الأقباط متحدون - محمد سنودن
أخر تحديث ٠٥:٠٩ | الاربعاء ٧ اغسطس ٢٠١٣ | ١ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢١١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

محمد سنودن

بقلم: مينا ملاك عازر
عزيزي القارئ، إن كنت لا تعرف سنودن ذلك الشاب الأمريكي الذي يقف على أعتاب الثلاثين من عمره، والذي كان عميلاً للمخابرات الأمريكية يتلصص على كل مراسلاتنا على الفيسبوك والسكايب وغيره من وسائل الاتصال، والذي قرر على حين غرة أن يعترف على ما يفعله فأحرج أمريكا أمام العالم كله وحتى أمام ألد أصدقائها من الدول الغربية كألمانيا وإنجلترا وغيرها من الدول بأمريكا الجنوبية، وعلى إثر اعتراف إدوارد سنودن سافر هارباً لهونج كونج ومنها إلى روسيا التي بقى فيها ترانزيت فترة يحاول فيها اللجوء لأي دولة كالإكوادور أو فنزويلا إلى أن قبلته روسيا لاجئاً لديها بشروط، كل هذا وسط ضغوط ومحاولات أمريكية لم تكل ولم تمل لاستعادته حتي  يحاسبوه على جريمته في فضحهم، وفضح برنامج التنصت بريزم الذي كان يجعل العالم كله بين أيديهم بمكالماته واتصالاته، ومحاكمته على إحراجهم أمام أصدقائهم.
 
طبعاً لو كنت حضرتك لا تعرف سنودن بقراءتك الفقرة السابقة تكون قد عرفته، ولكن أنت لا تعرف للآن كيف  إدوارد سنودن يتحول ل"محمد سنودن "  فهذاً لم يحدث ، ولكن أنا أتحدث عن محمد سنودن أو إدوارد مرسي، ولعلك الآن فهمت ما أقصده؟ أقصد محمد مرسي الجاسوس الأمريكي الذي وصل لأعلى وأخطر المناصب المصرية إذ وصل لكرسي الرئيس، صحيح لم يكن هو الرئيس المُتحكم  في مصر ولكنه بالنسبة للمخابرات الأمريكية هو الرئيس والذي يعرف كل الخبايا وليس هناك أفضل من جاسوس يعمل رئيس ليفيد أمريكا، ستسألني من أين لك بهذا التأكد؟ سأقول لك، لو قارنت بين المجهودات الأمريكية لعدم محاكمة محمد سنودن المصري والإفراج عنه، وخروجه وجماعته خروج آمن سواء بوساطة مباشرة منها أو بوساطة غير مباشرة من الاتحاد الأوروبي ولو تابعت كل الضغوط التي بذلتها وتبذلها، ستعرف أنها تفوق مجهوداتها التي بذلتها لاستعادت أدوارد مرسي  الأمريكي الشاب الذي فضحها وكشفها .
 
والحقيقة لو كنت لا تعرف أمريكا، تستطيع أن تعرف أنها دولة تُقدر مواطنيها خير تقدير، وتحترم رجالها خير احترام، وتعمل كل ما في وسعها لأمانهم وتأمينهم، وتذكر أزمة رهائنها بسفارتها بطهران، وكيف خاطرت لتحريرهم؟ مما كبدها خسائر فادحة، وتذكر كيف بذلت قصارى جهدها لتحرير صحفيها في إيران والصين؟ ده حتى الطائرة التي كانت بدون طيار والتي أسقطتها الصين منذ سنوات كانت أمريكا حاتموت وتمنع الصين من تفكيكها واختراق أجهزتها للتعرف عليها، فما بالنا بالبشر اللذين يتمتعون بالحماية الأمريكية لكونهم يقدمون خدمات لها أو يحملون هم وأبناءهم جنسيتها.
 
وهما أمران ينطبقان على سنودن المصري، وإن كان لا زال يداعبك الشك، فاسأل نفسك وأنت تسمع موسيقي هادئة، لماذا لم تحاول أمريكا إخراج مبارك الخروج الآمن الذي تريده لمرسي وجماعته؟ لماذا لم ترسل كل أولائك المندوبين والمسؤولين للقائه مع أن إسرائيل كانت تطلق عليه الكنز الإستراتيجي لها، وكان مبارك ينفذ سياسات أمريكا كما كان يدعي معارضيه، وبغض النظر عن صدق تنفيذ مبارك سياسات أمريكا من عدمه.
 
فأمريكا لم تحرك ساكناً أمام خلع مبارك بعكس عزل مرسي، ولا تقل لي الديمقراطية والشرعية، فكلاهما كان منتخباً وكلاهما لم يكمل مدته، لكن الفرق أن سنودن المصري سقوطه في أيدي المصريين سيقلل من هيبة مخابراتها، ويقلق رجالها التي تهتم دائماً بأن تؤكد لهم أنهم في أمان وحتى لو سقطوا ستحميهم وتحررهم، وهو ما تفشل في تنفيذه للان مع جاسوسها الرئيس المعزول مما يهز ثقة رجالها في أنحاء العالم بها وبقدراتها.
 
ملحوظة، ليست أول مرة يسقط جاسوس أمريكي بمصر، فهناك العديد، بدءاً من سكرتيرة سفارتها التي سقطت في عام 1972 وهي الأشهر، وحتى الآن كلهم أنقذتهم أمريكا، والمحك الآن مع مرسي المتهم بقضية تخابر تسمى بقضية الكربون الأسود التي يبقى بسببها الدكتور عبد القادر حلمي تحت الإقامة الجبرية بأمريكا منذ خروجه من السجن، وهي ليست القضية الوحيدة التي قام بها مرسي، فمن المؤكد أنه سرب الكثير من الأسرار العسكرية للأمريكيين.
 
ولا تقل لي أن أمريكا لا يهمها هذا فهي التي تسلح الجيش المصري، فهذا ليس حقيقي، بدليل تطوير المصريين للطيارة الأباتشي بجهاز روسي بإمكانه تحديد عدد الافراد ومواقعهم في أي مكان، كما أن الطائرات التي حلقت فوق الأسطول السادس الأمريكي لم تكن أمريكية الصنع بل روسية وطورها المصريين.
المختصر المفيد ستبذل أمريكا الكثير لإنقاذ مرسي، فهل سيسلمه المصريون أم سيفاوضون عليه أم ماذا سيفعلون بالجاسوس؟

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter