الأقباط متحدون - مرسي بلوتو
أخر تحديث ٠١:٣٥ | الاثنين ٢٦ اغسطس ٢٠١٣ | ٢٠ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٣٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مرسي بلوتو

بقلم :مينا ملاك عازر

اكتُشِف بلوتو في عام 1830 م، واعتُبِر ضمن كواكب المجموعة الشمسية غير أن الاتحاد الفلكي الدولي في الخامس عشر من شهر يناير لعام 2010 وضع تعريفاً للكوكب اعتمد على ثلاث شروط لأعتبار الجسم كوكباً، وهي أن يكون لجاذبيته القدرة أن تجعل شكله  قريباً من الشكل الكروي، وأن يكون مداره حول النجم مداراً منتظماً، وأن يكون ضخماً وبناءاً، على هذه الأسس تم استبعاد كوكب بلوتو حيث أن بلوتو صغير الحجم وشكله ليس قريب من الشكل الكروي ومداره غير منتظم حتى أنه يتقاطع في بعض الأحيان مع مدار كوكب نبتون الكوكب الأقرب له، مما دفع الاتحاد الفلكي الدولي لاستبعاد بلوتو كما قلت، لتعود المجموعة الشمسية إلى ثماني كواكب فقط.
 
قد ترى حضرتك هذه القصة الفلكية السابقة غير مهمة لك، وغير ذات قيمة ، لكنك لو أكملت قراءة المقال لوجدت سؤل قلبك، وما أريد كتابته لك وهو باختصار سؤال أريدك أن تفكر به، وهو ما المانع أن نستبعد نحن أيضاً من قائمة رؤساء مصر مرسي، اهدأ أرجوك، أنا لا أستبعده لدمويته ولا لأن المصريون عزلوه، ولا لقصر مدة حكمه، ولكن دعنا نفعل ما فعله الاتحاد الفلكي الدولي، ونضع أسس لتعريف رئيس مصر، وأعتقد أن أول الأسس أن يكون قراره من رأسه ولا يتخذه له أحد غيره، وأن يكون غير خائن ينفذ أوامر تملى عليه من أجهزة مخابرات أجنبية أي لا يكون متهم بالجاسوسية والتخابر مع دول أجنبية، ولم يعمل لتنفيذ مخططات أجنبية على أرض بلاده، ولا يكون متورط في التعاون مع منظمات إرهابية أجنبية لسفك دماء المصريين بقتلهم وتعذيبهم ورعاية الإرهاب والإرهابيين.
 
ولو طبقنا هذه الأسس التي أرى أنك تتفق معي في أنها ضرورية بأن تكون متوافرة في أي رئيس لأي دولة محترمة كمصر، أراك أيضاً تتفق معي في حذف مرسي من قائمة رؤساء مصر على أن تبقى فترته معروفة بفترة الرئيس القزم على شاكلة ما لقب الاتحاد الفلكي الدولي كوكب بولتو حيث لقبه بالكوكب القزم، وبالتالي فمرسي رئيساً قزماً إذ لم يكن هو سيد قراره، فكانت الجماعة هي التي تتخذ له القرارات وتعرف حضرتك علاقاته مع مخابرات أمريكا وتركيا وتعاونه مع حماس لفتح السجون وقتل المصريين وتأمين حكمه، ومن ثم فمرسي ليس رئيساً إذ لا يمكن وضعه في مصاف رؤساء كنجيب وناصر والسادات، رغم اختلافي معهم، واعترافي بأخطاء لهم لكن لم يكونوا بنفس مستوى الإجرام والخيانة والضعف التي تمتع بها مرسي، وحرصي على إبقاء فترة حكمه في كتب التاريخ بدون حذفها لتبقى فترة حكمه عبرة لنا ولا ننساها، فلا تكرر الأجيال القادمة خطأنا بتوصيل الأقزام لسدة الحكم، ولا تتكرر ظاهرة مرسي بلوتو ثانيةً، فما رأيكم أدام الله فضلكم؟
المختصر المفيد حفظ التاريخ عبرة لمن بعدنا ولتأمين مستقبلنا، لذا محوه خطيئة لكن إعادة تعريف الأشياء بمسمياتها الحقيقية فضيلة
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter