بقلم: سحر غريب
مطالبات كثيرة جاءت لتطالب بمقاطعة سويسرا بسبب الإستفتاء الشعبي الذي أجرته الحكومة السويسرية والذي قضي بحظر بناء مآذن المساجد فيها، ولكني رفضت بشدة أن أشارك في تلك المقاطعات لأني لو شاركت فيها سأكون كمن يلعب على الحبلين ويكيل بمكيالين، فما يحدث في العالم العربي كله من إنتهاكات لحرية العقيدة وحقوق الإنسان لا يعطينا الحق بأي حال من الأحوال للمطالبة بحق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية في مجتمع مسيحي.

لقد حكى لي صديق مسيحي تعرفت عليه من الموقع عن الإنتهاك الحقوقي الذي تعرض له في بلد الكويت العربي الشقيق عندما كان مفطرًا في نهار رمضان، ورغم حرصه الشديد على مراعاة مشاعر المسلمين في هذا الشهر الكريم حيث كان لا يُظهر إفطاره في نهار رمضان إلا أنه شرب ماءًا عن طريق الخطأ ففوجئ بمن يصطحبه إلى قسم الشرطة بتهمة الإفطار في نهار رمضان، فقد فرض القانون الكويتي على جميع المقيمين داخلها الصيام الجبري، كما حكى لي صديقي أيضًا على أن قرع أجراس الكنائس ممنوعًا هناك بأمر القانون.
أما في السعودية فيتم فرض لبس الحجاب على الجميع على اختلاف معتقداتهم، فلا فرق هناك بين مسلمة ومسيحية الجميع يلبس الحجاب إن لم يكن النقاب أيضًا، فالمسيحية التي تقرر السفر للسعودية عليها أن ترتدي رمزًا دينيًا مُخالفًا لمعتقداتها بأمر القانون وإلا تعرضت للضرب، فعن أي حرية تتطالبون.

أما في السودان فقد تم جلد فتاة مسيحية صغيرة السن لأنها ترتدي جونلة رآها رجال الأمن خليعة، على الرغم من أن الملابس والمظهر الشخصي حرية شخصية، وفي المقابل هناك مطالبات بترك الحرية للمسلمين في الدول الأجنبية بإطلاق اللحى وارتداء النقاب.
أما في مصر ففي الوقت الذي يتم فيه بناء مسجد لكل مواطن للدرجة التي جعلت المسلمين أنفسهم يشتكون من الضوضاء التي تحدثها المساجد الكثيرة والأصوات النكيرة التي تعتلي مآذنها، نجد تقنين في بناء الكنائس أو تجديدها، ثم بعد ذلك نعيب على سويسرا والعيب فينا.
إن ما حدث في سويسرا يجب أن يجعلنا ننظر إلى انتهاكات حقوق الإنسان في الداخل حتى لا نُتهم بالبجاحة عند مطالبتنا بمراعاة حقوقنا في الخارج.