الأقباط متحدون - هايدر وحماس ومرسي وإشتون والديمقراطية الغربية
أخر تحديث ٠٣:٥٤ | الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٣ | ٢٣ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٠٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

هايدر وحماس ومرسي وإشتون والديمقراطية الغربية

أشتون
أشتون
بقلم: مجدي جورج
في عام ٢٠٠٠ تقريبا فاز حزب الحريه اليميني بأغلبية الأصوات في الانتخابات التي جرت بالنمسا ، ومن الطبيعي ان يقوم هذا الحزب بتشكيل الحكومة سواء بمفرده أو بالائتلاف مع أحزاب صغيرة أخري  وهذا ما حدث ، ومن الطبيعي أيضاً ان يرأس هذه الحكومة زعيم الحزب الفائز بالأغلبية ولكن هذا لم يحدث .
 
وذلك لان رئيس هذا الحزب كان هو السياسي الشاب يورج هايدر ذو التصريحات التي اشتم فيها الاوربيين رائحة العداء لليهود ، هنا قامت قيامة أوروبا وقررت مقاطعة النمسا لمنع وصول هايدر لمنصب المستشاريه بالنمسا بأي وسيلة ونجحت هذه الضغوط الأوربية في ذلك ففضل الرجل ان يشكل حزبه الحكومة علي إلا يتبوأ هو منصب مستشار النمسا .
 
وسبب الخوف بل والرعب الأوربي من وصول هايدر لهذا المنصب هو منع تكرار تجربة أدولف هتلر الذي وصل لمنصب المستشاريه في ألمانيا بانتخابات ديمقراطيه ولكنها كلفت ألمانيا وأوربا والعالم الدخول في حرب عالميه ثانيه دمرت العالم وأسفرت عن مقتل وإصابة وتشريد الملايين . ومن يومها وأوربا لا تتسامح بأي بوادر عنصريه تجاه أي مجموعة سكانيه مهما كان حجمها أو تأثيرها ولذلك فإننا قدرنا واحترمنا الموقف الأوربي هذا .
 
نفس هذا الموقف تكرر تقريبا عام ٢٠٠٦ عندما فازت حركة حماس الاخوانيه بالانتخابات البرلمانيه وشكلت حكومة في قطاع غزة الذي انفصلت به عن الضفة الغربية فما كان من الغرب الممثل في أوروبا وأمريكا إلا مقاطعة  حكونة حماس بل والمشاركة في حصار قطاع غزة  وذلك نتيجة تصريحات وأفعال حماس المضادة لليهود ولاسرائيل ، وهنا رغم معارضتنا لسياسة حصار الشعب الفلسطيني في غزة إلا أننا تفهمنا المخاوف الأوربية .
 
ماسبق من مواقف وجدنا أوروبا وأمريكا  تكيل فيه  بمكيال الحق الإنساني وفق مبادئ بنيت عليها الديمقراطيات الغربيه ، ولكن ماهو آت وجدنا المعيار اختلف والمكيال اصبح مكيالان والمبادئ اختفت وحلت محلها المصالح والحق الإنساني في مطلقه اصبح بحث عن حق الشعوب الغربية فقط  أما حقوق  الشعوب الأخري فلتذهب للجحيم .
فقد قامت الثورة في مصر ضد مبارك وأجريت انتخابات برلمانيه وتخوف الاخوان  ان فازوا باغلبيه وشكلوا الحكومة ان يحدث مع مصر ما حدث مع حماس من مقاطعة وحصار لان المنبع واحد فحماس هي الفرع والاخوان هم الاصل والجذر ولكن اذا كان تطرف حماس له بعض التبرير من احتلال اسرائيلي فان تطرف الاخوان وعنصريتهم بدون مبرر فهم منبع التطرف والإقصاء والتمييز ليس ضد اليهود والأقباط فقط بل ضد غالبيه المسلمين ،.
 
ولكن الغرب الذي وقف بقوة ضد النمسا وحماس بعث بالكثير من التطمينات للاخوان ، فتحول الاخوان من المشاركة مع كافة الاحزاب الي المغالبة في الانتخابات البرلمانيه ،  وتحول موقفهم من عدم الدفع بمرشح للرئاسيات  الي الدفع بخمسة مرشحين مرة واحدة أحدهم أساسي وهو خيرت الشاطر والثاني احتياطي هو محمد مرسي وثلاثة من خلاياهم النائمة وهم عبد المنعم أبو الفتوح مؤسس حزب مصر القويه ، وسليم العوا ، وعبد الأشعل الذي تنازل لمرسي قبل إجراء الجولة الأولي .
 
وفي النهاية فاز مرسي في انتخابات مشكوك في ديموقراطيتها ونزاهتها، وفعل مرسي والإخوان ما فعلوه بمصر خلال عام من رئاسته من تمييز وعنصرية وتدمير وإقصاء  في ظل تناسي غربي أوروبي أمريكي لأسطوانة حقوق الإنسان وذلك مقابل حفاظ مرسي علي امن وسلامة إسرائيل وفي ظل مخطط غربي لجعل مصر ماوئ وملاذ امن لكل الجماعات الإرهابية وبذلك تتخلص أوروبا من هؤلاء الإرهابيين الذين صنعتهم واؤتهم وأصبحوا الآن عبئ عليها  .
 
ولذا عندما قام الشعب المصري بمؤازرة جيشه العظيم بثورة ٣٠ يونيو وخرجت الملايين للشوارع في تصويت علني مباشر لرفض وخلع مرسي جن جنون امريكا وأوروبا ونسوا مكيال الحقوق الإنسانية ونسوا  المبادئ الأوربية التي تتخوف من أي نعرات عنصرية ووقفوا يكيلون بمكيالين مدافعين عما يسمونه الشرعيه والصندوق متناسين ان هتلر جاء بالصندوق ودمرهم ، ومتناسين  ايضا أنهم حاصروا وعزلوا النمسا حتي لا يأتي للحكم يورج هايدر رغم انه انتخب وفق انتخابات ديمقراطية ووفق عملية تصويت نزيهة شفافه ، ومتناسين أنهم قاطعوا وحاصروا حكومة حماس في غزة .
 
كاترين  أشتون مفوضة الشئون الخارجية في الاتحاد الأوربي تفد الي مصر في زيارتها الثانية خلال فترة محدودة ليس من اجل عيون الشعب المصري بل من أجل مصالح الحكومات الغربية .
 
أشتون والغرب يريدون منا التصالح مع جماعة استخدمت ولا زالت تستخدم الإرهاب ضد الجيش والشرطة والشعب المصري في كل مكان .
أشتون تفد الي بلادنا من اجل بضعة الآلاف من الإرهابيين الذين يتخذون من الأطفال والنساء دروع بشرية تحميهم ولكنها لم تكلف خاطرها مجرد التنديد بما حدث للأقباط  الذين يقدرون بالملايين من قتل  وحرق وتهجير وتشريد ليس من اجل المبادئ العربية بل من اجل المصالح الغربيه .
 
أخيرا نقول لاشتون ان الدميقراطيه ليست فقط الصندوق الانتخابي بل هي منظومة متكاملة من احترام الحقوق الانسانية وانه لو حدث في بلادكم ما حدث في بلادنا من قتل وسحل وتعذيب وإرهاب وقطع للطرق والكباري  فان الشرطة كانت ستطلق النار فورا علي أي فرد أو جماعة تفعل ذلك حماية للمجتمع كله .
Magdigeorge2005@hotmail.com

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع