خاص الأقباط متحدون
أشارت وكالات الأنبا السويسرية أن نتائج الإستفتاء المتعلق بحظر بناء منارات جديدة للمساجد والذي تقدمت به أحزاب يمينية بسويسرا أوضحت أن أغلبية السويسريين مع حظر بناء تلك المنارات في المستقبل.
المقترح لذلك الإستفتاء جاء من قبل منظمات مسيحية يمنية تحظى بدعم كبير داخل البرلمان السويسري، لكن رغم ذلك فالحكومة والبرلمان رفضتا المبادرة لإعتبارهم إياها مخالفة لمبدأ حرية التعبير والتقاليد السويسرية التي تحترم الأخر وتحمي حق الإختلاف في العقيدة.
تقدر الإحصائيات عدد المسلمين بسويسرا نحو مايقرب من الـ 400 ألف مسلم معظمهم من تركيا ويوغسلافيا وذلك من مجموع سكان سويسرا البالغ عددهم سبعة ملايين.
الجدير بالذكر أن الإسلام هو أكثر الديانات إنتشارًا في سويسرا بعد المسيحية إلا أن هذا لا يوازي في المقابل عدد مناسب من المساجد حيث يوجد البعض في أماكن متباعدة عن بعضها بشكل كبير.
يرى مؤيدو حظر بناء منارات للمساجد في المستقبل أن السماح ببناءها سيساعد على نمو ايديولوجية بعينها تخالف الديموقراطية السويسرية، ومن هؤلاء عضو البرلمان السويسري اوسكار فرايسنجر والذي يقول "ليست المأذنة بالبناء البريء، فقد استخدمت تاريخيا للدلالة على ارض الاسلام وانتشاره في الدول الاجنبية، يقول المسلمون انها ديكور فقط، لكني لا اوافق على ذلك، وحين يقول رئيس الوزراء (التركي رجب طيب) اردوغان ان "المأذنة هي حربتنا" فهذا يعني امرا، ولا اريد لحرابه ان تنصب هنا في سويسرا"، عضو حزب الشعب السويسري أولرخ شلوير والمحرك الرئيسي للحملة الحالية ضد المأذن أوضح في تصريح له لإذاعة لندن إن المآذن هي رمز سياسي وغير ديني، وأن المسلمين في سويسرا لديهم نوايا لتطبيق الشريعة عبر إنشاء مجتمعات مغلقة ومعزولة تسيطر عليها أعراف وتقاليد مختلفة عن القانون السويسري"انتشار الزواج القسري وانتشار البرقع وختان الإناث" وأشار شلوير أنه لا يريد أن تصبح سويسرا مثل ضواحي لندن حيث يعيش أكثر من خمسين ألف مسلم في مجتمعات مغلقة، الجميع مرحب بهم في سويسرا، شرط أن يندمجوا في المجتمع ويحترموا القانون والأعراف، نعم للحرية للدينية، لكن هناك قانون واحد.
على الجانب الأخر يرى المسلمون بسويسرا أن كل ما يريدونه هو أن يُسمح لهم بأن يتم بناء دور العبادة الخاصة بهم على نحو يميز طبيعتها الدينية،وفي هذا الشأن يقول محمود الجندي من المركز الإسلامي في زيورخ "إننا نعتبر المأذنة رمزا لحرية العقيدة،في بعض الاحيان هناك بعض الخوف في المجتمع من الإسلام أو المسلمين إستنادًا إلى أحداث سياسية، لكن عندما يأتون هنا ويتحدثون مع الناس ويطرحون أسئلتهم يمكنهم أن يروا أن الإسلام دين سلم مثل الأديان الأخرى".
ردود فعل دولية
منظمة العفو الدولية: رأت أن منع المأذن إنتهاك لإلتزام سويسرا بحرية التعبير والعقيدة،ودعت الدول الإسلامية التي تربطها علاقة جيدة بسويسرا إلى قطع علاقتها الدبلوماسية معها.
الفاتيكان: رأي أن تصويت السويسريين لصالح حظر بناء المأذن إنما هو ضربة قاسية لحرية المعتقد.
مصر: أدان مفتى الديار المصرية نتائج تصويت الشعب السويسري معترًا إياه إنتهاك لحرية الإعتقاد وإهانة للمسلمين في العالم.
لبنان: وصف المرجع اللبناني الشيعي محمد حسين فضل الله الاستفتاء بأنه "عنصري" لكنه بذات الوقت دعا المسلمين بسويسرا التعامل بإيجابية مع شركائهم السويسريين.
اندونيسيا: مشكوري عبد الله رئيس جمعية نهضة العلماء أوضح أن نتيجة ذلك الإستفتاء "دليل كراهية من قبل السويسريين حيال المسلمين".
فرنسا: أوضح برنار كوشنير وزير الخارجية إنه صدم من نتيجة تصويت السويسريين وأعتبره قمع تجاه ديانة،متمنيًا أن يتراجع المجتمع السويسري عن قراره بحظر بناء المأذن.
ألمانيا: أحد القياديين في حزب المستشارة أنجيلا ميركل أعتبر قرار السويسريين دليل خوف على بلادهم من الأسلمة.
أول بيان يصدر عن الحكومة السويسرية باللغة العربية |