الأقباط متحدون - المغيبة عقولهم ...
أخر تحديث ٠٤:٤٨ | السبت ٣ اغسطس ٢٠١٣ | ٢٧ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٠٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

المغيبة عقولهم ...

بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
ما آلت إليه الحال في مصر يحتاج إلى مراجعة صادقة مع النفس . لذلك أعرض على حضراتكم بعضا من النقاط التي  سأناقشها معكم في هدوء .
** الدين أفيونة الشعوب .. " كارل ماركس " . وأقول أيضا أن ..
** الدين أداة تحكم وقمع وسيطرة على شعوب العالم الثالث .
** الطريق إلى قلب الرجل " معدته " مثل شعبي . وأقول أن ..
** الطريق إلى عقل وإرادة الإنسان في دول العالم الثالث  يحتاج إلى اهتمامنا بالأتي ..
** القضاء على الفقر .
** التعليم الصحيح الذي يعتمد على العقل والمعرفة ولا يعتمد على الخرافات والشعوذة ، وأيضا العمل على مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي .
** فصل الدين عن الدولة . وهذا لا يعني إهمال الدين ، لكن يعني أن للدين أداته وأدواته وله من يتولى مسئوليته .
** كتابة دستور وطني يراعى فيه تفعيل القانون على أي شيء أخر .
** المساواة أمام القانون بين أبناء مصر بغض النظر عن الدين واللون والجنس.
** حرية الإنسان المصري التي يحميها الدستور والقانون .
أكتفي بهذا القدر من النقاط وأبدأ بمناقشتها معكم .
** مقولة " كارل ماركس " التي تقول " الدين أفيونه الشعوب " ، مقولة لها صحتها في الدول المتخلفة والتي مازالت أعداد كثيرة من شعوبها تعيش في الماضي البعيد والمغيبة عقولهم باسم الدين . هذا ينطبق على من يتخذ من الدين .. أي دين وسيلة للسيطرة والتحكم في خلق الله .
كذلك أستخدم لينين تلك المقولة " الدين أفيونه الشعوب " وتم حكم روسيا بتطبيق هذا القول مكونا ما عرف بالاتحاد السوفيتي وأغلقت الكنائس وقامت الحروب الطائفية بين أبناء الشعب الروسي ، وسالت دماء .

السؤال هنا .. هل نجح الاتحاد السوفيتي بعد إلغاء الدين نهائيا ومحاكمة كل من يضبط ممارسته للشعائر الدينية ؟
الحقيقة نعم نجح الاتحاد السوفيتي وأخذ روسيا السوفيتية إلى مصاف الدول المتقدمة حربيا وتكنولوجيا وأصبح لهم ثقل حربي . لكن مع الأسف الشعب عانى كثيرا من حكمهم وبات يحلم بالعودة إلى الله . بل عاد الكثيرون إلى الكنيسة في الخفاء . وهذا ينقلني إلى :
** الدين أداة تحكم وقمع وسيطرة على شعوب العالم الثالث .

وهذا حدث مع الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى وأوروبا والتي عانت شعوبها الأمرين من رجال الدين . لأنهم ابتعدوا عن روحانية ومحبة الدين المسيحي الذي حولوه إلى تحكم رجال الدين إلى الحد الذي كان فيه البابا وكهنته يبيعون الأراضي والقصور في السماء لمن يدفع ويشتري من الأغنياء . بل أن غفران الخطايا أصبح له سعر يختلف من نوع خطية إلى أخرى ، ومن يدفع أكثر تُغفر له  خطاياه . وهذا يخالف الإيمان المسيحي تماما . مما لا شك فيه كان الفقر والجهل والمرض  السبب الرئيسي في تحكم رجال الدين في ذلك الوقت واستطاعوا قمع والسيطرة على تلك الشعوب إلى أن ظهر مطران بطل أسمه مارتن لوثر رفض الانصياع وراء مطالب البابا ، مما دفع بالبابا إلى إرسال قرار بعزله ، والذي قام المطران بقراءة القرار على الشعب ثم  حرقه أمام جموع المصلين. اختفى ذلك المطران عن العيون محتجا على قرار البابا ، لكنه أصر على ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الألمانية حتى يقرأ الناس ويتعلم الشعب مما جاء من تعاليم في الكتاب المقدس والمتناقض تماما مع ماكان يحكم ويتحكم ويقمع باسمه " الكتاب المقدس " البابا . ولنا أن نقارن بما حدث في العصور الوسطى ، وما يحدث مع الشعوب العربية من رجال الدين الذين يوجهون هذه الشعوب وجهات بعيدة كل البعد عن ما جاء بالدين مما أخرهم وجعلهم لقمة سهلة لكل من يتحدث إليهم باسم الدين ، والدين منهم ومن أفكارهم بريء .
هذا الموضوع جد شائك ويحتاج إلى متخصصين أكثر علما مني في هذا الشأن .

ونأتي إلى قول أخر ذكرته .
** الطريق إلى قلب الرجل " معدته " .. مثل شعبي .
هذا المثل صحيح إلى حد ما . لأن المرأة عرفت نقطة ضعف الرجل للوصول إلى قلبه منذ قديم الزمان . المرأة التي تريد الحفاظ على زوجها لابد لها أن تعرف أي طعام يفضله زوجها فتقوم بطهيه وإعداده له . كذلك إعداد وطهي أنواع جديدة عليه لكن بها النكهة التي يحبها وتجذبه إليها في الطعام . ولن أبتعد عن تأثير الجنس على جسد الرجل وليس إلى قلبه . لأن التأثير على القلب يستمر تأثيره لفترة أطول . أما تأثير الجنس فينتهي بعد فترة أقل بعد الانتهاء من تأديته . لكن له أيضا تأثير لا يمكن إنكاره .
ما دمنا نتحدث عن الطريق إلى قلب وجسد الرجل يجب أن نتحدث عن عقله أيضا ..
** الطريق إلى عقل وإرادة الإنسان في دول العالم الثالث  يحتاج إلى  اهتمامنا بالأتي :
** القضاء على الفقر .
** التعليم الصحيح الذي يعتمد على العقل والمعرفة ولا يعتمد على الخرافات والشعوذة ، وأبضا العمل على مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي .
** فصل الدين عن الدولة . وهذا لا يعني إهمال الدين ، لكن يعني أن للدين أداته وأدواته وله من يتولى مسؤوليته .
** كتابة دستور وطني يراعى فيه تفعيل القانون على أي شيء أخر .
المساواة أمام القانون بين أبناء مصر بغض النظر عن الدين واللون والجنس.
حرية الإنسان المصري التي يحميها الدستور والقانون .
أولا : القضاء على الفقر .
القضاء على الفقر هو مشكلة المشاكل بالمجتمعات كثيرة الكثافة السكانية وقليلة الموارد الإنتاجية إن كانت صناعية أو زراعية ولا يمكنني أن أتجاهل التعليمية .

ما فعله الرئيس السادات بإطلاق التيارات الأسلامية من السجون والمعتقلات دون رابط أو تحديد ما هو ممكن عمله أو لا يمكن عمله . وعلى هذا خرجت الجماعات بتعدد تنظيماتها بفرض كل تنظيم ما يؤمن به ويعتقد أنه الواجب إتباعه فرضا على أبناء مصر وخاصة في الأماكن الفقيرة مثل القرى والنجوع والمحافظات التي يسهل التحكم بها بأسم الدين . فكانت بداية الطوفان السكاني الذي أضر بمصر والشعب المصري . وأصبح الإنجاب والزواج بأكثر من زوجة هو الطريق السريع لزيادة عدد الفقراء لاستغلالهم فيما بعد . ولم يختلف الوضع في عهد الرئيس مبارك بل زاد سوءا وتضاعف عدد سكان مصر بشكل مخيف يهدد البلاد بمجاعة مؤكدة لعدم القدرة على توفير رغيف العيش للفقراء .فازدادت العشوائيات وشارك الأحياء الموتى في قبورهم . 
والحل لمشكلة الفقر هو حل واحد لا غير وهو :
تحديد الإنجاب .. تحديد الإنجاب .. تحديد الإنجاب .. ثم التمسك بزوجة واحدة .. ثم التمسك بزوجة واحدة .. ثم التمسك بزوجة واحدة . وإلا سيصبح الشعب المصري شعبا متسولا جائعا مستعدا لبيع مصر وقبلها أولاده .

ثانيا : التعليم .
التعليم الصحيح الذي يعتمد على العقل والمعرفة ، ولا يعتمد على الخرافات والخزعبلات والشعوذة . يجب إلغاء جميع المواد الدراسية الموجودة حاليا وإحلالها بمواد حديثة تعتمد على المنهج العلمي لمواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي . وهذا أمر صعب خاصة مع هذا العدد الهائل من البشر .
ولا أستطيع أن أدلي بدلوي في هذا الشأن . لكن أتركه لأيدي المهتمين بمصر وإمكانية تحقيق الحلم الذي أحلم به لأبناء مصر .

ثالثا: فصل الدين عن الدولة .
وهذا لا يعني إهمال الدين ونصير دولة غير دينية كافرة . لكن نترك الشئون الدينية الأسلامية للأزهر الشريف  مع التركيز على عودة مؤسسة الأزهر إلى ماكانت عليه كمؤسسة دينية لدراسة القرأن والسنة وتخريج شيوخ وأساتذة وفقهاء يستطيعون بالفعل نشر الأسلام الوسطي كما كانت تفعل من قبل . أي من قبل إضافة التدريس العلماني بالجامعة من طب وخلافه ، وتستقل الجامعة العلمانية وتنفصل عن مؤسسة الأزهر وتصير جامعة شعبية مثل بقية الجامعات الأخرى. وطبيعي بالنسبة للمسيحيين الأقباط تعمل كنائسهم على القيام بواجبهم الديني تجاه المسيحيين كلٌ والطائفة التي ينتمي إليها . ولا يجب خلط الدين بالدولة .

رابعا : كتابة دستور جديد يٌراعى فيه تفعيل القانون وتطبيقه والتأكيد على المساواة بين جميع المصريين أمام القانون بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون . مع ضمان حرية الأنسان المصري طالما يعرف تماما الحد الأقصى من حريته التي تنتهي عند أول سلم حرية الأخر . من الطبيعي أن تكون هذه الحرية ضمن إطار ما يشرعه المشرع قانونيا في الدستور الجديد .
سامحوني فقد تعمدت وعن قصد عدم الكتابة عن ما يحدث في رابعة العدوية والنهضة ، لثقتي برجال الأمن والقوات المسلحة الذين لا ولن يكونوا أداة قهر لأبناء مصر المغيبة عقولهم . لكنهم بكل تأكيد أداة خلاص من المتاجرين بالدين والله الموفق.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter