الأقباط متحدون - إخوان التنظيم وإخوان الفكر
أخر تحديث ٠٠:٢٠ | الاربعاء ١٧ يوليو ٢٠١٣ | ١٠ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٩٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

إخوان التنظيم وإخوان الفكر

بقلم : مؤمن سلام

الإخوان المسلمين أنواع وليس كل من ترك التنظيم لم يعد من الإخوان المسلمين. على العكس من ذلك تماما، فالكثيرين تركوا التنظيم لأنهم يعتبرون أنفسهم إخوان وينتمون لفكر الإخوان أكثر من القائمين على الجماعة الآن. وهو من يعرف بإخواني الفكر. ولعلي أبدأ الكلام بصدمة للقارئ الغير متابع للحركات الإسلامية، بأن أخبرة أن الشيخ يوسف القرضاوي قد ترك تنظيم الإخوان في أوائل التسعينات، ورغم ذلك فهو اخواني الفكر حتى النخاع ومن اشد المعظمين لحسن البنا، والأكثر من ذلك فقد كان يحاول إقناع الشباب الذي يذهب إليه شاكيا من سوء أحوال الجماعة واستبداد قادتها، بالبقاء في الجماعة ومحاولة إصلاحها من الداخل.

اكتب هذا الكلام الآن وقد طفت ظاهرة الخارجين من جماعة الإخوان على السطح وأصبح الخارجين منها تحت الأضواء، رغم أنها ليست ظاهرة جديدة على الجماعة فهي قديمة قدم الجماعة نفسها. إلا أن ظروف وصول الإخوان للحكم وهى جماعة سرية جعل الكثيرين يرغبون في معرفة خفايا هذا التنظيم وما يجرى خلف الكواليس ولذلك كان تسليط الضوء على الخارجين منها في محاولة لفهم هذا التنظيم السري.

ولذلك يجب أن نفرق جميعا بين من يخرج من الجماعة لأسباب فكرية ترتبط بأفكار هذه الجماعة وبين من يتركها لأسباب إدارية تتعلق بطريقة عمل الجماعة وليس فكرها. فالأول الذي يعترض على الأفكار المتطرفة لهذه الجماعة وممارستها الإرهابية منذ نشأتها الأولى على يد حسن البنا وحتى الآن فهذا هو من ترك الجماعة حقا ولا يمكن أن نطلق علية لقب إخواني سواء بالتنظيم أو الفكر.

أما الصنف الأخر فهو وان ترك التنظيم فانه مازال إخواني الفكر، ولو تغير موقف القيادة منه أو تم دعوته للعودة للتنظيم وإجراء التغييرات أو الإصلاحات التى يراها مناسبة فلن يتردد لحظة في العودة للتنظيم. وأرى أن هذا النوع من الإخوان هو الأخطر فهو قادر على التلون وادعاء الليبرالية والاشتراكية والحداثية والوسطية فينخدع فيه البسطاء خاصة وهم يسمعونه يهاجم تنظيم الإخوان وقادته فيظنون أنه ليس اخوانى وأنه ينتمي لمصر وليس للفكر الإخواني الذي لا يؤمن بالوطن.

على المصريين في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ الأمة المصرية أن ينتبهوا لخطاب هؤلاء المدعين. وكشف أمر هؤلاء ليس بأمر صعب ولكنه أسهل مما يتخيل أي شخص. فكلامهم صريح في رفض قيادة الجماعة الحالية لأنها أضرت بتاريخ الإخوان، وكلامهم صريح في الثناء على حسن البنا وفكرة، وكلامهم صريح في الدفاع عن تاريخ الإخوان باعتبارها جماعة مجاهدة مقاومة للاحتلال في تزوير فاضح للتاريخ. هؤلاء أخطر من إخوان التنظيم الذين فضحتهم ممارستهم الغبية عندما وصلوا للسلطة فظهر وجههم القبيح في محاولة السيطرة على مصر وتغيير هويتها وإقصاء كل من عادهم.

إذا أردتم دليل عملي على القول أن إخوان الفكر أخطر من إخوان التنظيم، انظروا إلى راشد الغنوشي التونسي. فالرجل كان على خلاف كبير مع التنظيم العالمي للإخوان، وكان يسوق دائما على أنه ديمقراطي حداثي بل لعلة أول من نادى أن يكون شعار الإخوان هو المطالبة بالديمقراطية وليس بالشريعة لأن الديمقراطية بالضرورة ستأتي بالإسلاميين للحكم. وكان له الكثير من الآراء المتعلقة بالمرأة والديمقراطية والعلاقة بغير المسلمين التى كانت تصنف على أنها وسطية ومعتدلة. ورغم كل ذلك ما أن وصل للسلطة في تونس حتى ظهر وجهه الإخواني القبيح، فممارسات حزبه في تونس لا تقل سوء وتطرف وإرهاب عن ممارسة مرسي وجماعتة في مصر. وهاهو يحضر اجتماع التنظيم العالمي للإخوان في اسطنبول لدراسة كيفية الرد على ثورة الشعب المصري في 30 يونيو، ومن الوسائل المطروحة للرد على ثورة 30 يونيو العمل على إحداث الانقسام في الجيش المصري والقيام بعمليات إرهابية ضد الجيش والعمل على عزلة دوليا.
أيتها الأمة المصرية لا تنخدعي بكل من ترك الإخوان وتظني أنه ليس بإخواني ولكن استمعي لما يقول، فان كان ينتقد فكر الجماعة وفكر حسن البنا فهو بالفعل قد ترك الجماعة، أما إذا كان ينتقد طريقة عمل الجماعة وطريقة إدارة مكتب الإرشاد فهو إخواني الفكر فاحذريه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter