بقلم: مدحت ناجي حافظ
عزيزى القارئ،عرفنا فيما سبق معنى التوافق؛وهو تحقيق جو من التفاهم والتناغم والاُلفة،وأدركنا الهدف منه؛وهو تحقيق الاحترام والثقة والتَقـَـبُّل مع الآخر...وكانت أول ثلاث ملاحظات من المهم جداً مراعاتها لتحقيق التوافق هى؛الوضع (وقوفاً أو جلوساً)،والمستوى (ارتفاعاً أو انخفاضاً)،والإتجاه (رؤية أو إلتفاتاً)...وبالتأكيد مَنْ طبق تلك الملاحظات ،وجد تجاوباً مختلفاً ومتميزاً مع الآخرين ،أما مَنْ لم يطبقها بعد،فندعوه لتطبيقها ليتذوق أثرها فى الآخرين....وها نحن الآن نضيف ملاحظات جديدة قيمة بالإضافة لل (الوضع والمستوى والإتجاه) وهى:
 
ث.الحركات،(سواء الشخصية أو العامة)
 فالحركات الشخصية؛وهى التى تظهر حينما تتحدث مع الآخرين،فقد تجد لنفسك حركة مميزة،تكررها من حين لآخر،كتحريك اليد الى الأمام أو إلى أعلى،أو ضم قبضة اليد وغيرها من حركات....وهنا نقول أنه من الجيد محاكات بعض هذه الحركات فى بساطة وذكاء،وليس مجرد تقليد آلى؛وهو الموضوع الذى سنتناوله فى المستقبل عند حديثنا عن (تحفظات التوافق)،فعند القيام بهذه المحاكاة المبدعة الذكية، سيشعر الآخر أنك متجاوب معه ومدرك لما يقوله وسيشعر أنك تقدِّره......   
وكذلك الحركات العامة،فتصور،عزيزى القارئ،أنك فى زيارة  لأحد أصدقائك فى مكتبه؛وهو جالس خلف مكتبه مستلقياً قليلاً للخلف على كرسيه،بينما أنت تجلس أمام المكتب على الجانب المقابل....ودار بينكما الحديث...وبينما هو يتحدث،فإذ به يُعدِّل من وضعه متجهاً للأمام إتجاهك،فماذا ستفعل أنت بعد أن عدَّل هو من وضع جلوسه؟
 
هل ستجلس كما أنت مستنداً بظهرك على الكرسى؟ بالطبع لا.
إذاً،ماذا ستفعل؟
ستفعل ما يفعله مندوبو المبيعات المحترفون (والدارسون للتوافق)،إذ يبدأ مندوب المبيعات هو أيضاً فى تعديل وضع جسمه بالإقتراب قليلاً نحو الآخر (وهو العميل فى هذه الحالة) ليصبح أكثر قرباً منه (ومازال المكتب حائل بينهما).
وما حدث الآن بإقتراب مندوب المبيعات من العميل هو توضيح أن ما يقوله العميل هام ويستحق مزيداً من الإهتمام والتركيز،الأمر الذى جعل مندوب البيع الذكى يُعدِّل من وضعه بالإقتراب للعميل،والذى بدوره أعطى للعميل الإحساس بالأهمية...ونحن يا عزيزى كلنا نبيع وكلنا نشترى سواء فكرة أو سلعة أو....
إذاً،لندقق من الآن فى حركات الآخرين ونستثمرها لبنيان العلاقة بيننا وبينهم...وهنا ننتقل لنقطة أُخرى هامة فى تحقيق التوافق وهى مراعاة
ج.المفردات؟
 
تصور،عزيزى القارئ،أثناء حديث أحد الزملاء معك فقال لك: (إنت فهمنى؟) فماذا ستكون إجابتك؟
هل:{ أيوة،آه،كمل،أنا معاك على طول كمل،معاك ويا ريت تختصر،.....} ؟
 
اسمح لى،عزيزى القارئ،أن تكون إجابتك متوافقة؛فتكون على سبيل المثال:{فهمك،طبعاً فهمك}.
فهنا استخدمنا نفس المفردة التى يستخدمها هو،مما يعطيه الإحساس العميق بالمشاركة الوجدانية وهو الإحساس الذى نحتاجه جميعنا ....
إذاً،لنتمتع بتحقيق التوافق مع الآخرين من خلال:
 الوضع،والمستوى،والإتجاه،والحركات،والمفردات وسنشعر بالتحسن الواقعى والنوعى فى تعاملنا مع الجميع ولحديثنا بقية....