الاربعاء ٧ اغسطس ٢٠١٣ -
٣٠:
٠٨ ص +02:00 EET
بقلم: مينا ملاك عازر
عزيزي القارئ، إن كنت لا تعر٠سنودن ذلك الشاب الأمريكي الذي يق٠على أعتاب الثلاثين من عمره، والذي كان عميلاً للمخابرات الأمريكية يتلصص على كل مراسلاتنا على الÙيسبوك والسكايب وغيره من وسائل الاتصال، والذي قرر على Øين غرة أن يعتر٠على ما ÙŠÙعله ÙØ£Øرج أمريكا أمام العالم كله ÙˆØتى أمام ألد أصدقائها من الدول الغربية كألمانيا وإنجلترا وغيرها من الدول بأمريكا الجنوبية، وعلى إثر اعترا٠إدوارد سنودن ساÙر هارباً لهونج كونج ومنها إلى روسيا التي بقى Ùيها ترانزيت Ùترة ÙŠØاول Ùيها اللجوء لأي دولة كالإكوادور أو Ùنزويلا إلى أن قبلته روسيا لاجئاً لديها بشروط، كل هذا وسط ضغوط ومØاولات أمريكية لم تكل ولم تمل لاستعادته Øتي ÙŠØاسبوه على جريمته ÙÙŠ ÙضØهم، ÙˆÙØ¶Ø Ø¨Ø±Ù†Ø§Ù…Ø¬ التنصت بريزم الذي كان يجعل العالم كله بين أيديهم بمكالماته واتصالاته، ومØاكمته على Ø¥Øراجهم أمام أصدقائهم.
طبعاً لو كنت Øضرتك لا تعر٠سنودن بقراءتك الÙقرة السابقة تكون قد عرÙته، ولكن أنت لا تعر٠للآن كي٠إدوارد سنودن يتØول Ù„"Ù…Øمد سنودن " Ùهذاً لم ÙŠØدث ØŒ ولكن أنا أتØدث عن Ù…Øمد سنودن أو إدوارد مرسي، ولعلك الآن Ùهمت ما أقصده؟ أقصد Ù…Øمد مرسي الجاسوس الأمريكي الذي وصل لأعلى وأخطر المناصب المصرية إذ وصل لكرسي الرئيس، صØÙŠØ Ù„Ù… يكن هو الرئيس المÙتØكم ÙÙŠ مصر ولكنه بالنسبة للمخابرات الأمريكية هو الرئيس والذي يعر٠كل الخبايا وليس هناك Ø£Ùضل من جاسوس يعمل رئيس ليÙيد أمريكا، ستسألني من أين لك بهذا التأكد؟ سأقول لك، لو قارنت بين المجهودات الأمريكية لعدم Ù…Øاكمة Ù…Øمد سنودن المصري والإÙراج عنه، وخروجه وجماعته خروج آمن سواء بوساطة مباشرة منها أو بوساطة غير مباشرة من الاتØاد الأوروبي ولو تابعت كل الضغوط التي بذلتها وتبذلها، ستعر٠أنها تÙوق مجهوداتها التي بذلتها لاستعادت أدوارد مرسي الأمريكي الشاب الذي ÙضØها وكشÙها .
والØقيقة لو كنت لا تعر٠أمريكا، تستطيع أن تعر٠أنها دولة تÙقدر مواطنيها خير تقدير، وتØترم رجالها خير اØترام، وتعمل كل ما ÙÙŠ وسعها لأمانهم وتأمينهم، وتذكر أزمة رهائنها بسÙارتها بطهران، وكي٠خاطرت لتØريرهم؟ مما كبدها خسائر ÙادØØ©ØŒ وتذكر كي٠بذلت قصارى جهدها لتØرير صØÙيها ÙÙŠ إيران والصين؟ ده Øتى الطائرة التي كانت بدون طيار والتي أسقطتها الصين منذ سنوات كانت أمريكا Øاتموت وتمنع الصين من تÙكيكها واختراق أجهزتها للتعر٠عليها، Ùما بالنا بالبشر اللذين يتمتعون بالØماية الأمريكية لكونهم يقدمون خدمات لها أو ÙŠØملون هم وأبناءهم جنسيتها.
وهما أمران ينطبقان على سنودن المصري، وإن كان لا زال يداعبك الشك، Ùاسأل Ù†Ùسك وأنت تسمع موسيقي هادئة، لماذا لم تØاول أمريكا إخراج مبارك الخروج الآمن الذي تريده لمرسي وجماعته؟ لماذا لم ترسل كل أولائك المندوبين والمسؤولين للقائه مع أن إسرائيل كانت تطلق عليه الكنز الإستراتيجي لها، وكان مبارك ينÙØ° سياسات أمريكا كما كان يدعي معارضيه، وبغض النظر عن صدق تنÙيذ مبارك سياسات أمريكا من عدمه.
Ùأمريكا لم تØرك ساكناً أمام خلع مبارك بعكس عزل مرسي، ولا تقل لي الديمقراطية والشرعية، Ùكلاهما كان منتخباً وكلاهما لم يكمل مدته، لكن الÙرق أن سنودن المصري سقوطه ÙÙŠ أيدي المصريين سيقلل من هيبة مخابراتها، ويقلق رجالها التي تهتم دائماً بأن تؤكد لهم أنهم ÙÙŠ أمان ÙˆØتى لو سقطوا ستØميهم وتØررهم، وهو ما تÙشل ÙÙŠ تنÙيذه للان مع جاسوسها الرئيس المعزول مما يهز ثقة رجالها ÙÙŠ أنØاء العالم بها وبقدراتها.
ملØوظة، ليست أول مرة يسقط جاسوس أمريكي بمصر، Ùهناك العديد، بدءاً من سكرتيرة سÙارتها التي سقطت ÙÙŠ عام 1972 وهي الأشهر، ÙˆØتى الآن كلهم أنقذتهم أمريكا، والمØÙƒ الآن مع مرسي المتهم بقضية تخابر تسمى بقضية الكربون الأسود التي يبقى بسببها الدكتور عبد القادر Øلمي تØت الإقامة الجبرية بأمريكا منذ خروجه من السجن، وهي ليست القضية الوØيدة التي قام بها مرسي، Ùمن المؤكد أنه سرب الكثير من الأسرار العسكرية للأمريكيين.
ولا تقل لي أن أمريكا لا يهمها هذا Ùهي التي ØªØ³Ù„Ø Ø§Ù„Ø¬ÙŠØ´ المصري، Ùهذا ليس Øقيقي، بدليل تطوير المصريين للطيارة الأباتشي بجهاز روسي بإمكانه تØديد عدد الاÙراد ومواقعهم ÙÙŠ أي مكان، كما أن الطائرات التي Øلقت Ùوق الأسطول السادس الأمريكي لم تكن أمريكية الصنع بل روسية وطورها المصريين.
المختصر المÙيد ستبذل أمريكا الكثير لإنقاذ مرسي، Ùهل سيسلمه المصريون أم سيÙاوضون عليه أم ماذا سيÙعلون بالجاسوس؟