" أثار تشكيل لجنة الخمسين المكلفة بصياغة الدستور الذي أعدت مسودته لجنة العشرة التي أجرت تعديلات وإلغاء لبعض نصوص الدستور المعطل الذي وضعته جماعة الإخوان المسلمين الذي أطاح بهم الشعب المصري بثورة يوم 30 يونيو 2013 ، جدلا واسعاً بين الأوساط السياسية والحقوقية والدينية في مصر ، حيث أثنت الحكومة المصري على تشكيل اللجنة واعتبرتها ممثلة لكافة أطياف الشعب المصري في الوقت الذي انتقد فيه محللين وحقوقيين وسياسيين التشكيل مؤكدين أنهم جاء مهمشا لعدد كبير من فئات المجتمع المصري كالأقباط والبهائيين والشيعة والمرأة والطفل ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا :هل بالفعل تعبر لجنة الخمسين عن كافة مكونات الشعب المصري ؟ وهل هناك تناقض بين تمثيل  حزب النور السلفي في اللجنة والنص في الدستور على حظر قيام أي حزب على أساس ديني ؟؟ وغيرها من الأسئلة التي سوف يجيب عنا التحقيق التالي :
 

المفكر البارز " أحمد راسم النفيس" بتشكيل لجنة الخمسين وقال أنه يأمل خيرا في هذه اللجنة ويرى أنها ستتجاوز الكوارث التي أحدثها دستور الإخوان الملغوم ، وعن عدم تمثيل الشيعة في اللجنة قال انه طرح بعض الأسماء ولكنهم رفضوها أو أختاروا غيرها ، وعن رأيه في تمثيل حزب النور السلفي باللجنة قال ان وجوده يؤكد على أن الدولة  مهتزة و لم تقرر للآن حسم الإرهاب أو تعريفه ، مطالبا بضرورة وجود توافق كامل على الدستور يتناسب وثورة 30 يونيو ،وقال أن تصدي رجال الأزهر الشريف وعلمائه للمادة 219 من دستور 2012  أمر جيد وعودة إلى ما كان قائما ، وأكد أن وجود حزب النور و منشقين من الإخوان في لجنة الخمسين أمر يعني أن اتفاقا  ما تم بينهم وبين السلطة  ، ولكن ما يعنينا في الدستور هو عدم وجود مواد تمييزية وأن يضمن حقوق كل شخص وحريته الكاملة وغير المنقوصة بلده
 

•      أما "رمسيس النجار" المحامي بالنقض فقد  أكد  أن لجنة الخمسين مُشَكَلّة على أساس مدني ولبيرالي يحمي حقوق كافة الأقليات الدينية من الأقباط و البهائيين والشيعة ، وبسؤاله : كيف يمكن حماية حقوق البهائيين والشيعة برغم عدم تمثيلهم باللجنة ؟ فقال : وجود نصوص دستورية ضامنة للحريات الدينية وحرية الفكر والتعبير ستكون ضامنا أساسياً  لحقوقهم حتى ولو لم يتواجدوا باللجنة ! ،لأن أهم مطالب أعضاء اللجنة النص على حرية العقيدة وممارسة الشعائر وحرية الرأي والتعبير ، وقال لا مبرر لاعتراض وهجوم البعض على تمثيل نيافة الأنبا بولا في لجنة الخمسين لانه يمكن للأشخاص أو كل من عنده رأي أو مطلب أو تحفظ على شئ في الدستور بشأن حقوق الأقباط أن يرسلها لنيافة الانبا بولا وسيقوم نيافته بدوره برفعها للجنة الخمسين ، خاصة وأن لجنة الخمسين سوف لا تمانع من حضور أي أحد جلساتها دون  تصويت ، كما أن المواد التي عدلت من دستور 2012 بواسطة لجنة العشرة يمكن أن تطرح من جديد للمناقشة وإجراء حوار مجتمعي عليها بالشكل الذي يتوافق مع الجميع ، ويتلائم مع روح ثورة 30 يونيو 2013 ،وطالب النجار بضرور البث المباشر لجلسات اللجنة ليعرف الرأي العام دستوره وحقوقه وواجباته ، وعن تمثيل حزب النور في لجنة الخمسين لصياغة الدستور برغم من وجود نص يمنع قيام أحزاب على أساس ديني قال النجار أنه الحزب مدعو وممثل الآن لأنه حزب قائم استنادا إلى دستور الإخوان ، أما بعد الدستور الجديد فليس أمام حزب النور السلفي إلا خيارين إما أن يوفق أوضاعه وفقا للنص الذي يحظر قيام أحزاب على أساس ديني أو يتلاشى من على الساحة السياسية نهائيا .
 

•      فيما شن القس رفعت فكري"راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف بشبرا " هجوما عنيفا على لجنة الخمسين مؤكدا أنها أقصت قامات قانونية ودستورية هامة مثل الفقيه الدستوري نور فرحات وإبراهيم درويش وغيرهم من القامات القانونية والدستورية التي يستعين بها العالم ، كما أنها أقصت اأقليات الدينية ولم تمثلهم بالشكل الكافي والمطلوب ، وقال :فوجئنا بالأنبا بولا والقس صفوت البياضي" برغم  اعتراض الكثيرين عليهم وتم اقصاء الكفاءات القانونية من الأقباط باللجنة ، واعتبر أن الشباب الذي صنع الثورة تم تهميشه في اللجنة ولم يمثل بالشكل الكافي ، وقال يجب بعد 30 يونيو أن لا تقوم هذه اللجنة بتعديل دستور 2012 الإخواني الذي خرج عليه الشعب المصري واسقطه بل تعكف على صياغة دستور جديد يليق بمصر ولو حدث وتم تعديل لدستورالإخوان من قبل اللجنة سيكون دستورا مرقعاً وسيثور عليه المصريين ويسقطوه أيضا بثورة شعبية ، واعرب فكري عن دهشته من تمثيل حزب النور بلجنة الخمسين في الوقت الذي يطالب فيه الشعب بحظر وحل الاحزاب الدينية تحسبا لعدم دخول مصر في موجه ثانية من مواجهة الإرهاب مستقبلا ، وطالب بسرعة تمثيل كافة الاقليات في اللجنة لانهم خير معبرين عن مشاكلهم . مؤكدا أن التناقض المتواجد في تشكيل لجنة الخمسين سينتج دستورا متناقضا ومهددا بالبطلان وسيثور عليه الشعب المصري .