الأقباط متحدون | هل يجتاز الفريق السيسي إختبار الدستور؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٤٦ | الخميس ٥ سبتمبر ٢٠١٣ | ٣٠ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٤٠ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل يجتاز الفريق السيسي إختبار الدستور؟

الخميس ٥ سبتمبر ٢٠١٣ - ٣٩: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: إسماعيل حسني
أصبح الفريق السيسي أنشودة يتغنى بها المصريون في كل مكان، أنشودة تنطلق من قلوب طالما حلمت بأبي زيد الهلالي الذي يقهر الأعداء ويأتي بالأمن والرخاء، ولقد استحق الرجل هذا القدر الجارف من حب الناس وتقديرهم بعد أن أنقذهم وأنقذ بلادهم من الهلاك على يد الإخوان، فتحول إلى بطل شعبي لا ينافس، وأصبح دعاء الملايين أن يتولى السيسي منصب رئيس الجمهورية.
 
ونحن نشارك الجميع هذا التقدير الكبير لسيادة الفريق، ولا نعترض على خوضه معركة الرئاسة، بل وقد نصوت له، خاصة في غيبة مرشح يجمع بين الرؤية والكاريزما والتاريخ النضالي، إلا أننا نرجو أن نهدأ قليلا، وأن نعطي للعقل فرصة، وأن نتوقف عن ممارسة هوايتنا في تأليه الأفراد وتحويلهم إلى طغاة. 
 
كذلك نرجو أن نتوقف عن انتظار أبا زيد الهلالي هذه الأسطورة التي خرجت من حنايا الإحساس بالقهر الذي استوطن أعماق الشخصية المصرية منذ فجر التاريخ، وأن نعلم أن الأمن والرخاء لا يتحققان إلا بالعلم والعرق والدموع.
 
لقد أدى الفريق السيسي واجبه الوطني على نحو يجعل له مكانة خاصة في قلوب المصريين جميعا، إلا أننا لا نعرف الكثير عن شخصية سيادة الفريق ولا عن اتجاهاته وأفكاره وإسلوب حياته وأحلامه، وما إذا كان مصري المزاج، حر التفكير كأغلبنا أم متأثر بأيديولوجية من هنا أو هناك تحكم رؤيته للحياة والمجتمع. فعلينا التريث والإنتظار ريثما تتضح الصورة أو حتى يخرج الرجل عن صمته ويتحدث حتى نسمعه. 
 
ومما يؤكد حاجتنا إلى التريث في هذا الصدد ما نلحظه الآن من خلل غير مفهوم في ميزان القوى السياسية، فرغم أن ثورة 30 يونيو قد اندلعت من أجل إسقاط تيار الإسلام السياسي، إلا أننا نلحظ إستقواء مريب يظهره حزب النور في مواجهة الأمة بأسرها، حيث يتجاسر على الإصرار على بقاء المادة 219 التي تؤسس لدولة دينية، ثم يجد من يعيره اهتماما كما رأينا في التصريحات المائعة لشيخ الأزهر ورئيس الدولة بالأمس حول هذه المادة، وكأن ثورة 30 يونيو التي ساهم حزب النور في إنجاحها، حتى لا نقول في التخطيط لها، قد قامت من أجل استبدال الإخوان بالسلفيين!
 
فما هي حيثيات هذا الإستقواء؟ وما هي الجهات الداخلية والخارجية التي تدعم هذا الحزب؟ وما هو موقف الفريق السيسي من هذه المادة؟ وهل يمكن للرجل الذي أنقذ مصر من قبضة الإخوان أن يقبل ضغوطا خارجية، من السعودية مثلا، لتمكين السلفيين من بعض واجهة النظام الجديد لإفشال الثورة المصرية من ناحية، وحتى لا يقوم في مصر نظام حديث يكشف عورات النظام السعودي الرجعي ذلك في مقابل المساندة التي تقدمها السعودية لمصر؟
 
كل هذه الأسئلة وغيرها ستكشف عنها الأيام القادمة وحينها يستطيع كل منا اتخاذ قراره عن بينة، خاصة وأننا إذا نجحنا في إعداد دستور يقيم دولة مدنية حديثة، فيمنع التجارة بالدين، ويجرم الخلط بين السياسي والدعوي، ويقدس الحريات، ويحترم حقوق الإنسان، ويحرر المجتمع المدني، ويفصل جيدا بين السلطات، ويضع اختصاصات رئيس الدولة في حجمها الطبيعي، ويخضع الجميع للرقابة والمحاسبة، فلن تكون لدينا مشكلة كبرى مع شخصية الرئيس القادم عسكريا كان أو مدنيا.
 
إن معركتنا الحالية والمصيرية هي معركة الدستور، وهي التحدي الكبير الذي يواجه الفريق السيسي باعتباره رجل مصر القوي الآن، وهي المعركة التي سيجيب من خلالها عن جميع الأسئلة التي تؤرقنا، ولسوف يسعدنا أن نرى سيادة الفريق يبلي في هذه المعركة بلاء حسنا، يحفظ له مكانته في قلوب المصريين. 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :