الأقباط متحدون - إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسي
أخر تحديث ٠٧:٣١ | الاربعاء ١٤ اغسطس ٢٠١٣ | ٨ مسري ١٧٢٩ ش     | العدد ٣٢١٨ السنة الثامنة    
إغلاق تصغير

إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسي

 يقلم : مينا ملاك عازر

أحاول تأجيل كتابة هذا المقال منذ أن خرجت علينا سيادة الفريق تقول لنا أنه من الصعب نزول الدبابة الشارع وأن التغيير يأتي بالصندوق، وحاولت أن تهون من الوقوف ساعات أمام اللجان الانتخابية للتغيير لتسهل علينا مسألة التغيير بالصناديق، ويومها كنت سيادتك عائداً من تركيا، وكان المعزول الجاسوس يحكم، وتغاضيت عن ضمانات عدم تزوير الانتخابات بعد وقوفنا كل هذه الساعات للتصويت في انتخابات قد يزورها الإخوان، يومها حاولت أن أكتب معاتباً لك، ولمحت لك بأن قد تكون تصريحاتك هذه بتأثير من زيارتك لتركيا ومقابلتك لوزير الدفاع التركي الذي يقبل أن يقف مكتوف الأيدي أمام ما يفعله به أردوغان. 

ولما نزلت ونزلت الدبابة التي قلت أنه يصعب نزولها للشارع تغاضيت عن تصريحاتك السابقة ونسيتها فرحاً مني وتهليلاً بخطوتك هذه، وقلت أنها تصريحات من قبيل المواءمة السياسية، ولما طلبت منا تفويضك للتعامل مع الإرهاب المحتمل اندهشت، قلت أتقلق من الإرهاب المحتمل ولاترى الإرهاب القائم في سيناء ورابعة والنهضة، ورغم هذا فوضتك، وانتظرت رد حاسم للعمليات الإرهابية التي تجرى ضد رجالك وأخوتنا بسيناء، انتظرت ضربة حاسمة أو حلاً قاطعاً، فتفويضنا لك لم يكن لاتخاذ إجراءات دموية فقط بل حل بأي طريقة يتفق مع خارطة الطريق التي أعلنت أنت عنها وطال انتظارنا، وها هم يتجرءون أكثر فأكثر،وسيادتك تقف صامتاً وكأنك غائباً عن المشهد، تتركهم يخرجون لسانهم ويعايروننا بأننا فوضناك وأنت لم تُفعل التفويض. 

والآن، وفي حماية نائب رئيس الوزراء للأمن لا يستطيع المسيحيون الاحتفال بصيام السيدة العذراء في محافظات الصعيد، ويُهجر المسيحي الذي أيدك وأذاع أغنية تسلم الأيادي التي تحتفي بك وبالجيش، ويُغرم المسيحيون، كل هذا في ظل وجودك كمسؤول عن الأمن، كل هذا في حماية الجيش، أليسوا أولائك هم الأقباط اللذين عيدت عليهم قبل عيد القيامة رغم دعاوي التكفير لمن يُعيد عليهم، وقلت أنا أعيد على أهلنا الأقباط، أفيرضيك اليوم ما يجري لهم، ولأبيهم قداسة البابا تواضروس جراء تأييدهم لك ووقوفهم معك في خارطة الطريق التي قررتها؟ لماذا تصمت يا رجل؟ لماذا تقف مكتوف الأيدي؟ وأنت الذي قلت أنه ليست رجولة أن نقف ويُمس مصري، أنت الذي قلت، أن نموت أحسن، وأنا أقول لك بعد الشر، ولكن المصريين يموتون كلهم كل يوم، وهم يرون تفشي الخطر، وتزايد المسيرات الإخوانية، ونكاد نشعر أنهم الأقوى سواء في القاهرة أو سيناء، استرد لنا سيناء وحرر لنا رابعة والنهضة فهي جماعة، إن لم تكن حاسماً معها ستعود وتتسرب للحكم، وستكون أنت أول ضحايا عودتها للحكم.

المختصر المفيد الإرهاب لا يتفاوض معه الإرهاب يُقضى عليه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter