الأقباط متحدون - مقتل مرسي
أخر تحديث ١٣:١٤ | السبت ٢٠ يوليو ٢٠١٣ | ١٣ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٩٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مقتل مرسي

بقلم : مينا ملاك
أرجوك عزيزي القارئ، أن تتمهل ولا تظن بي الظنون وتترك فكرك يبعد بك بعيداً وتتخيل أنني أتمنى مقتله، فأنا لا أتمنى الشماتة بأعدائي، ولكن أصلي لأجلهم، ولا أتوقع البلاء، نعم ما ذهبت إليه في عنوان هذا المقال ساقول لك لماذا هو بلاء؟ تخيل حضرتك أن مرسي ذلك الجاسوس الذي يستحق القتل هو وجماعته قد تم قتله فسيثور أتباعه والمتمحكين بشرعيته، والمتذرعين برغبتهم في عودته ليحكم البلاد، ويتهمون الجيش بقتله مع أنهم هم أنفسهم من سيكونون قاتليه ليأخذوا من مقتله تكؤة لهم ليطالبوا بالتدخل الأجنبي، وإلصاق التهم بالجيش، صحيح حضرتك محق فيما فكرت فيه بأنهم إن فعلوها سيكونون قد أضاعوا فرصتهم في البقاء بالشارع معتصمين، مطالبين بعودته لحكم البلاد لكنك لن تكن قد انتبهت أنهم سيستفيدون في مقتله أكثر من بقائه على قيد الحياة معزولاً، فمقتله سيستدر عطف الغرب كله الذي سيصدق ادعاءاتهم أن الجيش هو الذي قتله، كما أن الطريق سيكون قد خلى أمام الشاطر ليعود ليحكم مصر مباشرةً دون الحاجة ليتوارى وراء ستار مرسي، كما أن مقتل مرسي سيكون سبباً لاستدرار عطف بعض الشعب الساذج الذي قد يصدق دموية الجيش بل وسيفتح الباب أمام الإرهابيين المتعطشين لسفك الدماء ليبرروا لأنفسهم المزيد من عمليات القتل والعنف وسفك الدماء التي يبرعون في تنفيذها الآن في كل مكان.

مقتل مرسي يا سادة مسألة أمن قومي لمصر لذا على الجيش الإمعان في تأمينه والإسراع في نقله لمصاف المحقق معهم قانوناً بحيث لا يعد مسؤولاً عن تأمينه بشكل مباشر حتى لا يصبح عرضة للقيل والقال، فحتى في موته الطبيعي وهو أمر بيدي الله قد تكون الفرصة لجماعته لادعاء البطولة، وقد يلقبونه بلقب شهيد، وتكون الضلالة الأخيرة أشر وأنكى من ضلالة حكمه السابقة، وعليه فأنا أكرر ندائي بالتعجل ولكن هذه المرة ليس للجيش بل للنيابة العامة بأن تسرع خطاها في التحقيق معه ونقله للسجن العادي حيث يقبع كل المساجين من جماعته، ويخرج من نطاق حماية الجيش له بحيث ينفض الجيش يده من تأمينه وتخلو ذمته من دمه، إن أراقه إخوانه أو طلب الله نفسه في موت طبيعي وهو أمر حق على الجميع وتزيد مسألة احتماليته على من هم في سنه وفي حالته المرضية التي يعرفها الجميع وينكرها هو وجماعته كما أننا علينا ألا ننسى أن أمثال هؤلاء من الجواسيس عرضة للتصفية على أيدي أجهزة المخابرات التي كان يتعامل معها لقطع كل الطريق لكشفهم وكشف شبكاتهم وهو أمر يزيد من احتمالية مقتله وتوريط الجيش.

مصر ليست بحاجة لأن تقتل جاسوساً ثابتة عليه التهم، وأقل تهمة من التهم التي توجه إليه كفيلة بإعدامه، ولذا لا داعي لقتله بالنسبة لمصر إلا تنفيذاً لأحكام قضائية وحتى في هذه خطورة كبيرة، وتذكروا المحاكمة التي قُدِم لها صدام حسين، وكيف هاج البعض لتنفيذ حكم المحكمة وإعدامه؟ فكم وكم في حالة مرسي، وزد على ذلك لو كان ذلك بدون حكم محكمة أو في حالة غامضة كأن يموت بدون مقدمات فذلك سيفتح الباب لفتن واقاويل وأعمال دموية، نحن المصريون في غنى عنها، يكفينا الله شرها وشر منفذيها، ويقي الله الوطن شر تلك الإعمال.

لذا أتمنى من الله قبل الجيش والنيابة أن يحمينا شر مرسي كما سبق وأن حمانا حماقات حكمه، وهو الأمر الذي ليس ببعيد عن الله، وفي مقدوره، فهو القدير، ولمصر نعم النصير.

المختصر المفيد يا رب استر.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter