الأقباط متحدون - هي دي الكنيسة
أخر تحديث ٠٥:١٠ | الاربعاء ٢٤ يوليو ٢٠١٣ | ١٧ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٩٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

هي دي الكنيسة

بقلم : مينا ملاك عازر


"اذكر يا رب رئيس أرضنا عبدك، احفظه بسلامة وعدل وجبروت، ولتخضع له كل الأمم اللذين يريدون الحرب في جميع مالنا في الخصب، تكلم في قلبه من أجل سلامة كنيستك الواحدة الجامعة الرسولية، اعطه أن يفكر بالسلام فينا وفي اسمك القدوس كي نحيا نحن أيضاً في سيرة هادئة، ونوجد كائنين في كل تقوى وكل عفاف لك"

عزيزي القارئ، الفقرة السابقة جزء من صلوات الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية المصرية تصليها في صلواتها أياً كان رئيس الجمهورية، مرسي مبارك عبد الناصر السادات وحتى الملك فاروق في ظل الحكم الإسلامي والروماني المضطهد لها، تصلي أياً كان من يحكم البلاد، وأياً كانت سياسته ضدها أوعادلة، تصليها على لسان الأب الكاهن في القداس ويرد الشعب يا رب ارحم، مؤمناً على كلام الأب الكاهن.

هي دي الكنيسة التي يكفر الإرهابيين دخولها للتعييد على أهلها في أعيادهم، هي دي الكنيسة التي رفض الجاسوس المخلوع الحضور لها لمشاركة أبنائهاً تنصيب بطريركها.

 هي دي الكنيسة التي لا تحوي بين جنباتها أسلحة كما يدعي الإرهابيون بل لا تملك من الأسلحة سوى سلاح الصلاة، كتلك التي قرأتموها في بداية المقال.
 هي دي الكنيسة التي لو قرأت كل جزء من صلواتها لكتبت عليه كتاباً وليس مقالاً، ففي صلوات الكنيسة هذه صلاة عن الماشية والدواب، وصلاة عن الزروع والعشب، وأخرى لماء النهر، وعن نبات الحقل، وعن المسافرين لكي يردهم الله إلى منازلهم سالمين.

 هي دي الكنيسة التي لا يقف أبناءها يدعون على أعداءهم بتشتيتهم وخراب بيوتهم، وإنما يدعون لهم ويصلون لأجل هدايتهم، وأن يرفع الله عن البلاد الغلاء والبلاء وسيف الأعداء.

هي دي الكنيسة يا كل ظان بها ظن سوء بأنها تفعل وتعمل ما هو ضد الوطن، فإن كنت تظن أنها تريد تقسيمه ففي صلواتها صلاة لوحدة الأوطان وحمايته من الغزاة، وتعلم أبناءها المحبة لمن اساءوا إليهم، والصلاة لأجل اللذين يبغضونهم.

 هي دي الكنيسة يا صديقي القارئ، التي افترى عليها الكثيرون وقالوا فيها مال ليس فيها وللأسف دارت الأيام لتكشف أن من ادعوا أن بالكنيسة أسلحة هم اللذين يحملونها، ومن ادعوا أن الكنيسة ترغب في تقسيم الأوطان والاستقلال ببعض أجزاءه، هم اللذين سعوا لهذا،  وحاولوا اقتطاع أجزاء من الوطن لتقديمها كهداية لبلدان وأوطان أخرى.

 هي دي الكنيسة التي طعنوا في بطريركها المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث ووضعوا صوره تحت أحذيتهم، وهو الوطني العظيم، ولم يملك حينها إلا أن يصلي لهم بالهداية وحفظ البلاد.

 هي دي الكنيسة التي يقتحمها المتطرفون لهدمها وحرقها ويطلقون عليها النار ويفجرونها، ورغم ذلك كله تصلي لهم ولبلادنا.

المختصر المفيد أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم ،صلوا لأجل اللذين يسيئون إليكم.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter