الأقباط متحدون - الزمن حين يدور
أخر تحديث ١٤:٠٦ | السبت ٢٧ يوليو ٢٠١٣ | ٢٠ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٠٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الزمن حين يدور

بقلم : مينا ملاك عازر
هل تأملت من قبل عزيزي القارئ، كيف يدور الزمن هل اختبرت الحياة وهي تعطي ظهرها للظالم بعد أن يظن كل الظن أنها تبتسم له ودانت له ولا راد لظلمه، هل اختبرت كيف أمالت الحياة رأسها إيجاباً لمظلوم تعيده الأمل بعد أن يظن كل الظن بألا تلاقيا؟

إن لم تكن قد جربت هذا كله، إن شعرت أنك مظلوم وتحتاج أن تستعيد الأمل، إن كنت تشك أنك ظلمت أحد فاعلم أن الحياة سرعان ما ستقلب لك ظهرها وتلقنك درساً، تلقنه الإرهابيون اللذين كانوا يحكمون مصر حين أعادت كل من أقصاهم الإقصائيون القدامي للحياة وأعادتهم هم للسجون، فقد أعادت الحياة النائب العام لكرسيه، ولولا أستشعاره الحرج لكان هو المناط له إجراء التحقيقات مع أولائك الخونة والجواسيس، وأعادت الحياة للكثير من الوزراء المقصين من قبل الإرهابيون السابقون، كمنير فخري عبد النور وكادت أن تعيد البعض في مراتب أعلى كإيناس عبد الدايم لولا تهديدات حزب الفصيل الإرهابي المتمحك بالثورة المصرية التي أعادت الحياة لمصر.

 ها هو الله يرفع من شأن كل من ظلمه الإخوان وأقصوه، فترى عضو المحكمة الدستورية السابق في زمن الحصار ورئيسها في زمن الثورة يصبح رئيساً للجمهورية خلفاً للمعزول في تعويض إلهي للمحكمة الدستورية العليا وقضاتها بل في تعويض لكل قضاة مصر اللذين ذاقوا الويل على أيدي الإخوان وتجرعوا الإهانات في صبر وكفاح ضد الخونة. هل رأيت كيف عاد الجنزوري الذي أقصاه الرئيس المعزول لحساب دمياه السابق قنديل الذي خرب البلاد وافسدها؟
وهل رأيت صديقي القارئ، كيف يدور الزمن على من جلسوا على المقاعد الوثيرة وعاد بهم للسجون؟ حيث يستحقون أن يجلسوا ويقيموا في انتظار محاكمات عادلة من قضاء ناجز عادل، تغمى عيونه لألا يرى أمامه المجرم الذي نال منه ومن شرفه المهني، ومن نقاء عدالته.

هل ترى صديقي القارئ، كيف تستخدم الشرطة نفس القنابل المسيلة للدموع التي استوردها الجاسوس لاستخدامها حيال معارضيه والمتظاهرين السلميين، أقول هل ترى كيف تستخدم الشرطة قنابل الغاز ضد مؤيدي مرسي اليوم؟ فيما يعد دورة للزمن على من لم يصونوا بلادهم. هل رأيت صديقي كيف دار الزمن على مرسي ولجأ لقداسة البابا تواضروس الثاني ليقنع المسحيين بالامتناع عن النزول ضده في مظاهرات ظاناً منه أن البابا له السلطة على ذلك، مع أن البابا لا دخل له بالسياسة. هل رأيت كيف دار الزمن على مرسي حين لجأ لفضيلة شيخ الأزهر يطلب منه نفس الطلب السابق، وهو الذي لم يسلم عليه في أحدى الاحتفالات، وكان يدبر لخلعه مع الجبهة السلفية، ودبرت جماعته محاولات التسمم الشهيرة للتظاهر ضده وخلعه، فبقى شيخ الأزهر ورحل مرسي.

المختصر المفيد "أكره أن أشمت فى أحد.. لكن يعجبنى الزمان حين يدور" جبران خليل جبران.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter