الأقباط متحدون - 9 (ب) - بناء التناغم والاُلفة (التوافق 2)
أخر تحديث ٠٣:٠٩ | الجمعة ١٩ يوليو ٢٠١٣ | ١٢ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٩٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

9 (ب) - بناء التناغم والاُلفة (التوافق 2)

مدحت ناجى حافظ

عزيزى القارئ،بعد أن عرفنا - فى المقالة السابقة- معنى التوافق والهدف منه،يهمنا كثيراً أن نعرف الآن 
 
كيف نحقق هذا التوافق.

فنقول أنه يمكننا تحقيق هذا التوافق عن طريق مراعاة:
 
أ.الوضع،
ونقصد به أنه عندما نتحدث مع الآخر،يليق بنا أن يكون كلانا واقفين أو جالسين معاً،فهذا سيعطى إنطباعاً بالراحة والقبول لكلٍ من الطرفين،ولعلك تستطيع ،عزيزى القارئ،أن تلمس هذه الراحة عندما يطلب منك الطبيب المعالج أن تجلس أثناء حديثك معه (وهذا يكشف عن وعىٍ عميق من الطبيب)،ونفس الراحة ستختبرها إذا طلب منك رئيسك أن تجلس معه،أو وقف هو مثلك ليتحدث معك،أتصور أنك ستشعر بلا شك أنك شخص مُقَدَّر ومُرَحَب بك.
 
 إذاً،ليتك أنت أيضاً تعطى هذا الشعور للآخرين من خلال مراعاتك للوضع،ليس هذا فحسب،بل من الرائع أن نراعى أيضاً 
 
ب.المستوى،
بمعنى مدى الارتفاع والإنخفاض مع الآخر،والصورة التالية تعطى فكرة عن كيف أن هذا الأب الواعى يتحدث مع الطفل وهو فى نفس مستواه،مما يعطى الطفل إحساساً بأن أباه قريب منه،ولايتحدث معه من برج عالى.
 
وأترك لك ،عزيزى القارئ، أن تدقق فى مقابلة الدبلوماسيين الذين على نفس المستوى الدبلوماسى،هل لاحظت مدى إرتفاع وفخامة الكراسى الجالسيين عليها،بالطبع ستجدها متماثلة،وأتذكر هنا أنه حدثت مشكلة سياسية بين بلدين بسبب أن كرسى سفير إحدى البلدين كان منخفضاً عن كرسى السفير الآخر مما يعطى الإحساس بعدم التساوى بين السفيرين وبالتالى بين البلدين.
 
لذا من الجميل أن نراعى الوضع والمستوى عند حديثنا مع الآخرين،والأكثر من هذا أن نراعى
 
ج.الإتجاه،

تصور ،عزيزى القارئ،أنك نجحت فى أن تحقق التوافق مع الآخر من خلال مراعاة الوضع والمستوى،تُرى هل هذا يكفى ليشعر الشخص الاخر باهتمامك به ؟ بالطبع لا.لماذا؟
 
لأن ما بذلته يحتاج الى مراعاة الإتجاه،بمعنى أنه عندما أتحدث معك،سأكون شاكراً وممتناً جداً لك عندما تنظر الىَّ أثناء الحديث...أما أن أتحدث معك وأنت تتعامل مع الكومبيوتر،أو تنظر فى أوراقك ،أو تتصل تليفونيا بشخص آخر..فكل هذا وغيره من شأنه أن يعطينى فكرة عن أن الأشياء الآخرى أهم لديك منى،بالرغم من أن الأشخاص أهم من الأشياء،وهذا بالطبع سيعطينى إنطباعاً غير جيد عنك، وإحساساً غير مريح إتجاهك،وهذا بدوره لن يشجعنى فى المستقبل على الحديث معك مرة آخرى...
 
إذاً،لنراعى فى حديثنا مع الآخرين: الوضع والمستوى والإتجاه.
ولحديثنا بقية... 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter