الأقباط متحدون - سعد الدين إبراهيم: أمريكا باعت الإخوان.. والجيش سيقضى على ميليشياتهم
أخر تحديث ٠٠:٢٩ | الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٣ | ١٦ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٩٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

سعد الدين إبراهيم: أمريكا باعت الإخوان.. والجيش سيقضى على ميليشياتهم

د. سعد الدين إبراهيم
د. سعد الدين إبراهيم
أكد الدكتور "سعد الدين إبراهيم" رئيس مركز بن خلدون على أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن تكرر هذا الخطأ من تمويل للجهاديين والمتشددين الإسلاميين مرة أخرى فهذا الخطأ وقعت فيه مع "أسامة بن لادن" الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة وانتهى معها بمأساة تفجيرات سبتمبر, ولهذا لا أتوقع تمويل الأمريكان للتكفيريين فى سيناء والإخوان المسلمين هم من يقفون وراء هؤلاء الجهاديين ويمولونهم بسيل من الأموال لنزع الإستقرار عن سيناء ومحاولة السيطرة عليها .
 
وإلى نص الحوار :
 
بداية كيف تقرأ المشهد السياسى الحالى ؟
المشهد السياسى الحالى مطمئن ومقلق فى ذات الوقت, فالشعب المصرى أسقط الرئيس المعزول "محمد مرسى" وأزاح نظام حكم الإخوان المسلمين من الساحة السياسية تماما وأيد الجيش قرار الشعب واستجاب له واندلعت ثورة 30 يونيو, حيث نزل للشارع نحو 30 مليون مصرى لإسقاط نظام محمد مرسى ولكن على الصعيد الآخر الوضع مقلق فالإخوان المسلمين وبعض التكفيرين يسيطرون على سيناء ويفتعلون الأزمات مع الجيش وكل يوم نسمع عن انفجار هنا وآخر هناك من العمليات الإرهابية الممولة الموجة فى سيناء .
 
من يمول هذه الجماعات.. هل الولايات المتحدة الأمريكية أم قوى أخرى ؟
أمريكا لا يمكن أن تكرر نفس الخطأ الذى وقعت فيه مع "أسامة بن لادن" زعيم تنظيم القاعدة الراحل, فهذه الجماعات تسعى لنزع الإستقرار عن سيناء ومحاولة السيطرة عليها بعدما تبددت أحلامهم بعودة الرئيس المعزول مرة أخرى .
 
هل سيتحقق حلم الإخوان بالسيطرة على سيناء ؟
مستحيل, فرغم ما يقوم به الإخوان بمساعدة أذرعهم التكفيرية داخل سيناء من قتل وتفجير لأقسام الشرطة, إلا أن هذه الجماعات مجرد مرتزقة تأخذ مال مقابل القيام بمثل هذه الأعمال وبمجرد توقف سيل الأموال التى يحصلون عليها من الإخوان سيتوقفون عن مثل هذه العمليات الدنيئة .
 
وماذا عن مسلسل الكر والفر بين هذه الجماعات والجيش ؟
سيستمر لفترة ليست بالقليلة, حيث ستظل هذه الجماعات التكفيرية التى أحب أن أطلق عليها المرتزقة لن تمكث رغم ما تستخدمه من (قذائف هاون وأربى جى) أمام الجيش والقوات المسلحة المصرية, فكفة الميزان ليست فى صالحهم ومازال أمامهم الفرصة للتوقف عن هذه الأعمال الإرهابية وتسليم أنفسهم للجيش وإلا فمصيرهم سيكون عبرة لم يعتبر, لأن الجيش لن يسكت على قتل جنوده كل يوم, والعمليات العسكرية فى سيناء تتم على قدم وساق واستطاعت القوات المسلحة إنزال أكبر الخسائر بالإرهابيين وتم غلق كثير من الأنفاق بين مصر وغزة ودك أنفاق داخل جبل الحلال وسيتم نسف هذا الجبل بكل ما فيه .
 
