الثلاثاء ٣ سبتمبر ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
الأنبا بولا بلجنة الدستور
لا نريد رجال الدين في حكم مصر أو كتابة دستورها .
كتب مينا ثابت
تعددت الآراء و تباينت في كثير من الأمور التي تهم الشارع المصري بشكلٍ عام و الشارع القبطي بشكل خاص، و لكن فيما يتعلق بالدستور لطالما كانت هنالك مطالبات موحدة من كافة التيارات القبطية بضرورة وجود تمثيل عادل للمسيحيين داخل لجنة الدستور خاصة و ان النشطاء الأقباط ساهموا في الحراك الوطني منذ ثورة الخامس و العشرين من يناير و من قبلها أيضا.
و تعالت أصوات طالبت بضرورة الاهتمام بالأقباط و عدم تهميشهم وحينما بداء الحديث عن دستور جديد للبلاد فى إعقاب ثورة 25 من يناير كان الاتجاه الموحد لعموم المهتمين بالشأن القبطي هو ضرورة تمثيل المسيحيين داخل لجنة الدستور و التي لم يفلح في سابقتها من اللجان ،و للأسف يبدوا إنها لم تفلح حتى الآن فالعديد من الأصوات القبطية ترى انه لم يتم مراعاة تمثيل المسيحيين داخل لجنة الخمسين التي صدر أمس قراراً جمهورياً بتشكيلها و هذا ما أوضحه الناشط القبطي أشرف جورج احد مؤسسي حركة الحقوق المدنية للمسيحيين حيث قال : " النظرة مازالت قائمة حتى الآن ، أن من يمثل المسيحيين هم رجال الدين المسيحي و لا يمثلوا بكونهم مواطنين في الدولة " و هذا ما أبدى رفضه الشديد تجاهه حيث أشار : " كنا نحارب النظام الديني و لسنا بحاجه لوجود نظام ديني مره أخرى " ، و أضاف : " مش عاوزين رجال دين يحكموا البلد " .
و اكد أشرف ان رجال الدين غير مؤهلين للقيام بمثل هذا الدور و هو وجودهم فى لجنة تعديل الدستور و انه يتوجب على الدولة تمثييل المسيحيين بشكل عادل.
فيما علق الأستاذ هاني رمسيس المحامى بالنقض و عضو المكتب السياسي لاتحاد شباب ماسبيرو ،على تشكيل لجنة الخمسين لتعديل الدستور بأنه تم تجاهل الحركات القبطية التي تحملت مع الحركات الثورية عبء ومسئولية الوقوف ضد النظام الفاشي الذي تم الاطاحه به من قبل الشعب المصري، وتم اختزال نضال الحركات القبطية ونشطائها فى ممثل الكنيسة فقط . و أعرب أيضا عن اندهاشه الشديد حول وجود ممثلين للتيار الاسلامى و قال : " أنا لا أجد تفسير لهذا إلا من خلال مغازلة الدولة لفاشلين آمنوا بالعنف سبيل للتعايش مع المجتمع الذي آواهم واحتضنهم وكان ردهم له إشهار سلاحهم ضده " كما أكد أن ذلك يخدم فكرة تكفير المجتمع وتصنيفه لا سلامين وكفار.
و أكد المنسق العام لحركة أقباط أحرار مايكل ارمانيوس، على تعجبه نتيجة استمرار تجاهل المسيحيين، حيث أشار انه تم تهميش المسيحيين و انه لم يتم اختيارهم داخل لجنة الخمسين وانه هنالك ضعف شديد في تمثيل المسيحيين بشكل واقعي.
و أضاف : " انه من حقنا ان نكون ممثلين كغيرنا " و تساءل عن عدم تمثيل الشباب المسيحي مقارنة بالآخرين قائلاً : " كان من الضروري أن يكون هنالك شباب قبطي مثلما تواجد شباب من أعضاء حركة تمرد " و في النهاية قال : " لقد دفعنا ثمناً باهظاً و من اجل هذا الوطن و نستحق أن نشارك في بنائه " .
و تظل الحركات القبطية و التى كانت من الوهلة الأولى جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية تعانى و تبحث عن وجود لها على الساحة السياسية المصرية و لكن يبدوا أن الأنظمة المتعاقبة تظل على نفس النهج في التعامل مع الأقباط، وتفضل اختزالهم في شخص رجال الدين بدلاً من معاملتهم كمواطنين في دولة تقوم على سيادة القانون و المساواة بين جميع مواطنيها.