شهدت سيناء أحداثاً دموية على مدار سنوات طوال، وقُتل على أرضها شباب ولازال يقتل آخرون، دفاعاً عنها وحباً فى ترابها، خاصة الجزء الشمالى منها بعاصمته العريش.

كان آخرها ما أقلق نوم مصر وأيقظها أمس، باستشهاد 25 مجنداً وإصابة 3 آخرين برصاص مسلحين فى شمال سيناء، كانوا فى طريقهم لإنهاء إجراءات خدمة تجنيدهم، وتسلمهم شهادة بذلك.

قال دكتور ميشيل فهمى، المفكر السياسى، إن الصراع الدائر فى سيناء حالياً ليس صراعا بمعناه المحدد، لكنه مقاومة ومكافحة للإرهاب ومخطط له مسبقا وممول من الولايات المتحدة الأمريكية ومنفذ بأيدى وآليات جماعة الإخوان المسلمين، ومرتبط ارتباطا وثيقا بالخلافات الدائرة والتهديدات بحرق مصر، والتى أطلقها محمد البلتاجى عندما ربط بين وقف الاعتداءات فى سيناء وعودة المعزول محمد مرسي.

وأضاف “فهمى” فى تصريحات لـ”البديل” اليوم “بالنسبة لحادث استشاد 25 جنديا أمس بمنتهى الخسة والدناءة وهم شباب أعزل، فإنه يدل على أن تلك الجماعة الإرهابية تلفظ انفاسها، موضحاً أن الحادث الأليم كان بتعليمات من قادة الإخوان المسلمين، لإحساسهم بتضييق الأمن لديهم فى القاهرة والمحافظات واقترابه من القبض على رأس الأفعى وأذيالها، متمثلاً فى المرشد العام أو قيادات أخرى، وأن الحادث جاء لتخفيف الضغط عليهم.

وأعرب “فهمى” عن ثقته بأن الصراع سوف ينتهى سريعا ويحسم الأمر فى النهاية لصالح مصر، قائلاً: “بالنسبة للمستقبل فالنصر لمصر لا محالة، لأنه عندما وضعت هذه المخططات الدنيئة لم تأخذ فى حسبانها وجود أبطال مصريين أمثال الفريق عبد الفتاح السيسي”.

وعن انتقادات البعض للقيادة العسكرية المتمثلة فى الفريق السيسى، واعتبار تحركاتها ضد الإرهابين بطيئة وبها شبهة للموائمات، قال: “عندما يتعلق الأمر بالأمن القومى والقوات المسلحة المصرية، فليصمت الجميع وليخرس مدعو الخبرة؛ لأننا أوفدنا 40 مليون مصرى لتفويض قائد مصر الحديث عبد الفتاح السيسي.

واختتم: “كل مغرض أو من يتكلم عن التوازنات يدع الأبطال القيام بأعمالهم، وإلا نعتبره من الطابور الخامس للإخوان، ومجرد طرح تلك الأفكار تشكيك فى القوات المسلحة، وهو أمر مرفوض تماما، مشدداً أنه لا يمكن المقارنة بين دولة بقواتها المسلحة وأمنها بعصابة فاشية دينية خائنة”.