قبل مرور 40 يومًا على مذبحة رفح الثانية

والد الشهيد :كنا نجهز لفرح محمد بعد أسبوعين ..وأطالب بالقصاص العادل لولدي الشهيد
القليوبية: تحقيق – مدحت منير
 
لا شك أن صباح الاثنين 19 أغسطس كان مختلفا ..كان رماديا تحمل نسماته رائحة الموت الكئيبة وكانت مصر فيه على موعد مع ارتداء ثوب الحداد مجددا ..وبالفعل كان الخبر الذى يشبه فى وقعه الخنجر الذى شق شغاف قلوب كل المصريين ..لقد نالت يد الارهاب الغادرة من 25 مجند فى عمر الزهور ..اغتالت أحلا مهم وأحلام ذويهم لهم وقتلوا بأبشع طريقة وبشكل يخاصم الآدمية، ومن هؤلاء الجندى مجند محمد منصور عبد الرحمن ابن قرية قرنفيل مركز القناطر الخيرية، والذى اخترنا أن ندخل بيته لمقابلة أسرته ومعرفة المزيد عنه . 
 
وفى منزل ريفي بسيط قابلنا والده منصور عبد الرحمن اللبان "مزارع" وعمه عبد الرحمن اللبان ووالدته شادية عفيفي فرج وشقيقه الأكبر عبد الرحمن والأوسط سعيد 
ورغم الألم الذي كان يعتصره على ولده الأصغر "أخر العنقود" الشهيد محمد إلا أنه أجاب على أسئلتنا.
 
 وقال أن محمد كا ن عمره 22 عاما وكانت بداية خدمته في أغسطس 2011 كمجند بالأمن المركزي برفح، أما ساعات ما قبل الاستشهاد فقال عنها ان محمد ذهب إلى الوحدة يوم الاحد السابق للاستشهاد صباحا لتسليم المهمات وتسلم شهادة المعاملة لكننا فوجئنا به يتصل بنا تليفونيا الساعة 9 من مساء نفس اليوم ليقول بالنص:"..رجعونا علشان حظر التجول وهنبات أمام قسم العريش " وفى صباح الاثنين الساعة 10صباحًا جالنا تليفون وكنت فى الغيط  أن العربة انقلبت بولدى وزملاؤه على طريق العريش لكن وبمجرد ما رجعت للبيت بعد الاتصال بدقائق عرفت باستشهاد ابنى وأن التليفزيون أذاع مناشدة لكل أهالي الشهداء للحضور لمطار ألماطة لاستلام الجثث وبالفعل ذهبنا واستلمنا جثة محمد وحضرنا إلى هنا فى قرنفيل، حيث صلينا عليه صلاة الجنازة وتم دفنه في مقابر الأسرة الموجودة بالبلدة. 
 
وعندما سألنا عن حالة الشهيد الاجتماعية قال لنا :" هو كان خاطب وكنا بنجهز لفرحه بعد أسبوعين بالضبط من عودته من المعسكر" وذكر لنا أن المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية واللواء محمود يسرى مدير أمن القليوبية  قد حضرا الجنازة وقاما بواجب العزاء ..وعن ما يطالب به المسئولين قال منصور والد الشهيد انه يرجو إطلاق اسم الشهيد على مدرسة قرنفيل الابتدائية كما أطالب بفرص عمل لعبد الرحمن وسعيد أشقاء الشهيد وأنا أحتسبه عند الله شهيدا وأطالب الجيش والشرطة والقضاء المصرى الشريف بالقصاص العادل لولدى الذى استشهد وهو فى ساحة الشرف يخدم وطنه. 
 
ويلتقط عبد الرحمن شقيق الشهيد الاكبر طرف الحديث ليوضح لنا ان جثة الشهيد لم تتعرض للتشريح وان مدة تجنيده كانت عامين فقط لأنه حاصل على دبلوم تجارة بنظام السنتين أما إصابته فكانت برصاصتين فى الكتف الأيسر ورصاصة دخلت الرأس من اليمين لتخترقها وتخرج من اليسار.
 
 ..أما والدة الشهيد فلم تتحدث إلينا، وأفلتت دموعها رغما عنها حزنا على فلذة كبدها الذى شاءت إرادة الله أن يرتدى "الكفن" بدلا من بدلة الزفاف .