بقلم سحر حمزة
لا أدري سبب إصرار بعض الناس على التعامل بلؤم وتكبر مع الآخرين ،حتى لو أنهم يملكون النفوذ والسلطة ،ولا أدري سبب أن يكون لبعض الأشخاص أسلوب الوقاحة والعجرفة في الرد على استفسارات البعض الآخر عن شيء ما يخص العمل أو أمر ذي علاقة بموضوع عام بعيدٍ عن خصوصيتهم وليس تدخلا بشؤونهم مع أنك تكون قد قدمت لهم الكثير وخدمتهم بالمعروف الذي أمر به الله وهنا ينطبق المثل القائل اتَّقِ شر من أحسنت إليه.
كثيرون يجهلون بأن البسمة والوردة أرقى رسالة ،و أسهل الطرق وأسرعها كي نفوز بقلوبهم ونكسب حبهم، وإن كانا من البسطاء والفقراء لا نملك المناصب العليا ولا السلطة أو النفوذ ،إلا أننا نملك البسمة والخلق العظيم الأرجح يوم القيامة في ميزان العدل.
منذ طفولتي زرعت أمي في نفسي حب الورد والأزهار،وكانت لنا حديقة متواضعة تعج بأنواع الزهور الملونة ذات الروائح العطرية الجاذبة وعلمتنا رحمها الله طرق العناية بها والحفاظ عليها كي تبقى زينة في مدخل البيت لتعكس رسالة ترحيب بزوارنا، كنت أنا وأخوتي نتنافس على ريها وصيانتها ،و تعلمت منها الكثير من سحر ألوانها وروائحها العطرية الموشحـة بالجمال الساحر ،باللون والمظهر والرائحة الزكية ،وإن كان بعضها بدون رائحة لكن يكفيك تصميمها الرائع الجاذب لك كي تتقدم منها وتستنشق عبيرها الذي يبعث في النفس الارتياح والتفاؤل .
تمثل الزهور رغم الأشواك التي تحيط بها رمزا نبيلا للعطاء بلا حدود ،وهي تمثل أيضا صورة الإيثار الرائع ورسالة تدخل مباهج الفرح والسرور في نفوس الآخرين ،و لكي لا تجف وتموت عليك برعايتها ، وكي تحافظ على بقائها فهي تبقى تقاوم الشمس والريح بتحديها الكبير بلونها المتألق وبخضرة أوراقها الوارفة الظلال التي تعطي الناظر، صورة للطبيعة الخلابة التي تسر الناظرين وجاذبة لنا للتعرف على خصوصيتها العطرية وفوائدها النفسية لهذا تقدم الزهور كهدية بين الأحبة في الأفراح والمناسبات ، وتعبر عن رسائل الحب الود ، وتعكس صورة إنسانية للتفاؤل بأن الدنيا بخير وهناك من تفقدك ولو بوردة.
بعض الأزهار إذا تعرضت للشمس ، انحنت ليس خوفا منها بل لتؤكد تقديرها لدورها في الطبيعة وكي تحافظ عليها وتسهل وصول الماء المخزن إليها لتوزع إلى باقي أغصانها .والأشجار التي تنحني عند هبوب العواصف ،إنما تفعل ذلك كي لا تُقْتَلع من جذورها وتحافظ على بقائها في الطبيعة ،لكن الإنسان خاصة النساء يبدين تكبرهن وتعاليهن أحيانا أمام البعض ليس لأنهن عظيمات بل لأنهن يشعرن بالنقص والغيرة من إنجاز أخريات ممن حققن نجاحا أكثر منهن ،ونسي البعض أنه ما طار طير وأرتفع إلا كما طار وقع.
وهمستي الأخيرة لكل حاسد وحاسدة : قد تستطيعون اقتلاع الزهور ، أو تحطيمها ، ولكن يستحيل أن تقدروا على إزالة أريجها !!!