بقلم : مجدي أبو دخانة
كان خالي رحمه الله بالنسبة لي معلمي السياسي الاول اثناء مراهقتي وهي الفترة التي
يتميز فيه الشباب بالاندفاع والتهور احيانا

اتذكر حينما حدثني عن زميل له اسلامي الهوى والهوية في الدراسة في الثمانينات ,حيث قال لي "انه كان يمشي في الكلية والمصحف في
يديه يمشي ولا يهمه شيئا حتى بعد قبض امن الدولة السابق عليه وتعذيبه وفقأ عينه"
لم يكمل كلامه الا وقاطعته وقلت عليه "هو بطلا يؤمن بعقيدته وفكره"

رد علي هازئا "هوا حمار وانت احمر منه" فسألته لماذا فقال لي "عشان الرئيس المصري ,رئيسك امريكا اللي بتعينه وامريكا
هيا اللي بتأكل مصر"

اتذكر وقتها ان الكلام لم يعجبني اطلاقا ,لكن سرعان ما تبينت صحة فرضياته حينما نضجت فكريا واصبحت الرؤية واضحة
لقد عرفت ان الوضع السياسي المصري وضع معقد بسبب وجود حسابات سياسية كبرى ومصالح عالمية تهمها بالدرجة الاولى
مصلحتها السياسية-كما ان اقتصاد الدولة ومدى نجاحه هو العامل الرئيسي في تحقيق استقلالية هذه الدولة....
نعود هنا لسؤال المقال لنحاول الاجابة عنه-فما علاقة خالي بالسيسى او مرسي من الاساس

خالي هو مواطنا مصريا معتدلا مثل بقية المواطنين وقد عانى مثله مثل أي مواطن مصر سوء الاوضاع والفوضى بعد ثورة
25 يناير وكان يرجو استقرار الاوضاع لذلك تحمس الى مظاهرات 30 يونيه كثيرا وكان مؤيدا لأي انقلاب عسكري يطيح بالحكم
الاسلامي الغير رشيد انذاك , وهذا التأييد كان نبعه الثقة العمياء في مؤسسة الجيش من حيث التمكن من السيطرة التامة على الاوضاع
اتذكر الفرحة العارمة عندما اعلن السيسي عزل مرسي حيث قلت له عليه الا يتفائل فالامر لم ينتهي بعد , والاوضاع لن تستقر بل ستعاود الفوضي مرة اخرى
هكذا كان يظن او يأمل لكنني بعد فترة ليست طويلة

فوجئت بخبر مشؤم يوم فض الاعتصام(اعتصام رابعة العدوية) بوفاته مختنقا بسبب الدخان الناتج عن احتراق مبني محافظة بني سويف المجاور لمكان عمله في مستشفى عام بني سويف

للأسف مات خالي لا اعرف بسبب جشع وكراهية عشيرة مرسي ام بسبب تخاذل الجيش في حماية منشآت الدولة
من قتل خالي؟

لا اعرف بالتحديد, لكني اعرف انه لم يكن محقا في تفاؤله بضبط الجيش الاوضاع بعد ازاحة مرسي