كيف ترى إصرار بعض الدول على وصف ثورة 30 يونيو بالإنقلاب العسكرى ؟
هذا الرأى خاطئ ولا يَمُتُّ للواقع بصلة, فماحدث فى30 يونيو ثورة شعبية من كل فئات الشعب المصرى على الإخوان المسلمين ونظام حُكْمُهم الذى فشل فى توفير الإحتياجات الأولية للمواطن من طعام وماء وكهرباء وبنزين, بالإضافة إلى أن الجيش وقف بجانب الثوار بعد الوصول لمرحلة الإنسداد السياسى مع الرئيس السابق محمد مرسى وهذا أيضا ما حدث فى ثورة 25 يناير حينما أكد الجيش على وقوفه إلى جوار الشعب وتمت الإطاحة بمبارك ونظامه ولو كانت ثورة يناير إنقلاب إذن فإن ثورة 30 يونيو إنقلابًا أيضًا .
 
كيف تؤرخ العلاقة بين الإخوان والإدارة الأمريكية ؟
أولا أنا لست مهندس العلاقات الإخوانية الأمريكية والحقيقة إن الإخوان طلبوا التواصل مع الأمريكان عام 2000 حيث كان يزورنى الأجانب فى السجن والإخوان المسلمين ألحُّوا عليَّ فى هذا الطلب, والجماعات الإسلامية العائدة من أفغانستان  أيضا كانت تخاف من (البين بوينت) وهى الطائرة التى تفجر عنبر واحد فى سجن دون باقى السجن.
 
ومن هى الشخصية الإخوانية التى تفاوضت معك على الرغبة فى فتح قنوات اتصال مع الأمريكان ؟
كل الإخوان المسلمين الذين كانوا يقبعون بالسجن وعلى رأسهم الدكتور "عصام العريان" نائب رئيس حزب الحرية والعدالة و"محمد مرسى" رئيس الجمهورية المعزول وطلبوا هذا الأمر, فهم كانوا يريدون لقاء أى وفد أجنبى وعلى رأسهم الأمريكان حتى يصل صوتهم للخارج فكل صاحب قضية من حقه عرض هذه القضية على الرأى العام, وبالفعل تحدثت مع الأمريكان ووافقوا ولكن وزارة الداخلية كانت ترجع للرئاسة ومن جانبها ترفض لقاء الدبلوماسيين الأجانب مع الإسلاميين إلى أن تم الإفراج عنى وخلال الإحتفال بخروجى داخل السجن طلب منى الإخوان وعلى رأسهم "محمد مرسى" تحديد موعد للقاء مع البعثات الدبلوماسية الأجنبية.
 
وهل رتبت لهم أول لقاء مع الأمريكان والبعثات الدبلوماسية ؟
 نعم, وبالفعل وفيت بوعدى ورتبت لهم عددا من الحوارات بالنادى السويسرى بإمبابة فهو مكان محايد, فالسفارات الأجنبية رفضت استقبالهم وكذلك الحكومة المصرية كانت متخوفة من أى لقاء للإسلاميين مع الأجانب وهذا اللقاء تم عام 2003.
 
ومن حضر من جماعة الإخوان المسلمين ؟
حضر "عصام العريان" و"مهدى عاكف" المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين والدكتور "محمد بديع" المرشد الحالى وغيرهم, وحضر كل السفراء الأجانب ما عدا الأمريكان وكان هناك وفد من أعضاء البرلمانات الأجنبية وخاصة أعضاء اللجان الخارجية بمجلس الشيوخ البريطانى والكندى.
 
وبماذا طالب الأجانب الإخوان المسلمين ؟
طالبوا الإسلاميين بمعرفة أجندتهم وخاصة موقفهم من معاهدة السلام والعلاقة مع الخارج فى حال الوصول للحكم وموقفهم من المرأة والثقافة والإبداع وحريات الأقباط والإجابات كانت دائما مطمئنة وعائمة, وكان هدف الإسلاميين طمئنة الغرب وإيصال رسالة أنهم ليس لديهم شئ ضد أى فريق فى الداخل والخارج وكل ما يهمه أن يكون لهم تمثيل فى الداخل ويظهروا على الساحة السياسية مثل الأحزاب المسيحية بأوروبا.
 
وماذا عن العلاقات الإخوانية الأمريكية فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ؟
بالفعل كانت العلاقات موجودة أثناء حكم الزعيم "جمال عبد الناصر" وتقارير(السى آى ايه) المخابرات الأمريكية التى طّلعت عليها, قالت أن هناك اتصالات بين الإخوان والأمريكان منذ الخمسينات وسيد قطب زار أمريكا وعاش بها وألف كتاب تكلَّم فيه عن الغرب بشكل عدائى .
 
وهل حضر وفد من السفارة الأمريكية اللقاء الأول الذى رتبته مع الإخوان فى 2003 ؟
لا, وفد أمريكا لم يحضر بسبب قرب اللقاء من أحداث نسف برج التجارة العالمية فى سبتمبر 2001, والسفارة الأمريكية لم تحصل على الموافقة فى ظل رئاسة "بوش الابن" الذى كان يرفض أى علاقات مع الإسلاميين رغم حرص الدبلوماسيين على هذا الأمر, ومن حضر كانوا من الإنجليز والكنديين وكانوا ينقلونه للأمريكان وبعد 4 لقاءات تركتهم يتعاملون مع بعضهم مباشرة وكان "محمد بديع" على رأس وفد الإخوان الحاضرين وأشدهم حرصا وتركتهم لكى أذهب للعلاج بالخارج واستمرت الجلسات بشكل متقطع وانتقائى فهناك دبلوماسيون حضروا اللقاءات الأولى وهناك من تراجعوا بعد اللقاء الثالث .
 
وماذا عن هذه العلاقات أثناء وجود النظام السابق وقبل ثورة 25 يناير ؟
كانت مستمرة وكان يوجد إهتمام شديد من الجانبين خاصة بعد 2007 ووصول حماس للسلطة ومن المعروف أن حماس هى الفرع الفلسطينى للإخوان المسلمين فى غزة, وبدأ الحرص على الحوار يأخذ أشكالاً مختلفة خاصة فى ظل احتمالات وجود دور توفيقى للإخوان مع حماس وإسرائيل, وكان الإخوان المسلمين لا يعارضونه وبالتالى كان هناك اهتمام داخل الدوائر الأمريكية للحوار بما أن حماس والإسلاميبن آخر معسكر للسلام مع إسرائيل, فأمن الفتاة المدللة إسرائيل قضية لها أولوية لدى أمريكا والإخوان أبدوا رغبتهم فى تسوية الصراع مع إسرائيل والتعايش السلمى .
 
وماذا عن هذه العلاقات أثناء ثورة الـ25 من يناير ؟
أثناء الثورة كان هناك تخوف بالبيت الأبيض من عدم وجود الإخوان بالثورة فى الأيام الـ5 الأولى للثورة وهذا طمأن الأمريكان وجعلهم يأخذون موقف موالى للثوار, وفى يوم 28 يناير وبعد استخدام العنف من قبل النظام المباركى فى مواجهة المتظاهرين حدثت نقلة كيفية من أمريكا ضد نظام مبارك لأنه وعدهم بعدم فتح النيران على المتظاهرين.
 
وحينما لم ينصت لأمريكا أخذوا موقف مضاد له وبدا الإتصال من قِبَل الإخوان الذين أرادوا إعتراف أمريكا بهم كقوى أولية وفاعلة فى المسرح السياسى, والأمريكان أرادوا الحصول على ضمانات لمصالحهم وأمن إسرائيل ومعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ومحاصرة إيران وعدم إعتراضهم على أى ضربة عسكرية توجه لها, وبالفعل قَبِلَ كلا الطرفين شروط الأخر وبعد نجاح الإخوان المسلمين فى الجولة الأولى للإنتخابات الرئاسية أرسلوا وفد من 30 شخص لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" والخارجية الأمريكية والمراكز البحثية لتأكيد احترامهم للمصالح الأمريكية وحرصهم على تنمية المصالح المشتركة ولن يأخذوا موقف معارض ضد ضرب إيران .
 
وماذا عن العلاقات السلفية الأمريكية ؟
بالفعل السلفيين أرسلوا إلىّ 3 أشخاص من أنصاف القيادات داخل حزب النور للتفاوض مع الأمريكان وفتح قنوات اتصال مع الإدارة الأمريكية منذ 3 أشهر بعدما تبددت أحلامهم بتقاسم السلطة مع الإخوان المسلمين الذين أعطوهم الفتات بعد إبرام صفقة بين السلفيين والإخوان بمقتضاها يدعمونهم فى الإنتخابات البرلمانية والرئاسية ويحصلون على 50% من المناصب داخل الحكومة ولكن كالعادة الإخوان حنثوا العهد معهم ولهذا انقلبوا بالفعل عليهم .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.