الأقباط متحدون - مَنْ هُوّ الله حتى أُطيعه؟ (04) إثبات وجود الله - 2
أخر تحديث ٠٦:٢٦ | الاثنين ٢٢ يوليو ٢٠١٣ | ١٥ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٩٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مَنْ هُوّ الله حتى أُطيعه؟ (04) إثبات وجود الله - 2


بقلم: ليديا يؤانس
صديقة ليّ عربية مُتزوجة برجُل مِنْ جاميكا،  مُتعَمِقْ في دراسة التاريخ.   كُنتُ أظنُ أنهُ يعتقد بشكل أو بآخر بوجود الله إلى أن إلتقينا في حفل الكريسماس وتطرقنا للحديث عن الله فقال "أنا مُلحِد ولا أؤمن بالله."  ليست مُشكلة!  كثيرين لا يؤمنون وأنا شخصياً أحترم حرية الفكر وخاصة العقيدة.
قال: أنه يعتقد ببساطة أن الإنسان درجة مُتطورة مِنْ الحيوان أي أن الإنسان أصله قرد!
سألني مُستخدماً مقولة قديمة في علم التشريح المُقارن:  كيف تعتقدين أن الإنسان مُختَلِفْ عن عالم الحيوان؟
 
هل تعلمين أن تلميذاً صغيراً يُمكِنه أن يرى ويُقارن تطور وظائف جسم القرد وتشابُهها مع جسم الإنسان،  وهذا يُعطينا دليلاً قوياً لإحتمال أن الإنسان قد تطور من القرد،   بمعنى آخر أن الإنسان كان أصله قرد!   أنها مسألة وقت لإثبات ذلك بدون أدنى شك!
قلت له ونفس المنطق يُمكنك "إثبات" أن سيارة كاديلاك تطورت مِنْ سيارة فولكِس واجن، حيثُ أن كليهُما بها عجلة قيادة وأربع إطارات ومُحرك ويسيران بالبنزين.  أليس ذلك إشارة إلى وجود مُصمم للسيارتين!
 
أحبائي في مقالي السابق "من هو الله حتي أطيعه (03) إثبات وجود الله -1"  تحدثتُ عن بعض الحقائق التى تُثبِت وجود الله وهُيّ الكون المادي،  ترتيب وتصميم الكون،  ودقة الكتاب المقدس.  ونستكمل حديثنا في هذا المقال عن إثبات وجود الله من خلال نقطتين وهُمَا:  طبيعة الإنسان،  وشخصية يسوع المسيح. 
 
رابعاً:  طبيعة الإنسان تثبت وجود الله
درجة من درجات أساسيات علم التشريح تجعلك تفكر!  هل الإنسان يُعتبر فقط تطور من أشكال الحياة الدنيا؟   هل الإنسان أعجوبة نتيجة لفرصة عشوائية أو حدث كوني؟  أنا شخصياً لا أصدق!
لا أريد أن أُلملِمْ كُلْ نظريات التطور تحت البساط  (السجادة) وإلا سأُصبِح مثل النعامة التي تُدفِن رأسها في الرمال!  
ومن ناحية أخرى لديّ بعض الأسئلة بدون إجابات مِنْ جِهة نظريات التطور، وفي الحقيقة ليس بإمكاني شرح ذلك بعيداً عن الخالق الذي خلقني على شبهه ومثاله – بعقل يُفكر وإمكانيات هي السبب وراء الدوافع الفورية للبيئة والإحتياجات الشخصية.
 
الكتاب المُقدس يُعلمنا كيف خلق الله الإنسان فيقول "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا..... فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكراً وأنثى خلقهم" (تكوين 1: 26-27).
خلق (أى شَكَلْ) الله الإنسان مِنْ تراب الأرض وأعطاه حياة مِنْ نفخة فيه أي مِنْ روحه فيقول "وجبل الرب الإله آدم تراباً من الإرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية" (تكوين 7:2).
 
بالنسبة لي شخصياً أجد أن نفخة روح الله في الإنسان ليعطية حياة هي أكبر دليل على وجود الله، أى أن الله موجود بداخل الإنسان بصورة أو بأخرى،  وهذا ما جعل الإنسان على مدى التاريخ يبحث عن الله وحينما أعوزهم الفهم والإيمان تفننوا في أن يصنعوا لأنفسهم آلهه مِنْ صُنع الأيادي. 
بالنسبة لي شخصياً حُجة أو نظرية الكتاب المُقدس أكثر مَعقولية عن نظرية النشوء والإرتقاء.
 
شخصية معروفة للمؤمنين وغير المؤمنين،  البعض يعتبرونه رجُلاً باراً وتجربته يُضرب بها الأمثال في الصبر،  والبعض يقولون أنه أسطورة مِنْ الأساطير الوهمية التى قد نسمع عنها.  أنه أيوب الصديق وله سِفر بالكتاب المُقدس وفي وسط تجربته المريرة نسمعه يُكلِمْ الله قائلاً "بِسَمعْ الأُذن سمعت عنك أما الآن فقد رأتك عيني."
نسمعه أيضاً يصف قوة الله ووجوده قائلاً  "فأسأل البهائم فتُعلِمك وطيور السماء فتُخبرك.  أو كَلِمْ الأرض فتُعلِمك ويُحدثك سمك البحر.  من لا يعلم من كل هؤلاء أن يد الرب صنعت هذا.  الذى بيده نفس كل حي وروح كل البشر" (أيوب 12: 7-10).
 
داود النبى يُناجي الله مُتأملاً في عمله العظيم ويقول "لأنك أنت إقتنيت كليتي نسجتني فى بطن أمي.  أحمدك مِنْ أجل أني قد امتزت عجباً عجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقيناً.  لم تختف عنك عظامي حينما صنعت في الخفاء ورقمت في أعماق الأرض.  رأت عيناك أعضائي وفي سِفرك كُلها كتبت يوم تصورت إذ لم يكن واحد منها" (مزمور 139: 13-16).      
 
ذهبت مع صديقة لي وهي تضع مولودها الرابع.  حملت الطفلة المولودة عقب خروجها للحياة وتأملتها وهي تصرًخْ وتبكي، تأملت عينيها وأذُناها وفمها وحركة جسدها،  كل شئ فيها ينبُضْ بميلاد حياة جديدة.
لم أستطع تفسير ما أراه ولكن أعتقد أن وراء كُلْ هذا عمل الله الذى تجسد في خلق هذة الطفلة.  ووجدتني أتفق مع بولس الرسول حينما قال "لأننا به نحيا ونتحرك ونُوجد.... لأننا أيضاً ذريته" (أعمال 28:17).
ويقول أيضاً "ليس كُلْ جسد جسداً واحداً بل للناس جسد واحد وللبهائم جسد آخر وللسمك آخر وللطير آخر" (1 كورنثوس 39:15)   هذة الآية بوضوح تُناقِضْ نظرية التطور.  فالرجُل والمرأة نوعية فريدة وليسوا حيوانات مُتطورة!  
 
كثير مِنْ الناس يدعون أولئك الذين يعتقدون بأن طبيعة الإنسان تُثبِتْ وجود الله  ب "الإيمان الأعمي" الذى لا يستند على حقائق. أنهُ ليس "إيمان أعمي" الذى يجعل التطور يبدأ مِنْ لا شئ ويُنتج شيئاً رائعاً ومُعقداً مثل طبيعة الإنسان.  
بالتأكيد أنه أكثر مَعقولية أن نعتقد بأنه يُوجد خالق خلقنا على صورتهِ ومثالهِ.
التطور يجب أن يستبعد وجود الله وخصوصاً الله الذى خلق الحياة في أشكال الطبيعة وقادر على إعادة تشكيلها.
التطور يعتمد على العملية التى يجب أن تتحرك مِنْ نوع إلى نوع في تطورها. 
قيل لنا أن هذة العملية (التطور) تستمر حتي يومنا هذا ولكِننا لا نُلاحِظها بسبب تطورها البطئ.  وقد أظهرت قوانين العالم التشيكوسلوفاكي "جريجور مندل" الشهيرة في علم الوراثة الصعوبات التى يجب أن تواجهها نظريات التطور.
 
منذ أكثر مِنْ 3000 سنه إدعى موسى النبى القائد العظيم اليهودي أن الله كَلَمَهُ مُباشرة  "فقال لهُ الرب مَنْ صنع للإنسان فماً أو مَنْ يصنع أخرس أو أصم أو بصيراً أو أعمي أما هُوّ أنا الرب" (خروج 11:4).
إذن طبيعة الإنسان هي دليل قوي على وجود الله. 
 
خامساً:  شخص يسوع المسيح يُثبت وجود الله
كيف نشرح شخص يسوع المسيح بدون الإعتقاد في وجود الله؟
بدون شك يسوع المسيح هو الشخص الأكثر تَميُزاً والفريد مِنْ نوعه في تاريخ العالم.
الكتاب المُقدس يحتوى على أكثر مِنْ 300 نبوة عن يسوع المسيح مكتوبين مِنْ مئات السنين مِنْ قبل مجئ المسيح.
 
مَنْ هُوّ يسوع المسيح؟
الكتاب المُقدس يقول عنهُ أن ولادته تمت بطريقة معجزية مِنْ عذراء.
نشأ وكبر في الناصرة وعُرِفَ بإبن النجار نسبة إلى يوسف النجار. 
في سن الثانية عشر ظهرت بوضوح حكمته وقدرته على التعليم وذلك بإعتراف الدارسين واللآهوتيين في أورشليم. 
في سن الثلاثين كان هُناك العديد مِنْ الناس يتبعونهُ ويتتلمذون على يديهِ.  
وظهرت أيضاً مقدرته الفائقة في شِفاء المرضي والعُمي والعُرج والصُم وإقامة أشخاص مِنْ الموت. 
كان في كُلْ مكان يذهب إليه يُقدِم مغفرة الخطايا للخُطاة بالإضافة إلى العديد مِنْ المُعجزات التى أعلنت عن سُلطانه على الطبيعة والشياطين والموت.
قال عن نفسه أنه يحمل سِمات وصِفات وقُُدرات الله نفسه.
 
البعض أرادوا أن يرجِمُوه في أكثر مِنْ مرة بتُهمة أنهُ جَدَفْ لأنهُ جعل نفسه مُساوياً لله.
الزُعماء الدينيين في أيامهِ دبروا مُؤامرة ليتخلصوا مِنهُ وقام بالتنفيذ القادة الرومان فصلبوه إرضاءاً لأعداؤه. 
طِبقاً للكتاب المُقدس قام مِنْ الأموات و خاصته شاهدوه لِمُدة 40 يوماً.
صعد إلى السموات ووعد بأن يعود في يوم ما مرة أخرى لهذة الأرض.
 
كيف لنا أن نُفسِر ما يقوله التاريخ والكتاب المقدس؟
هل يسوع هو الإله المُتجسِدْ؟   ولا هذة ببساطة جُنون العظمة مع أوهام العظمة؟
هل يسوع يقول الحقيقة ولا هو كذاب ونصاب؟
لماذا تلاميذه تخَلوا عنهُ عند الصلب،  وبعد القيامة ماتوا مِنْ أجلهِ؟
هل الذين كتبوا العهد الجديد فِعلاً رأوه ولمسوه بعد موته وقيامته؟ ولا هذا أيضاً كذبة كبيرة!
 
الكتاب المقدس يقول عنه "الذى هو صورة الله غير المَنظُور بِكرْ كُلْ خليقة" (كولوسى 15:1).  "فإنه فيه يَحِلْ كُلْ مِلء اللاهوت جسدياً" (كولوسى 9:2). ويقول عنه أيضاً "ونعلم أن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق ونحن في الحق في إبنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية" (1 يوحنا 20:5).
 
أليس شخص يسوع المسيح يثبت وجود الله!
أحبائي... أختم حديثي بالقول أن ما هو حقيقى هو ما نعتقد أنه حقيقى!  ولكن من حيث الحقيقة الموضوعية فإنه قد أو قد لا يكون حقيقياً!  إذن أنا قادر على أن أتخيل شيئاً عظيماً وكذلك أنت!
 
ولذلك قد تتنوع تجربة أولئك الذين يؤمنون بالله وأحياناً تكون غريبة لدرجة أن الواحد يصبح حذراً في إستخدام هذة الحُجة لإثبات وجود الله.   ولكن بالرغمِ مِنْ ذلك فإن الله لا يترك نفسه بلا شاهد ولذا نحن محتاجين إلى فحص مشاعرنا (إحساسنا) على ضوء الحقائق الكتابية.
صدق أو  لا تصدق، إحساسك ليس دائماً صح!
 
وللحديث بقية مع موضوع "من هو الله حتي أطيعه؟ (5) ....... 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع