الأقباط متحدون - الدين والمال وقود نظام الانتخاب الفردى
أخر تحديث ٢٠:١٢ | الخميس ٥ سبتمبر ٢٠١٣ | ٣٠ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٤٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الدين والمال وقود نظام الانتخاب الفردى

أرشيفية
أرشيفية

 بقلم: مجدي جورج

تطالب بعض القوي الثوريه وعلي رأسها حركة تمرد بضرورة إقرار نظام الانتخاب الفردي في الانتخابات البرلمانيه المقبله ظنا واعتقادا منهم انه نظام أكثر تحقيقا للعدالة ، والبرلمان الناتج عنه سيكون الأفضل تمثيلا لكل فئات المجتمع ، وان هذا النظام سيتيح للقوي الثورية تمثيلها بوضوح في البرلمان المقبل. 
 
ولكن واقع الامر يقول غير ذلك فالنظام الفردى له عيوب كثيره جدًا ومن أهمها :
1 يعطى للمال دور كبير فى التاثير على الناخبين وشراء الاصوات .
2 يعطى للدين وللطائفيه دور كبير فى اختيارات الناخبين حيث يقوم المرشحين باللعب على وتر الدين من اجل الفوز بالمقعد .
3 يربط النائب بدائرته الصغيره وهذا وان كان يساعد قليلا فى حل مشاكل الدائرة الا انه يمنع النائب من الاهتمام بالقضايا والتشريعات الكليه للوطن ثم ان هذا الدور هو دور نواب المحليات .
 
وتعالوا بنا الان نلقى  نظره سريعه على نتائج الانتخابات الماضيه( سناخذ اول سبعه احزاب التى اتت فى الصدارة من حيث النتائج )  وهى كفيله بتأكيد ما نقوله:
 
من هذه القائمه يتضح الانى :                                                                                             
1 ان الاحزاب ذات المرجعيه الدينيه ممثله فى الحريه والعداله والنور والبناء والتنميه والوسط  التى لعبت على وتر الدين والطائفيه حصدت 139 مقعدا من بين 166 خصصت للفردى بنسبة 83.7% بينما حصد المستقلون الذين يلعبون على وتر المال والدين ايضا 16 مقعدا بنسبة تقارب العشرة فى المائه اى ان الدين والمال نجحا فى حصد  94 %  من المقاعد  بالنظام الفردى . بينما تم تمثيل كل الاحزاب ذات المرجعيه المدنيه بحوالى 6 % تقريبا اى ان نظام الانتخاب الفردى كان فى صالح القوى الدينيه تماما  .
 
2 ان الاحزاب ذات المرجعيه الدينيه التى سبق ذكرها حصدت 218 مقعدا من بين 332 خصصت للقوائم بنسبة 65.6 % ولا مجال هنا للمستقلون بينما نالت الاحزاب ذات المرجعيه المدنيه حصه اكبر. اى ن نظام القائمه منع الى حد ما التاثير السلبى للمال والدين . 
 
3  ان النظام الفردى اذا كان اساء  واضر بالاحزاب المدنيه وللثوار الا ان نظام القائمه قد اعاد لهم بصيص من الامل  خصوصا ان هناك قوائم لاحزاب مثل تحالف الثورة مستمرة والاصلاح والتنميه  والكرامه والتجمع ومصر القومى والحريه( كلها لا تظهر فى هذه القائمه المصغرة) فازت بعدد من المقاعد تتراوح ما بين 3 الى 8 مقاعد .
 
4 رغم ان النساء كن وقود المعركه الانتخابيه حصوصا للاحزاب ذات المرجعيه الدينيه الا ان السيدات كانت الخاسى الاكبر فى هذه الانتخابات حيث انه  فى ظل الانتخاب الفردى لم تفز اى سيده وذلك لاستخدام سلاح الدين ضدها  باعتبارها اقل شانا وقدرة من الرجل بينما فازت تقريبا تسعه  سيدات منهن اربعه على قوائم الحريه والعداله ( كان مضطرا لتسجيلهم على قوائمه حيث نص القانون على ذلك) وثلاثه على قوائم الوفد واحدة للكتله المصريه واحدة للعريى الناصرى .  
 
5 إن النظام الفردى لم يتح الفرصه لاى قبطى للفوز باى مقعد لان سلاح الطائفيه والحشد ضد الاقباط  يمارس بامتياز فى هذا النظام بينما تمكن خمسه اقباط من الفوز بنظام القائمه وهم عماد جاد عن المصرى الديمقراطى بشبرا وايهاب رمزى عن الحريه بالمنيا ومارجريت عازر عن الوفد بشرق القاهره وسامح مكرم عبيد عن المصريين الاحرار بالبحر الاحمر وامين اسكندر عن الكرامه بشبرا .
 
الخلاصه تقول لنا ان نظام الانتخاب الفردى اضر جدا بكل الاحزاب ذات المرجعيه المدنيه واضر بكل الفئات المهمشه وزادها تهميشا وخصوصا الاقباط .
 
باحث اقتصاد دولى- مقيم بفرنسا 
Magdigeorge2005@hotmail.com
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع