الأقباط متحدون - مصر و الصراع الدولى الكبير
أخر تحديث ٠٠:١٨ | الاربعاء ٢٨ اغسطس ٢٠١٣ | ٢٢ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٣٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مصر و الصراع الدولى الكبير


كتب : نعيم يوسف

لا شك أن الإرباك الذى أحدثته ثورة 30 يونيو – بدعم من الفريق أول " عبد الفتاح السيسى " – جعل الإدارة الأمريكية فى وضع متأزم ، خاصة ، فى ظل الظروف الأخرى التى تواجهها الإدارة الأمريكية ، و إستعداداتها للحرب فى سوريا .. و هنا جاءت الثورة المصرية .. و حملت ما حملت معها من كراهية ، و نفور من الإدارة الأمريكية ، الأمر الذى إلتقطه بسرعة " الدب الروسى " " فلاديمير بوتين " ، و لعب عليه ، فى عودة حربه الباردة ، بينه و بين نظيره الأمريكى ، و التى تدور دوائرها حول تقليص النفوذ الأمريكى الذى إستشرى كالسرطان بين حكام العرب الخانعين ، الخاضعين ، الخائنين ، الخاضعين أمام الدولار الأمريكى !!

يضاف إلى ذلك ، ذكاء الشعب المصرى ، و فطنته ، فى إلتقاط إشارة " بوتين " ، بالتعاون مع مصر ، حيث رفع المصريون فى مظاهراتهم صور " بوتين " بينما نكسوا صور " أوباما " ، الأمر الذى زاد المشهد تعقيداً و إرباكاً للإدارة الأمريكية ، و راحت تبحث بجنون عن حلفائها داخل مصر ، ليعوضوا ما أفقدته لها الثورة المصرية ، و بالفعل وجدت طريقاً لها ، حتى بين الممسكين بزمام الأمور فى مصر ، و لكن .. يعود الشعب مرة أخرى ليربك المشهد مرة أخرى ، ويخرج عملائها من المشهد السياسى ، و يسميهم " خونة " ..

و من الطبيعى بعد أن يقوم الشعب المصرى بإحداث هذا التغيير فى الصراع الدولى الكبير ، ما بين الشرق و الغرب ، فلا يمكن لحلفاء هذا الشعب القدامى من الول العربية ، ذات النفوذ النفطى ، و هى السعودية ، و الكويت و الإمارات ، لا يمكن لهذه الدول أن تترك الشعب المصرى وحيداً ، يواجه أسنان الغرب الذى سنها عليه ، دفاعاً عن مصالحه ، و إبتدأ فى أخذ إجراءات ضد مصر كان آخرها إجراء جلسة عاجلة لمجلس الأمن ، بالإضافة إلى عقوبات آخرى كان سيتخذها لولا تدخل العاهل السعودى ، الذى إستطاع أن يوقف هذه الحملة الدولية – و لو بصورة مؤقتة – عن طريق سلاحه الإستراتيجى القديم و هو النفط !!

و بذلك تم إضافة هذه الدول ، إلى نقطة جديدة فى مركز الصراع الدولى ، الذى احدثته مصر .

بالإضافة إلى ما سبق ،فإن الإرباك الذى أحدثه الشعب المصرى لم يكن فقط على الصعيد السياسى ، و إنما تخطى ذلك ، إلى الصعيد الأيدولوجى و الدينى ، فقد أصبحت السعودية ، ودول الخليج العربى – معقل الديانة الإسلامية – يدافعون عن المسيحيين و كنائسهم ، بينما تدافع أمريكا و الغرب – معقل الديانة المسيحية – عن الإخوان و حلفائهم من الإسلاميين ، الذين يحرقون هذه الكنائس ... !! ألا تدرون حتى الآن روعة هذا الشعب !! . 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter