بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
قرأت حديثا عن وفاة فنانين وفنانات مصر الذين قدموا لمصر والعالم العربي , كل ما يضحك الشعب المصري والشعوب العربية , ويخرجهم من همومهم ومعاناتهم ومع ذلك مات البعض منهم فقيرا ولم يكن يملك مصاريف جنازته أو جنازتها ومنهم الفنان القدير عبد الفتاح القصري.
تذكرته وهو عندما لا يستطيع معرفة ما يدور حوله فيقول " حاجة تلخبط العقل " ووجدت نفسي في حالة من لخبطة العقل لكل ما يدور على الساحة السياسية في مصر وفي العالم وخاصة في أميركا .
في مصر لم أصدق نفسي عندما قرأت لرئيس الوزراء المصري " المؤقت " الدكتور حازم الببلاوي أنه لن يحل جماعة الأخوان ...
جماعة الأخوان " المحظورة " كانت تعمل في الخفاء كما قيل عنهم . وكان جُل همهم هو توسيع رقعتهم على أرض الواقع في مصر بضم أكبر عدد من المصريين إليهم . وقد نجحوا في ذلك بالطبع بتطويع الفكر الديني لأقناع الشعب المصري بأنهم جماعة دينية مسالمة .
جميل هذا التفكير ونشره بين أبناء مصر على أساس أنهم دعاة لا سياسيون فانضم لهم الشباب واقتنع كل منضم بفكرهم وبدأوا تدريجيا إلى الترقي والأطلاع على أسرار الجماعة كل في حدود وضعه بالنسبة للجماعة .
الحلم الأساسي لهم هو تولي سلطة الحكم في مصر وظلوا يحلمون بذلك منذ نشأتهم ولكنهم لم يوفقوا لا قبل عبد الناصر ولا بعده بعد أن تم القبض على الكثيرين منهم وهروب البعض الذي إستطاع الهرب .
تمر الأيام والسنون وتواتيهم الفرصة بعد إبعاد الرئيس مبارك عن الرئاسة وتنكشف الحقائق بعدما إستطاعوا الوصول إلى الحكم على أنهم كانوا على إتصالات مباشرة مع الأدارة الأمريكية وأنهم ينفذون مخطط أميركا في تقسيم منطقة الشرق الأوسط ومصر بالطبع في المنطقة ، إلى دويلات لا جيش لها ولا قوة .
وبالفعل بدأ الرئيس المعزول في خلال فترة رئاسته التي إستمرت لمدة سنة كاملة في تنفيذ المخطط الأميركي دون إهتمام لا بالشعب المصري ولا بمصر وكادت مصر أن تضيع تماما لولا العناية الألهية التي أرشدت شباب مصر الذين أعلنوا تمردهم الذي وافق معهم أكبر عدد من أبناء مصر .
أكتفي بهذا القدر من الحديث عن جماعة الأخوان التي كانت محظورة فأصبحت تحكم وياليتها كانت تعمل على تقدم مصر والعمل على دفع مصر إلى الأمام ورعاية الشعب المصري ، لكنها كانت ومازالت تعمل أو تحاول حتى الأن ضد مصر ولصالح أميركا وإسرائيل وتسببت في ما كان سيحدث في مصر من حرب أهلية لولا يقظت الجيش المصري والشرطة المصرية . ومع ذلك بعد إلقاء القبض على رؤسهم بعد عزل الرئيس مرسي عن الحكم قام أنصارهم بعمليات تخريبية من حرق وهدم وقتل كل من يعترض طريقهم .
سيادة رئيس وزراء مصر المؤقت كيف لا يتم حل هذه الجماعة التي كانت ومازالت محظورة ولم يصدر أي قرار جمهوري بالأعتراف بهم لا كجماعة دينية دعوية ولا كجماعة سياسية ؟
كيف تخاطب الشعب المصري سيادة رئيس وزراء مصر المؤقت بهذا القول وهم مازالوا يعملون في سيناء على إثارة الشغب من قتل وحرق وإعتداءات بالقتل لضباطنا وجنودنا البواسل من شرطة وقوات مسلحة ؟ كيف ؟؟!!. ألا توافقونني على ما كان يردده المرحوم الفنان عبد الفتاح القصري " حاجة تلخبط العقل " ؟
شخصية مصرية أمريكية تحيرني . هذه الشخصية هو الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز إبن خلدون . لم أستطع أن أفهم مع من هو يعمل ؟ هل هو يعمل من أجل مصلحة مصر أم لمصلحة أميركا ؟ كان الوسيط بين الأخوان والأدارة الأمريكية ، وعندما إهتزت الأرض تحت أقدام الأخوان تحول إلى وسيط بين السلفيين والأدارة الأمريكية . وأسأل سيادته أين مصلحة مصر في هذا ؟ لا أعرف .. حقيقة لا أعرف وأعتقد أنني محق عندما أقول ما قاله المرحوم عبد الفتاح القصري " حاجة تلخبط العقل " ...
يحق لكل إنسان أو فصيل ينتمي لأي تيار من التيارات السياسية أو الدينية أن يعبر عن وجهة نظره التي تتوافق بالطبع مع التيار السياسي أو الديني الذي هو جزء مؤسس فيه .
لكن مهما كان الولاء للتيارات هذه يجب أن يضع الجميع مصلحة الوطن ككل وليس كجماعات أو تيارات أو تنظيمات . لأن الوطن هو الباقي وما عاداه زائل . وبقاء الوطن ليس بالتناحر على السلطة ، لكنه بالعمل الذي يقود الشعب إلى الرقي والتقدم والحضارة . فإذا نظرنا إلى ما يحدث على أرض الواقع في مصر من 25 يناير 2011 حتى الأن ( 31 أغسطس 2013 ) نجد أن بركان الغضب المصري قد إنفجر في ثورة عارمة مطالبة ولأول مرة في تاريخ مصر والعالم العربي يخرج شعب مطالبا برحيل رئيسه سواء كان ملكا أو رئيسا إنقلابيا أو حتى إنتقالي . فما بالنا برئيس طالت مدته إلى 30 عام ذاق الشعب فيها المّر والهوان .
نجح الشعب في إجبار الرئيس على الرحيل وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة مهمة إدارة البلاد . وهنا حدث ما لم يكن في الحسبان بدخول الجماعات الدينية وعلى رأسها جماعة الأخوان التي شجعت بقية الجماعات الأسلامية بالإنضمام إليهم بالتلويح لهم بالمشاركة في الحكم ، وكلنا يعلم أن الجماعة أطاحت أو أبعدت تلك الجماعات عن السلطة بعد أن إستطاعت بمساندة أميركا وليس الشعب المصري التي فرضت إرادتها فرضا على المجلس الأعلى للقوات المسلحة في تولي الجماعة السلطة بما أطلقوا عليه الشرعية الأنتخابية عبر صندوق الأنتخابات . وهنا للتاريخ نجد أنفسنا في حيرة من أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة وتحديدا إلى رئيس المجلس في ذلك الوقت المشير طنطاوي ونائبه الفريق أول سامي عنان اللذان سلما السلطة لهم ونتساءل هل تم الضغط عليهما من قبل الأدارة الأمريكية والتهديد بإمكانية حدوث حرب أهلية إذا لم يتم للجماعة تولي الحكم ؟ وهذا بدون شك وارد ومحتمل فالأدارة الأمريكية الحاكمة الأن لا تفكير لها سوى تفتيت وتقسيم الدول العربية لتطمئن إسرائيل على سلامتها وأمنها وأمانها , أما شعوب المنطقة فهم لا كيان أو مكان لهم على خريطة العالم لأنهم ليسوا ببشر يستحقون الحياة . أما فصيل الأهل والعشيرة فهم رهن إشارتهم يعملون كل ما يؤتمروا به من السادة في البيت الأبيض .
نسى الجميع إمكانية إنفجار بركاني أخر تكون حممه كاسحة لكل ما هو أمامها وينقلب الربيع العربي إلى شتاء غضب عارم محطم لكل من يعترض طريقه . مع الأسف هذا ما حدث بعد تولي الجماعة السلطة لمدة عام كامل دون الأهتمام ولو بخدعة ينخدع بها بسطاء الناس من الشعب المصري ويظنون أنهم يهتمون بهم . لكن مع الأسف أيضا لم تكن لتلك الجماعة أية صلة بمصر أو الشعب المصري ولا إنتماء لمصر ولا هم بمصريين ، لذلك فالتذهب مصر والشعب المصري إلى الجحيم طالما نستمر في السلطة والتحكم في جميع مفاصل الدولة وتحطيم وتفتيت المؤسسات والدعائم الأساسية لمصر كما هي لأي دولة أخرى وهي المؤسسة القضائية ، والقوات المسلحة والشرطة .
تم عزل الرئيس مرسي بأمر الشعب وبسلطة الشعب وبناء على رغبة الشعب الذي أثبت أنه مازالت تجري في عروقه الدماء المصرية صاحبة أعظم حضارة في التاريخ البشري منذ بداية العالم . وهنا صرخ سكان البيت الأبيض وأرتعبوا من الخوف على فشل أمانيهم وتحطيم أمالهم وأحلامهم فبدأوا بإعادة ما فعلوه من قبل بتأليب التيارات الأسلامية الراغبة في تولي السلطة في مصر ومن الطبيعي على رأسهم جماعة الأخوان الذين يخرجون في مظاهرات تخريبية وتدميرية وإجرامية يحرقون بيوت الله لا فارق عندهم بين مسجد أو كنيسة . يؤججون نار الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد . يعملون على تخريب كل ما تصل إليه أيديهم من منشئات حيوية أو عسكرية . يقتلون الجنود البواسل سواء جنود الشرطة أو القوات المسلحة في سيناء التي بدأوا وهم في الحكم ببيعها وتقسيمها . والأدهى من كل هذا يحرضون العالم والمصريين ضد الفريق أول عبد الفتاح السيسي قائد القوات المسلحة المصرية ويتهمونه بأنه خائن ويجب كبت جماحه وإقالته . فأي مصير ينتظر مصر اليوم أو غد !!.. هل من عاقل يخبرني ما الذي ينتظر مصر والشعب المصري من مآسي كما هو الحال في سوريا ؟
نعم لقد وصل بي الحال إلى ما وصل بالمرحوم الفنان القدير عبد الفتاح القصري وهويقول حائرا " حاجة تلخبط العقل " .
أكتفي بهذا القدر من الـ " حاجة " تلخبط " العقل .. وإن كانت كثيرة إن كان على المستوى المصري أو العالمي ، لأنقل لكم بعضا من قصيدة كتبها أحد اليتامى في ملجا يعبر فيها عن نفسه وعن أحوال الأقباط في مصر مما يُدمي القلب ويُدمع العين لما يعاني منه اليتامى والمسيحيون في مصر . والقصيدة بعنوان :
أموت بس أموت على ديني
I, LL Die … But I,LL Die Upon My Faith
** أموت بس أموت على ديني ..
** أنا ما بقاش في حياتي معاني ..
** أنا قلمي من الظلم وجعني ..
** طالما وطني رافض يسمعني ..
** وكل عيد يبكيني ..
أموت بس أموت على ديني ..
** أموت في كنيسة القديسين ..
** مفجر نفسي نُصّين ..
** بدل واحد يموت 30 ..
** طب فين الأمن اللي بيحميني !! ..
** أموت بس أموت على ديني ..
إليكم الرابط لمشاهدة الفيديو ومشاركة هذا الطفل اليتيم وقصيدته باللغتين العربية والأنجليزية وهو يلقيها بصوته .