامريكية الخارجية،ورغم ان الجنرال فريزر اشار الي نجاحات القوات الامريكية في افغانستان ، الاانة ركز علي التاثير السلبي للخفض الحاد والمفاجئ في الميزانية ، خاصة علي ساعات الطيران الطويلة ولمسافات بعيدة ، واشار الي ضرورة تدريب اطقم كافية لو اردنا توجية ضربات وقائية في دول شرق اوسطية مثل سوريا، واكد ان الاطقم الحالية اغلبها يحتاج الي تدريب طويل من حيث الوقت لبناء النسخ الاحتياطية ،بالاضافة الي ذلك حذر الجنرال فريزر, في شهادتة الخطيرةمن ان تخفيض الميزانيات العسكرية سوف يكسر الكثير من البرامج الخارجية ، او يقلل من فاعليتها، واضاف ان فشل المفاوضات التي دارت بهذا الشأن، حول سقف الدين في اغسطس الماضي 2011بين اوباما وزعماء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ ،ورئيس مجلس النواب جون بوينر، تسببت في تسريح اكثر من (700) موظف مدني منذ ابريل 2013،واحطار (500) اخرين من قاعدة سكوت بالتسريح مالم يصل الرئيس اوباما والكونجرس لاتفاق ،وحذر الجنرال وليام فريزرمن عدم الوصول الي اتفاق سريع بين الكونجرس والرئيس بهذا الشأن خاصة وان اغلبية الجمهوريين يعارضون الامر الذي سوف يؤثر علي قرار الكونجرس في شأن خروج قوات الي خارج الحدود لتنفيذ ضربات وقائية ، ناهيك عن جاهزية تلك القوات!!
البعد الاقليمي مفتقد:
ومن رفض بريطانيا والمانيا ،وما نشر من ان استطلاعات الراي في فرنسا أكدت علي أن 66%من الشعب الفرنسي يرفض المشاركة في ضربة عسكرية ضد سوريا ،وتأكيد روسيا والصين علي الرفض واستخدامهما لحق "الفيتو"،وكذلك التأكيد الروسي بأن موقف بريطانيا الرافض جعل اوباما يهتز ، ويطلب موافقة الكونجرس وهو يعلم ان فرصتة في ذلك محدودة ،ويري الخبراء أن الكونجرس يحتاج اسبوع علي الاقل لكي يتخذ القرار،ورحب الجمهوريين بقرار اوباما العودة للكونجرس وفق بيان لهم ، وقع علية كل من رئيس مجلس النواب جون بوينر وزعيم الأغلبية بالمجلس النائب الجمهوري اريك كانتور،والنائب كيفن مكارثي واخرين ، ولكن الملفت للنظر ماجاء في بيان زعيم الأقلية بالمجلس السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل، وأشار فيه إلي الوضع الإقليمي المتردي والذي يختلف عن 2001حينما لجأ بوش الي الكونجرس ، الأمر الذي يجعلنا نعرج سريعا علي الوضع الإقليمي ، حينذاك كانت دول ماسمي بإعلان دمشق تؤيد الرئيس الأمريكي بوش وتشكل رأس حربة في قوات التحالف الدولي ، وفي مقدمتها اقوي جيشين في المنطقة المصري ،الذي يرفض المشاركة ، والسوري ، الذي يراد تحطيمه الآن ، وبجوارهما دول النفط وفي مقدمتهم العربية السعودية التي تتحفظ الان ، ولم يبقي من دول إعلان دمشق سوي قطر التي لاتمتلك مقدرات عسكرية او جيوبولوتيكية، وتركيا التي تدافع عن وجودها ، ولاننسي أن إيران حينذاك كانت محايدة ،تري في ظل كل تلك المعطيات هل يبقي أمام الرئيس اوباما وبعض مؤيديه سوي توجية ضربة تليفزيونية ، محدودة وموجهة إلي مواقع إنتاج أو تخزين الأسلحة الكيماوية المزعومة ، وتأكيد اوباما علي انه لايستهدف إسقاط نظام الأسد، وننهي بأخر كلمات الجنرال وليام فريزر أمام الكونجرس :ليس بمقدور قواتنا خوض حرب خارج حدودنا الآن ، اقصد هذا العام علي الأقل.