الأقباط متحدون - حديث آخر الشهر
أخر تحديث ٠٣:٣٠ | الاربعاء ٣١ يوليو ٢٠١٣ | ٢٤ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٠٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

حديث آخر الشهر

بقلم: مينا ملاك عازر

منذ أشهر عديدة، وأنا أكتب لحضرتك في نهاية كل منها حديث آخر الشهر، نأخذ فيه أجازة من السياسة وهمومها، ونتحاور حول أمور عديدة، وها نحن اليوم قد وصلنا لآخر مقالات هذا الشهر، فعنونتها وكالعادة ب"حديث آخر الشهر" ناوياً أن أنأ عن السياسة كما اعتدنا، ولكنني أتذكر الآن أثناء كتابتي لك، أنني قد فوت ولأول مرة شهر يوليو دون أن أتحدث معك عن ثورة يوليو، تلك الثورة التي كنت أهاجمها وأهاجم عبد الناصر قبل وصول الإخوان للسلطة.
 
ولما شعرت أنه سيشوهونها وسيشوهون التاريخ للنيل منها، وقفت بجانبها وكتبت عن مميزاتها، وهاجمت المعزول حين قال "وما أدراك ما الستينيات" وهذا ليس تقلباً في مواقفي وإنما هو حرصي على تاريخ مصر، فأنا حينما كنت أكتب مهاجم ثورة يوليو كنت أعرف أن هناك من سيدافعون عنها، وكنت أكتب مساوئها بمصداقية تاريخية قاطعة وحاسمة ليس كما يفعل بعض الناصريين الغافلين عن مساوئها، وليس كأولائك المهاجمين لها ولاالغافلين عن مميزاتها كنت أكتب عن الثورة بحس تاريخي.
 
على أي حال، لقد تداركت الموقف الذي وقعت فيه بعدم حديثي عن ثورة يوليو بهذه الفقرة السابقة والتي سأكتفي بها لتستر خطأي بإغفال ثورة يوليو، وعذري أظنكم تعرفونه يا أيها السادة، وهو تقافز الأحداث وتسارعها وتصارعها بحيث جعلتني غير قادر على إعطاء ذلك الحدث التاريخي الضخم حقه، فاقبلوا عذري واعتذاري يا محبي التاريخ ومحترمي الثورات منذ ثورة يوليو وحتى ثورة يونيو.
 
صديقي القارئ، أنتبه من فضلك، فنحن الآن لا زلنا بعيدين عن السياسة وقريبين من الدم، فالدم هو النهر الوحيد الذي لا تستطيع أثيوبيا إيقافه أو تجفيفه ولا حتى كل دول المنبع مجتمعة، الوحيدين اللذين ليديهم القدرة على ذلك هم من فوضهم الشعب للإنهاء على الإرهاب والقضاء على بؤره، ولن اقول لك كما قال الجاسوس "ما المانع أن نضحي بشوية ناس عشان تعيش الأوطان" فلا قيمة للوطن بدون ناس ولكن ده لو كانوا ناس ولو كانوا وطنيين ويهمهم الوطن، وطن مهتم بهم، فكيف للوطن أن يهتم بأُناس لا يهتمون به .
 
وبهذه المناسبة، أحب أن أختم لك هذا المقال بالحديث عن رد الفعل، ورد فعلك لو كان خيراً أمام من يفعل بك الشر، فهو رد فعل ملائكي، وأما لو كان خيراً أمام الخير وشرير أما الشر فهو رد فعل بشري، وأنا للآن لم أرى من المفوض بالقضاء على الإرهاب إلا كل صمت، وهذا ليس رد فعل، وإنما يبدو كما لو كان عجز، فنجاحك بقطع رأس الخونة وإقصائهم عن الحكم لن يكلل إلا ببتر ذيولهم والقضاء عليهم، وإلا سيبقوا كالشوكة في الزور تقف عائقاً أمام أي غذاء يصل للجسد المصري، فكن كما أنت حاسماً واضرب بيد من حديد من يستحقوا الضرب بيد من حديد، كن أهلاً للتفويض الذي حصلت عليه.
المختصر المفيد الشعب هو السيد، والشعب أراد أن يرحلوا ويقتص منهم.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter