المواطنون يقاسون وطأه " النور " و الحريه و العداله " فى ظل غياب الأحزاب
تهديدات للأقباط على مدار الساعه بالقريه .
حرق ونهب منازل و محلات الأقباط و مازال الفاعل معلوم فى السر و مجهول بالعلن
كتب سليمان شفيق
علي بعد 300 كم من القاهرة ، و 70 كيلو متر جنوب المنيا ،تقع قرية " دلجا " ،تتبع القرية اداريا مركز " دير مواس " ، اخر مراكز المنيا جنوبا ، حيث كانت السيارة تنهب الطريق غير الممهد من غرب المنيا ، و السائق لا يكف عن الحديث في تعريفي عن كل قرية نمر عليها ، قري " ابو قرقاص " تجارة اثار ، قري ملوي " ذهب وسلاح "،اما قري " دير مواس " يقول السائق " تجارة بلطجة ودين"!!يكفي ان تطلق لحيتك لكي تنتقل من اسفل السلم الاجتماعي الي أعلاه ، يسميهم السائق " السنية ، ويكمل كأننا يا استاذ " مكناش مسلمين " "
!!، ومن لا يستطيع ذلك , ونظرا لغياب الامن بعد 25 يناير عاد الهاربين من السجون ، او نزل المطاريد من الجبل ،و "عادت ريمة لعادتها القديمة " يقصد السائق ان الشرظة اصبحت مثل الثمانيات والتسعينيات من القرن الماضي ، سنوات الارهاب ، عادت تتجنب الصدام مع قطاع الطرق و المتأسلمين ، وتترك الجاني والضحية ، يحلوا مشاكلهم ، بأنفسهم، مدخل القرية .. مقهي ، جلست ، رمضان كريم هكذا قال مرحبا بي عامل المقهي ، سألتة عن اسمة ،اجاب " محمد "، كم مقهي في القرية؟ اجاب خمسين !! وضع السائق مياة في "الكربراتير " ، اكملنا السير ، ميكرفون أعلي صيدلية تسمي الشعب ، يهتف فية احد الصبية " يادي العار يادي العار النصارة بقوا ثوار"،"اسلامية اسلامية رغم انف النصرانية "،عرفت ان صاحب الصيدلية من قادة الاخوان ،ويدعي د " محمد عبد المحسن العقيصي " ، ميكرفون مماثل علي عيادة د " جمال محمد " - طبيب اطفال - ،الصيدلية والعيادة ملاصقتين للكنيسة ، تركت السائق وترجلت الي ما تبقي من منازل الاسر القبطية التي تضررت:
سبعة أسر و مصابة مهددة ببتر القدم والفاعل مجهول !!
أسرة " نادي مهنا مقار " ، تاجر بقالة بالجملة ، افاد بأن المتطرفين حرقوا ونهبوا اربعة طوابق ، المحل والمخازن والمسكن
و" خلف مهنا مقار " بقال ، حرق ونهب المحل والسكن
جمال اسحق كرومر " ،حرق ونهب محل ذهب وصالة بلياردو"
ناصر يوسف "،حرق ونهب محل "
فايز غطاس " مدرس انجليزي وصاحب مكتبة ، حرق ونهب المكتبة والمنزل"
اسحق غطاس " ،مقاول حرق ونهب المكتب والمنزل"
راضي اسحق " ، حرق ونهب محل ادوات صحية ، والمنزل"
زوجة " نادي مهنا " اصيبت برصاصتين في الفخذ والركبة ، ومهدده ببتر للقدم
يقول" نادي " انهم اتهموه بإطلاق النار من اعلي منزلة ، رغم ان الشرطة فتشت المنزل ولم تجد اي سلاح ، ورغم ان زوجتة , اصيبت بطلق ناري من الجهة المقابلة ، والطب الشرعي اثبت ان المصاب من الجانب الاخر مصاب بطلق ناري من الجهة المقابلة. ولم يتهم جميع المضارين احد كعادة الاقباط ، خوفا من المتطرفين ،هذا ويبلغ حجم الخسائر المادية ما يتجاوز العشرة ملايين.
50 جنيها للطفل يوميا فلماذا يتعلم ؟؟؟"
هكذا بدأ معنا الحديث د " محمد علي " طبي امتياز ، وأضاف :دلجا 140 ألف نسمة ، يعني مدينة تقريبا ، حيازتها الزراعية صغيرة لا تتجاوز الخمسمائة فدان ، والقرية بها اكثر من مائة مسجد وزاوية،84 مسجدا تابعين للأوقاف ،و 23 زاوية، وخمسة كنائس :العذراء و الانبا ابرام للأقباط الارثوذكس ،ماري جرجس للأقباط الكاثوليك ، كنيسة الاصلاح وكنيسة الاخوة والكنيسة الانجيلية.ويتنهد د " محمد " مؤكدا بأن القرية ليس بها مستشفي ، وتمتلك اعلي نسبة تسرب من التعليم ، لان الطفل يكسب في جمع الزجاج و العضم خمسون جنيها في اليوم ، فلماذا يتعلم ؟؟ ،ويتدخل في الحديث " احمد محمود " - طالب اداب - :لا يوجد مجتمع مدني ،و لا توجد احزاب سوي " النور " و" الحرية والعدالة " ، ثم يسألون عن اسباب التطرف؟
و صرحت الاعلامية " بثينة كامل " ان وفد من الاعلاميين والصحفيين ، و نشطاء المجتمع الاهلي سوف يزورون القرية الاربعاء 24 يوليو ، للتضامن مع الاقباط وعمل افطار جماعي للقساوسة والشيوخ ، ودراسة كيفية عمل مشاريع اجتماعية.
في طريق العودة عاد السائق للحديث ، لكن عقلي كان مع اكثر من خمسمائة قرية وعزبة ونجع ،منسية الاسماء علي طول الشط ، لا نسمع عنها الا اوقات الفتن والكوارث ، وننساها بعد ذلك، اعتقد ان دلجا وامثالها اولا وقبل اي شئ .