الأقباط متحدون - أقباط مصر البركة الإلهية والقوة الخفية
أخر تحديث ١٩:١٨ | الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٣ | ١٨ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٩٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أقباط مصر البركة الإلهية والقوة الخفية

بقلم: سمير حبشي
يا إخوتى : إن الوجود الإنسانى دائما يتحقق عندما ينغمس الإنسان فى إيمان حقيقى له ، معنى ، ولأن أقباط مصر يؤمنون بالعدل الإلهى ، ويؤمنون بأنهم يجب أن يعيشوا حلمهم ولو إنتهت حياتهم بصعودهم على الصليب .. وبالرغم من أن أقباط مصر  يعيشون فى جو متخم بأوزار التعصب ، من حيوانات متوحشة أفكارها مستخلصة من التراب ، ويكسوها الضباب ، ومن مزبلة موشاة بدانتيل زائف نسيجه دائما الإسلام هو الحل ..  
 
نجد أن حياتهم  لا تقـترن بأى برنامج ولا تبيع نفسها له ، سواء كان سياسيـًا , أو اجتماعيـًا , أو دينيـًا , لأنهم تعلموا أن رسالتهم إنما إخصاب كلمة ” النعم” أو رفض كلمة  ” اللا” فى كل حياتهم اليومية ، كما علمهم إلههم (" ليكن كلامكم نعم نعم أو لا لا  وما زاد على ذلك فهو من الشرير " مت 37:5 ) , نعم يطالبون بحقوقهم ، وعاشوا يحملون صليب البقاء على أرض الواقع الذى لا يعطيهم أى حق فى الحلم ، أو فى التعبير عن الذات ، ومع أى بادرة ثورة للمطالبة بالحق يتناثر الواقع المؤلم أمام أعينهم  فى صور مختلفة ،  من وهم الصداقة الراقص على إيقاع وهج خافت ،  والذى كان دائما يتمثل فى الجلسات العرفية أو العناق الغاش بين اللحى ، والذى غالبا ما يتحول فى لحظة إلى عداء سافر يكتُب بدماء قبطية علامة إستفهام كبيرة مختومة على جبين مصر منذ دخول عمرو بن العاص القاهرة ..  
 
ولأن المطالبة بحق البشر هى جسر بين الإنسان وبين سعادته ، رفض الأقباط أن يتجملوا بأي وجه مستعار، أو يتحمَوا وزر الإنتماء لحضارة معطوبة الجسد، مكسورة الخاطر والوجدان ، دخيلة على حضارتهم التى هى أقدم حضارة فى تاريخ البشرية ، أصبحوا بين حجرى الرحى الظالم ودينه الطاغى ، ولدينا ألف حكاية وحكاية من نسيج أكثر من ألف عام .. حتى أن العالم الغربى والشرقى يتعجبون من وجود الأقباط فى مصر حتى الآن ..  بالرغم من الأضطهاد الشديد لهم ليس فقط من الرومان ، بل والناتج والظاهر أيضا من بُغض شريعة الإسلام للمسيحيين، والذى إستمر فى تواصل لمدة أكثر من ألف وربعمائة وخمسة وثلاثين عاما تقريباً ، والذى أصبح سياسة الشعوب الإسلامية تجاه كل مسيحى ، وقد غاب عن الكل أن السبب الوحيد لبقائهم حتى الآن ، أنهم مؤيدون بكلمة الرب السيد المسيح ذاته لأنه يعمل معهم فقد قال : ( " مبارك شعبى مصر  " أشعياء 19 : 25 )  فروحه القدوس يعمل وسط أقباط مصر ، وهذا هو التفسير الوحيد لبقاء المسيحية , ووجود القبطى المسيحى فى مصر وحتى هذه الأيام  .. 
 
ولأن الشيطان يعلم أن هذه الفئة من شعوب الأرض مباركة من فم الله بالتخصصية التى ليست لغيرهم ، نراه دائما يحوم حولهم بطرق مختلفه ،  ليعلم سر بركتهم ، والروح القدس العامل فيهم ، تماما كما كان يحوم حول خالقهم الإله المتجسد على الأرض يسوع المسيح ، ليعرف سر قوته ومن هو .. فيحيطهم بزبانيته الذين يتفننون فى ظلمهم ، وقتلهم لتنحيتهم عن إيمانهم القويم ، ولكنهم دائما كانوا يرفضون أن تنحني إنسانيتهم إلى أسفل القاع  .وقد كان منبع قوتهم  هو تعلقهم بإلههم الطاهر, إلههم الفقير, إلههم الحـر, إلههم المحب ، فلا يبتغون  النصر عـن طـريق القوة, بل عـن طريق القـدرة العجيبة المقـدسة الكامنة داخلهم ، ببركة إلههم وروحه القدوس ، تلك التى تمنح الذين يؤمنون بها , الحرية والثقـة والإيمان بالنصر . ونشر المحبة والسلام بكل مقوماته وفنونه وليسوا كغيرهم أمة تجيد فن صناعة الموت كما يقول الشيخ  " وجدى غنيم " . 
 
فى الماضى القريب قدَم المجلس العسكرى لمرسى وعشيرته كل مقومات النجاح والتمكين،  للانقضاض على مقاليد الحكم وإدارة البلاد ، وكانت مرحلة حكمهم بلا مبدأ .. وبلا هدف غير ما  يخصهم من الإستيلاء على مصر ، وأرضها وأخونة كل منابع الحياة والضوابط فيها .. وعاش الشعب كله فى مصر يلعق صديد أيامه ، لا خبز ، لا ماء ، لا كهرباء ، وتحيطه من كل جانب أتاوات بلطجية الإخوان .. وكان لابد من الثورة ، وكان لابد من أن ينفجر بركان الغضب .. ولأن أقباط مصر دائما هم ملح الأرض والشمعة المضيئة فى دهاليز الظلم والفتيل المتقد لكل ثورة ، وكما كانوا شرارة إنطلاق ثورة يناير ، وكانوا أصحاب أول صرخة يسقط حسنى مبارك عندما كانوا حول أجساد شهداء كنيسة القديسين ، وكما إنسحبت الكنيسة بكل قوة الأدب الفعال من لجنة الدستور ، وحذا حذوها بعد ذلك كل الشرفاء ، خرجوا جميعا هذه المرة مع شعب مصر ، خرجوا كجزء من الشعب ، دون أغراض أو مطالب فئوية ، فقط لهدف قومى ، حاملين الأعلام لأول مرة دون الصلبان .. وعملت قوة السلام الكامنة فيهم فى كل كلمة من فم الشعب ، وتجمهرت الملايين ، وتوحدت المفاهيم ، وخرجت من الأفواه صرخة واحدة " إرحل إرحل .. يسقط يسقط  حكم المرشد .. وكان الجيش هذه المرة مترجما لصرخات الشعب عمليا .. ولأن الشيطان كما قلت مسبقا يعلم عن قوة أقباط مصر ، ولكن لا يعرف سرها ، خرج علينا الإعلام الإخوانى بأكاذيب مضحكة ، مثل " أنظروا من هم فى ميدان التحرير ، ستجدون أن من بين كل عشرة مسيحيين مسلما واحدا " وأيضا الخبر المضحك الذى أذاعه أحد المشايخ قائلا " يجب أن تعلموا أن زجاجات الماء التى يوزعها رجال الشرطة على المتظاهرين هى مياه صلى عليها بابا الأقباط تواضروس ، فأصبح بها سحر يجعل المتظاهرين يكرهون مرسى " ..
 
وبالرغم من أنها أكاذيب فهى بالنسبة لى هى عين الحقيقة .. فالقبطى الذى باركه الله تأثيره يساوى عشرة أشخاص ، أو ربما أكثر .. أما عن صلاة الأنبا تواضروس على الماء ، وبما فى الخبر من فكاهة إلا أنهم لو عادوا إلى صفحات التاريخ سيجدون علامات إستفهام كبيرة جدا .. فأين جمال عبد الناصر الذى سرق الأوقاف القبطية وأغلق المحاكم الملية ؟!! .. وأين السادات الرئيس المؤمن الذى تطاول على المتنيح قداسة البابا شنودة ؟ !! ، ثم أين مبارك الذى جلس على كرسيه لا يحرك ساكنا ، والغوغاء من السلفيين والإخوان يخرجون فى مسيرات لإهانة قداسة البابا ورمز الكنيسة القبطية ؟؟ !! .. نعم أكرر أنها علامات إستفهام مختومة على جبين مصر منذ  أن دخلها عمرو بن العاص .  
 
يا إخوتى : يجب أن يعلم الجميع أن همس المظلوم أعلى صوتاً من صراخ الظالم ، فالسماء تسمع همس المظلوم ولا يصل إليها صراخ الظالم ، وعندما تغفو النفوس في معبد الحق يستيقظ ضمير الإنسانية ونرى ثورة وإرادة شعب . 
يا إخوتى : إننى فخور بأننى قبطى .. ولا تنسوا أن قبطى تعنى مصرى !!!  . 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter