الأقباط متحدون - بين الخوف والهمس .. ودموع وبسمات الشمس
أخر تحديث ٠٥:٥٤ | الاربعاء ٢١ اغسطس ٢٠١٣ | ١٥ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٢٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

بين الخوف والهمس .. ودموع وبسمات الشمس

 الطفلة جسى
الطفلة جسى " جسيكا "

بقلم :   سمير حبشى
يا إخوتى : فى كل براءة الملائكة خرجت الطفلة جسى " جسيكا " من الكنيسة ، وروحها محمولة على عمق قداسة الكلمات التى تعلمتها فى مدارس الأحد " نحن أبناء المسيح – جاء المسيح وصلب من أجل فداء البشر – يسوع يحب الجميع – وهو يحبنى أنا جسى " وكثيرا من مقدسات هذه الكلمات ، التى كانت تشبه الأجنحة الملائكية حول الطفلة جسى ، والتى وجهت عينيها وقلبها إلى السماء .. وفجأة تنطلق الرصاصة القاتلة الغادرة لتخترق الجسد الملائكى الصغير .. ويرتعش قلب أمها الثكلى كالعصفور  عندما يبلله المطر ، ويموت لسانها فى فمها ، وتعجز عن الصراخ  ، وتخذلها قدماها فى الوقوف ، وتتوه بين البشر كالمجنون ، وكالأعمى تتخبط في زحامهم فى ضياع ، تبحث عن فلذة كبدها ، وحيدتها الملاك جسى ، تفتح فاها لتخرج التساؤلات التى بلا إجابة " إين جسى ، وحيدة عمرى ، زادى فى أيام حياتى ، أرجوكم إحضروا لى جسى " .. وأخذت الأم الثكلى  تبحث عنها في كل الوجوه ، ووقفت تنظر في كل العيون الحائرات من خلال بحار الدموع ، ودارت الشمس تتوارى وراء السحب ، لتغسل وجهها بدموع الحزن ، محاولة إزالة تراب الإرهاب  الذى غطى وجه العالم ، ومن خلفها  يبكي السحاب على الرحيل .. وتصرخ طيور فى سماء القلب ، وتسبح فى شرايين الأيام ،  تحاول أن تسامح الزمن ، اذا ما دمعت عين الحياة ، و نامت على صدرالزمن  الشمس الحزينة ، التى غابت حتى لا تسمع آهات قلب الأم المكلوم ، بعد أن خطف الإرهاب حياة الطفلة جسى .. فجَر هذا العمل الإجرامى  الإرهابى ، حفيظة الكثيرين من أبناء مصر ، وأخذت التساؤلات تجد مكانها فى كل البرامج الإعلامية ، وعلى ألسنة المتحدثين ، إلى متى ستظل مصر تحت نير هذا الإرهاب الإسلامى المخيف ، الذى لا يعرف الرحمة ؟ !! .. لقد طلب الفريق أول السيسى الشعب للخروج لإعطائه الشرعية ، وخرجت الملايين التى هزت وجه العالم تاريخيا ، لتعطيه الشرعية لتخليص مصر من الإرهاب .. ومرت الأيام ولم يصنع شيئا !! .. وبدأ الخوف يستعمر قلوب البشر من كل جانب ، وأخذ الهمس ينتشر ، وتفر من الإنسان ذاكرته  ، وتسافر الى البعيد،   الى وجوه لا يعرفها ، و أعين لا تعرفه ، وتوالت التسويفات ، وتباعدت المواعيد .. وبين المخاوف والهمس الممزوج بالريبة ، أخذ المصريون يشهدون فصول أيام حزنهم  ، بينما الإرهاب يخرج لسانه للجميع ، مدعوما بمن ورائه من حكومات ، يجندها ويعمل بها الشيطان ، مثل أمريكا والإتحاد الأوروبى وتركيا ، والذين كانوا يأملون فى أن يكون يدهم اليمنى على الأرض ، هم الإخوان المسلمين ..

يا إخوتى :  كان حلم شعب مصر جريئا وقادرا ، ونراه بعين الواقع ، وخاصة إذا كان هذا الحلم محمولا فوق أكتاف أكثر من أربعين مليونا من البشر ، فإنه يكون قادرا أن يجرنا دائما إلى الحقيقة ، بالرغم من أنها تجرح قلوبنا الرقيقة .. وخاصة عندما تطرح أمام أعيننا ألف سؤال وسؤال .. لماذا التوانى على الإرهاب ؟ !! ، لماذا يشوَه الإخوان المسلمون وجه أمنا الغالية مصر ، داخليا وخارجيا ؟ !! ، ونحن نشاهد كل هذا بأيادى مكتوفة .. وبعد الخوف والهمس ، بدأ الملل يتسرب إلى القلوب ، والشك اللعين يمتطى ظهر جواده ويعربد فى النفوس .. وبدأ اللون الداكن للسحب المخيفة يغطى سماء مصر ، ويحاول أن يحجب شمسها .. ولكن مع فجر يوم الإثنين ، جففت شمس مصر دموعها ، ونفضت من حولها كل السحب السوداء ، وظهرت شمس مصر المبتسمة ، على وجوه أبطال مصر الشجعان ، شباب القوات المسلحة والشرطة ، تلفح وجوههم أشعة الشمس ، في نهار صيف القاهرة ، وانعكست في أعينهم هموم المصريين ، الذين أرهبتهم سياسة الإخوان ، ويجمعهم اليوم السواعد الفتية لأبناء مصر الحاضر ، للبحث عن المستقبل المفقود ، وإعادة نُصبه أمام أعين شعب مصر .. خرجت شرطة مصر البواسل لتحطم أصنام الإرهاب فى رابعة العدوية والنهضة .. غير عابئين بما سيترتب على ذلك من مراحل إنتقام شياطين الإرهاب ، وأخيرا .. استعاد الجيش المصري، وقوات الداخلية ، السيطرة على ميداني رابعة العدوية والنهضة ، بعد نحو 46 يوما من اعتصام جماعة الإخوان ، وعاد الميدانان مرة أخرى إلى كل المصريين ، وعاشت مصر لحظات فارقة في تاريخها  وانزاح كابوس الإخوان .

ولأن الإرهاب يعلم جيدا ، أن البركات التى تظلل مصر من الله ، تأتى على يد أبنائها الأقباط , وأن الأقباط هم ملح أرض مصر ، والشموع المضيئة فى سمائها ، كان أول هدف لهم فى العمل على خراب مصر ، هو استهداف أقباطها ، محاولين قطع الخط الروحى الواصل بين الله وأبنائه أقباط مصر ، فأخذوا يتسابقون فى حرق بيوت الله ، التى ينادى فيها المسيحيون إلههم قائلين " أبانا الذى فى السموات " ، وكلما أمعنوا فى حرق الكنائس ، ظنوا بغباء عميق وجهل ، أنهم قادرون أن يمنعوا المسيحى من الصلاة  لإلهه الحى .. أعمى التعصب وإيمانهم الشيطانى بصيرتهم ، عن  أن هياكل الله الحقيقية ليست فى المبانى ، ولكن هيكل الله الحقيقى هو الإنسان نفسه ، فقد قال الله لأبنائه " أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم – كو 3 : 16 " .. نعم نحن نحب كنائسنا ، ومبانيها،  وأيقوناتها ، وترابها ، ونفديها بأرواحنا ، ولكن ألله قد أعطانا فهما روحيا ، وبصيرة مستنيرة ، بعيدة كل البعد عن إدراك جنود الشيطان ، فإن ما يمر به الأقباط هذه الأيام ، هو انعكاس وتعبير عن حقيقة مكانة الأقباط كنور يسطع فى سماء مصر . ويؤمنون جيدا بكلمات خالقهم " فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ "  "إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً" 2 كو 16:6"

يا إخوتى : نعم لقد سال دماء الأبرياء ، وضحَى أبناء مصر الشرفاء بأرواحهم ، وحصد الموت نفوسا كثيرة ، ولكن يجب أن نعلم أنها ولادة جديدة لمصر ، ولا يوجد ولادة بدون ألم ، وأن الموت مهما علا صوته ، وزكمت رائحته الإنوف ، لا يستطيع أن يلوى عنق أفراح الإنسان .. أمَا إزالة الأحزان فتستوجب إعادة ترتيب إرادة الحياة ، والتى تحتاج المخلصين لمصر ، وعمودهم الفقرى أقباطها أصوات الحكمة والعقل ، التى ظهرت بكل عمق الحب والثبات على مبدأ إلههم " أحبوا أعداءكم " .

«
والانطواء بين ركام اوالانطواء بين ركام الزمن حيلتي

لم يعد بيدي سوى صبريفصارت الوحدة تقتات من عمري

والانطواء بين ركام الزمن حيلتي

لم يعد بيدي سوى صبريفصارت الوحدة تقتات من عمري

والانطواء بين ركام الزمن حيلتي

لم يعد بيدي سوى صبريدة تقتات من عمري فصارت الوحدة تقتات من عمري
فصارت الوحدة تقتات من عمري

والانطواء بين ركام الزمن حيلتي

لم يعد بيدي سوى صبري

والانطواء بين ركام الزمن حيلتي

لم يعد بيدي سوى صبري
فصارت الوحدة تقتات من عمري

والانطواء بين ركام الزمن حيلتي

لم يعد بيدي سوى صبري
والانطواء بين ركام الزمن حيلتي

لم يعد بيدي سوى صبري
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع