الأقباط متحدون - ما بين الإرهاب والمصالحة
أخر تحديث ٠٩:٤١ | الخميس ٢٩ اغسطس ٢٠١٣ | ٢٣ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٣٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ما بين الإرهاب والمصالحة

بقلم :   د/ عايدة نصيف
كَثُرَ الحديث عن المبادارت التى تُنادى بها بعض الأحزاب وتشير إليها حكومة حازم الببلاوى؛ لإجراء مصالحة وطنية بين جميع الفصائل للمشاركة فى العملية السياسية والمشهد السياسى القادم؛ لإدخال الإخوان داخل أوراق اللعبة السياسية مرة أخرى. وأتساءل: المصالحة مع من؟ مع جماعة هددت مصر جغرافيًّا وتاريخيًّا عندما هدفت إلى تقسيم الوطن، وتهديد الأمن القومى، وهدم تاريخ الدولة الوطنية. أم المصالحة مع أصحاب الحواداث الإرهابية الإجرامية؟ التى راح ضحيتها خيرة شباب وجنود مصر، أم المصالحة مع جماعة إرهابية؟ حرقت دور العبادة متمثلة فى الكنائس فى مشهد يُندى له الجبين وتعتصر له القلوب فى خطة جهنمية ليلجأ الأقباط لطلب الحماية الخارجية؛ وكانت الصدمة للإخوان، رفض أقباط مصر بكل قوة التآمر على وطنهم وعارضوا أى شكل من أشكال التدخل، وآثروا حرق كنائسهم على حرق وطنهم. أم نتصالح مع الإرهاب الذى خُطط له منذ أيام فى المانيا؟ باجتماع ممثلين عن الموساد والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وايطاليا لوضع خطة إرهابية لتفتيت الوطن وزعزعة استقرار المنطقة على يد الاخوان وبأنياب جماعة إرهابية لا ضمير لها ولا وازع من دين وأخلاق، هل نتصالح مع جماعة حرقت الوطن وهددت مؤسسات الدولة بالانهيار؟

اتعجب لأصحاب هذه المبادرات التى تسعى لإعادة نظام الاخوان متجاهلين إرادة الشعب الذى خرج بالملايين فى 30 يونيو لرفض هذا النظام الفاشى فى منظرٍ أبهر كل العالم بكلمة واحدة "ارحل" لإسقاط أيدولوجية تجاوزت حدود الوطن، بل وجعل من حريته منبرًا لاختيار الوطن الذى يعلو كل اختيار معطيًّا مشهدًا عالميًّا يمثل تجديدًا فى فكر الشعب المصرى الذى يجمع بين أصالة التاريخ وبين وعيه بخطورة الجماعة الإرهابية على الهوية المصرية مقررًا أن يحصل على حريته بإرادة شعبية تحمى هذا الوطن من الخيانة العظمى ومن الأفكار الزائفة التى تمثل نوعًا من إرهاب خفافيش الظلام،  وبعد كل هذه الملحمة الوطنية تخرج علينا بعض القيادات الحزبية ومن داخل الحكومة بفكرة "المصالحة" مع من لطّخوا يديهم بدماء أبناء الشعب وقوات الجيش والشرطة. هذه محاولة كخنجر مسموم لكسر الوطن مرة أخرى ولكسر الوحدة الوطنية، وجواز مرور لإرهاب أسود قاتل يأخذ مشروعية لقيادة مصر مع جميع القوى السياسية ليخلط طريق النور بطريق الظلام ونعود للمربع الاول من جديد.

هل سألت هذه الاحزاب التى تنادى بالمصالحة الشعب المصرى صاحب الثورة عما ينادون به؟ ومن أعطى لهم توكيل للحديث عن الإرادة الشعبية؟ يخطىء من يظن أن أى تنظيم أو فصيل يمكنه أن يتحكم فى الشعب المصرى دون اختيار، ويخطىء من يظن استغلال حقوق أى مواطن فى التعبير عن رأيه دون الرجوع إليه، ويجب على الدولة حظر تنظيم الإخوان وحظر أى عمل سياسى لقياداته، وليصمت جميع المنتفعين من صغار النفوس ومن ماتت فيهم ضمائرهم عن نشرهم لمبادرة ظلامية تعود بنا إلى الوراء، فمصر فوق الجميع والمحافظة على وطننا دين فى أعناقنا، فلا جماعة تعلو فوق الجماعة الوطنية.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter