الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٣ -
٥٢:
٠٣ م +02:00 EET
عساسي عبدالحميد
مخطئ من يظن أن ربيع الهدم العربي انطلقت حلقاته الأولى من تونس حين أضرم بائع الخضار محمد البوعزيزي النار في نفسه لتشتعل وتنتقل الشرارة إلى مصر ثم ليبيا فاليمن فسوريا و لتعم الاحتجاجات كل بلدان شمال إفريقيا و الشرق الأوسط، رافعة شعار\" ارحـــــــــل \".
و أنا لست هنا بصدد الدفاع عن حكامنا القتلة اللصوص فجلهم زناة قساة سيتخلى عنهم العم سام إذا اقتضت الضرورة، فالعم سام كائن سام، لا يرحم ينفث سمه الزعاف الرهام في عيون أخلص المخلصين (( و في حسني مبارك لآية لقوم يتدبرون...))، ربيع الهدم العربي يا ناس لم يبدأ ببلدة سيدي بوزيد التونسية بل ابتدأ يوم أعطت السفيرة الأمريكية \"أبريل جلاسبي\" في صيف 1990 الإشارة لحارس البوابة الشرقية المهيب صدام حسين لكي يغزو الكويت و يلحقها كاظمة خالصة لمقاطعاته الثمانية عشر فكان الفخ المحكم والشراك المدلهم الذي وقع فيه صدام الأشم لكي يتحول العراق من قوة وازنة بثروته النفطية الهائلة وبعده الحضاري وانجازاته العلمية والثقافية إلى بلاد خربة رخوة، أصبح العراقي يقتات على الخبز اليابس بعد أن كان في السابق يقتات على اللحم و السمك المسقف و البيض والعسل و الحليب والتمور بكل صنوفها و ألوانها ويعطي الفائض مجانا بكرم حاتمي للجاليات المصرية و اليمنية والبنغالية...
العراق بلد من بلدان الطوق الهامة إلى جانب سوريا ومصر وكذا السعودية بثقلها الديني و باعتبارها مالكة أكبر احتياط للنفط و ساكنة تناهز الثلاثين مليون نسمة.....والكثافة السكانية لبلدن الطوق كابوس يؤرق الإسرائيليين فتبدو إسرائيل كأنها نقطة وسط بحر من العرب ....ومما يزيد الطين بلة نسبة الولادة المتدنية لدى اليهود مقارنة عرب الطوق .... مصر ....90 مليون نسمة سوريا 23 مليون نسمة ... السعودية....30 مليون نسمة العراق 32 مليون نسمة الأردن و لبنان 10 ملايين .... الفلسطينيون ... 5 ملايين دون احتساب فلسطينيي الشتات في المقابل يقدر عدد الإسرائيليين بنحو 8 ملايين نسمة بما فيهم عرب إسرائيل الحاملين للجنسية الإسرائيلية و عددهم قرابة المليونين.
دول الطوق الهامة يراد لها البوار والدمار لكي تطلق إسرائيل يدها الطولى في المنطقة و تحقق حلم إسرائيل الكبرى، ولهذا الغرض استعان العم سام و الحاخام أبرام بدولة قطر الأمارة بالسوء فكان ريع غازها المسال و ذراعها الإعلامي خير سلاح لبث الخراب، و استعمل لنفس الغرض أموال بني سعود \"بني قرود\" ومرجعية بني وهاب وإرهابيات بن تيمية لتفريخ القتلة و إرسالهم صوب سوريا و العراق حيث بوابات العبور نحو جنان الله حيث الحور العين و غلمان كأنهم لؤلؤ مكنون، و طريق الجنة أشلاء و جثث الأبرياء .
كما استعانت أمريكا بحكامنا فسلطتهم على رقابنا ردحا من الزمن ولما بلغ السيل الزبى ولم يبقى في قوس الصبر منزح حرضتنا عليهم وملأت صدورنا غلا وشعارات حامية فصرخنا من الماء إلى الماء
** الشعب يريد إسقاط النظام **
مشروع إسرائيل الكبرى دخل مرحلة هامة ومتقدمة بخراب سوريا و العراق وكان سيتقدم أكثر فأكثر لو اشتعلت و تأججت بمصر لكن ذكاء الشعب المصري ويقظة الجيش الوطني الحارس الأمين على مصلحة مصر القومية جنب شعب مصر الأهوال و الخراب وعطل مشروع إسرائيل الكبرى إلى حين ، مشروع إسرائيل الكبرى سيقترب أكثر بتقسيم السعودية و تهجير ساكنة نجد و الحجاز عما قريب وباقتسام الكعكة مع أبي لؤلؤة المجوسي عندما ستطأ أقدام الفرس الضفة الغربية من الخليج الفارسي و عندما سيتسلم حراس الحوزة مفاتيح البيت العتيق من يد سارقيه
تدور في الآونة الأخيرة خبر مفاده أن المصريين حصلوا على معلومة استخباراتية.
في غاية الخطورة ولو أن ساسة مصر قد توقعوها من قبل ، عمل شنيع ....وصنيع فضيع.... كان سيهز أركان المجتمع المصري من الأساس ، جهات غير صديقة خارجية ( معروفة من هي ...) تخطط لاغتيال رأس الكنيسة \"البابا تاوضروس\" لكي تشتعل بين أقباط مصر ومسلميها، حينها سيرد الأقباط فتهيج قطعان بن جهل لتحرق كنائس مصر و محلات الأقباط و لتذبحهم من الوريد إلى الوريد، ولعل احتجاب البابا توا ضروس عن الظهور في الآونة الأخيرة لخير دليل على صحة الخبر ... ومن الأدوات المستعملة لنشر الخراب والتي كانت تدخل في إطار ربيع الهدم العربي التنغيص على مصر و شغلها بتشجيع بلدان منابع النيل و على رأسها أثيوبيا على القيام بمشاريع مائية ضخمة والدعوة إلى مراجعة المحاصصة المائية و إرسال فنيين إسرائيليين و أمريكان لهذا الغرض و عرض مساعدات مالية لبناء السدود؟؟
والمساس بحصة مصر من النيل تهديد خطير للأمن القومي المصري ولعل إقدام حسني مبارك على بيع الغاز المصري بثمن بخس كان يدخل في إطار إبعاد تل أبيب عن حشر أنفها في قضية النيل وعدم .
في إحدى اجتماعات لجنة القدس التي انعقدت في ثمانيات القرن الفارط بالدار البيضاء المغربية والتي كان يرأسها ملك المغرب الراحل الحسن الثاني و أثناء تناوله للكلمة باسم وفد فلسطين قام ياسر عرفات و أخرج من جيبه قطعة نقدية اسرايلية من فئة \" شيكل \" واحد ولوح بها عاليا أمام أعين المؤتمرين شارحا ما كان منقوشا على العملة الإسرائيلية والتي كانت عبارة عن خارطة ترمز لمملكة إسرائيل الكبرى و تضم فضلا عن فلسطين التاريخية أجزاء من لبنان و سوريا و العراق ومصر و الأردن وتمتد في عمق الجزيرة العربية لتصل يثرب إحدى أهم المزارات الإسلامية و أكثرها قدسية لدى المسلمين .... مشروع إسرائيل الكبرى من النيل غربا إلى الفرات شرقا ومن جبال زاغروس شمالا حتى يثرب جنوبا ....هل سيتحقق هذا المشروع الطموح ؟؟ أم تراه سيتعطل و سيفشل أما وعي جماهيري صامد لشعوب المنطقة ؟؟....هل سيتم بخراب شعوبنا أم برضانا نحن و قبولنا للأمر الواقع؟؟ هل فعلا سيتم بتواطؤ مع حفدة زرادشت و ساسان ؟؟ أم أن جيراننا الفرس أبرياء من هذا المخطط الدنيء وما تواطئهم المزعوم سوى ادعاءات باطلة كاذبة تروج لها الآلة الإعلامية الصهيونية لدق إسفين الشقاق بيننا وبين أبي لؤلؤة المجوسي ؟؟؟