بقلم : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
منذ ما يقارب 19 سنوات ، كان استشهاد الطفلة "شيماء" وهي خارجة من مدرستها ، وبطريق الخطأ أثناء محاولة جماعات الإثم والعدوان إغتيال رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقي بتفجير موكبه بسيارة ، ويذكر أنه تم اغتيال الشاهد الأول في تلك القضية قضية قبيل موعد إدلائه بشهادته بعدة ساعات.. ويذكر أيضاً أن تهامى أحمد عبداللـه المتهم بمحاولة اغتيال الدكتور صدقى عام 1993 والمحكوم عليه بالمؤبد لمدة 25 عاما قام بتسليم نفسه لسجن الفيوم لقضاء باقى العقوبة أو الاستفادة من العفو الذى أعلنه المجلس العسكرى ، من ناحية أخرى، قام أيضًا عصام عبد التواب والمقيم بمدينة بنى سويف والمتهم فى تنظيم" العائدين من ألبانيا" والذي قد تم القبض عليه عن طريق الإنتربول المصرى فى ألبانيا، وتم إحضاره إلى مصر وحكم عليه بالأشغال الشاقة لمدة 15 عامًا بتسليم نفسه أيضًا لقضاء باقي العقوبة. يذكر أن المسجونين قد هربا من سجن الفيوم العمومى ليلة 29 من يناير 2011، التى سبقتها جمعة الغضب عند فتح السجون وإحراق مراكز الشرطة..
ومنذ أيام قليلة ، لقيت الطفلة جيسي بولس عيسى، 10 سنوات، مصرعها بطلق ناري من الخلف بعد خروجها من الكنيسة الإنجيلية.وقام مجهولون يشتبه في انتمائهم لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بفتح النار بطريقة عشوائية أمام شارع أحمد عصمت أمام الكنيسة الإنجيلية مما أدى إلى وفاة الطفلة وإصابة العشرات، وتم تحويل جثمان الطفلة للطب الشرعي بزينهم.وقال شهود عيان: "إن ملتحين ينتمون لمؤيدي مرسي أطلقوا النار على المواطنين أثناء خروجهم من الكنيسة وكانوا يستقلون سيارة ربع نقل ثم فروا هاربين".
وعليه ، تعالى عزيزي القارئ للتوقف عند الأمور التالية .. عقب الحادث الأول كان رد الفعل هائلاً ، وكان الإعلام بكل وسائطه رائعاً وعلى قدر الحدث استطاع أن يكشف أبعاد مخططات تلك الجماعات الإرهابية ، وما ينبغي أن تتحد عليه كل القوى بما فيها الناعمة للتصدي بكل حسم لحوادث الإرهاب ، وبالفعل استطاعت مصر في مرحلة تالية تحقيق انتصار نسبي على الإرهاب .. بكل الحسم وبسرعة كان القبض على الجاني ثم كان الحكم وتنفيذه ، أما في الحادث الثاني وبعد ثورة وتفويض للسلطات لمحاربة الإرهاب ، فإن رد الفعل لا يساوي وقوع جريمة قتل طفلة على أساس الهوية الدينية وليس بطريق الخطأ وهو ما كان ينبغي أن تثور بصدده أجهزة الإعلام ورموز العمل الثوري ( جملة اعتراضية : كان سيحدث الأمر نفسه في عصر مبارك مادام الضحية للأسف والجريمة تمت على أساس الهوية الدينية !!!) ..
أذكر أن فهمي هويدي الذي يدافع بقوة الآن عن نظام الإخوان والجماعات التابعة ، قد كتب التالي بعد حادث كنيسة القديسين .. قال " تستدعي فاجعة الإسكندرية عدداً من الأسئلة التي ينبغي أن نفكر في الإجابة عليها، لكي نواجه عواقب ما جرى فضلاً عن أن نفهمه.لكن قبل أي كلام في الموضوع لابد أن نقرر أنه أياً كانت الخلفيات والذرائع. فإن رفض الحدث الإجرامي واستهجانه يظل فرض عين على كل مواطن في مصر، بل على كل عربي خصوصاً ، ما جرى في الإسكندرية بدا أبعد أثراً، من حيث أنه يفتح الباب واسعاً لإشعال حريق في الوطن، إذا تكررت أمثال تلك الحوادث لا قدر الله.ثمة محاذير يتعين الانتباه إليها في تناول الموضوع كي لا نقع في الغلط. فنخطئ في تقييم الفاجعة، بما يجعلنا نعالج المنكر فنتورط فيما هو أشد إنكاراً. من تلك المحاذير اننا ينبغي أن نضع الوطن نصب أعيننا، بحيث لا نتعامل مع ما جرى من منظور طائفي. فاستهداف الأقباط هو بالدرجة الأولى عدوان على الوطن ينبغي أن يرد بمنتهى الحزم والشدة..".. فينك ياهويدي !!
على مدى حكم الإخوان توالت حوادث الطائفية وصولاً لحادث مقتل الطفلة " جيسي " وفارس "الشروق" الهويدي ( أظنها ببعض كُتابها باتت "الغروب" ) لا حس ولا خبر ..
خالص العزاء للطفلة الجميلة الشهيدة والصبر لعائلتها وآل مصر كلهم ..
وأترك الرابط التالي الذي يعرض للشهيدة الجميلة " شيماء " منذ 19 سنة وفي الزمن المباركي لنشاهد مدى الاهتمام والانزعاج ، وهو مالم نشهده في زمن الميوعة السياسية على الطريقة البردعاوية !!!!