الأقباط متحدون - نكهــــــة جـــــديـــــدة
أخر تحديث ١٧:١٧ | الجمعة ٢٣ اغسطس ٢٠١٣ | ١٧ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٢٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

نكهــــــة جـــــديـــــدة

بقلم : هيام فاروق
إنقطعت عن الكتابة منذ فترة طويلة لأسباب متعددة .. منها ظروف بلادنا منذ تولى الرئيس السابق حكم البلاد وأدخلنا فى نفق مظلم ما كنا نعلم مداه من تدنى أخلاقى إلى تعليمى إلى ثقافى إلى أدبى إلى إجتماعى إلى إقتصادى إلى سياسى ..... إلخ

ثم جاء يوم ( لا على البال ولا على الخاطر ) وسقط النظام .. وتنفسنا الصعداء .. ولكن يبدو أن القدر لم يرد أن يمهلنا طويلا إلا وهلت علينا رياح إعتصامات رابعة ( العفنة ) كما وصفها سكان المنطقة وامتدت الرائحة تباعا لجميع سكان مصر بل وأظن العالم كله .. هذه البؤرة الصديدية فى جسد مصر والتى كادت أن تتسبب فى ( غرغرينا ) لا قدر الله فى هذا الجسد الذى لم يقدر الإله مماته .. وبدأنا رحلة الإرهاب على حد تعبير السيد وزير الداخلية حين سأله الإعلامى اللامع وائل الإبراشىى حين تم القبض على مرشد جماعة الإخوان قائلا  :
سيادة الوزير .. هل نستطيع أن نقول أننا أوشكنا على إنتهاء موجة الإرهاب وهذه السحابة السوداء ؟؟؟؟ فأجابة سيادة وزير الداخلية فى رد مقتضب قائلا : بل بدايته يا أستاذ وائل .

ولكن دائما الله يعطى بارقة أمل وسط الضيق وشعاع نور وسط الظلام الدامس .. فما حدث معى بالأمس جعلنى أتفائل ـ على غير عادتى ـ .. فقد خرجت مع زوجى قبل ميعاد حظر التجوال بحوالى ساعتين لقضاء بعض مستلزمات المنزل على أمل أننا لن نتجاوز ميعاد الحظر ولكن للأسف نتيجة التكدس المرورى الذى يشبه التكدث ساعة الإفطار فى رمضان .. فقد تجاوزنا الميعاد بحوالى نصف الساعة .. ففى تمام الساعة السابعة شاهدت مدرعات الجيش تنتشر فى جميع الشوارع والميادين وتقف بعرض الشارع .. وفى أثناء مرورنا وقد إقتربنا من مكان منزلنا إعترضت طريقنا إحدى اللجان فتوقفنا وجاءنا مُجند وسأله زوجى بهدوء وأدب أن نمر .. فابتسم الشاب المجند فى استحياء وذوق قائلا " آسف يا فندم حضرتك تلف من شارع آخر " فاستجاب زوجى وانصرفنا باحثين عن مدخل آخر ولكن إعترضتنا لجنة أخرى يتقدمها مسئول برتبة عقيد وسأله زوجى أن نمر حيث أن منزلنا على بعد أمتار من مكان اللجنة .. ولكنه بمنتهى الأدب واللياقة أجابه " آسف يافندم لا يوجد تجاوزات وأشار إلى ساعته قائلا الساعة السابعة والنصف . "
الحقيقة وبرغم أن زوجى كان مجهداً وهو فى الشارع من صباح اليوم بحكم عمله وحتى السابعة والنصف إلا أننا شعرنا أن لزاما علينا تحية هؤلاء من قلوبنا وتشجيعهم بكلمات تبث فيهم روح الوطنية.. وما كانت إجابة الرجل سوى " أشكركم يا فندم نحن رجال دولة وكلمتنا واحدة وتعليماتنا واجبة النفاذ والتنفيذ منا قبلكم .. فى سلامة الله "

شعرت أننى أتذوق نكهة جديدة فى مصر الجديدة .. هو دة حكم العسكر يا سادة  ( اللى مش عاجب ناس كتير ) .. نظام .. قانون .. إلتزام . هذه هى الدولة .. إوعوا تفتكروا أن حظر التجوال دة زى الحظر إياه ( اللى كانت فيه الناس تبدأ تنزل تلعب كورة فى ميعاد الحظر ومنهم اللى بينزل بعد الحظر يتفرج على الحظر ) .. ليس ضابط ولا رابط ( الدنيا كانت سبهللة وكله هبل فى الجبل )  . نحن الان أمام رجال دولة فاهمين يعنى إيه دولة .. يعنى إيه وطن .. يعنى إيه قانون .
أمامنا المشوار طويل .. ويجب أن نبدأ إلى ما حيث انتهينا .. ننظر إلى الأمام نسعى نحو الهدف لكى نعود مرة أخرى نفخر بحضارة أجدادنا ونشيد بدولتنا العظيمة ( مصـــــــــر ) اللى كانت أم الدنيا وحتبقى أد الدنيا على رأى البطل المغوار الفريق أول عبد الفتاح السيسى . وتصبحون على وطن .
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter