الاثنين ١٥ يوليو ٢٠١٣ -
٣٠:
٠٩ ص +02:00 EET
بقلم: مينا ملاك عازر
صرح المطلوب للعدالة البلتاجي، القيادي الإخواني أن مرسي خُلِع بوجود للشعب في الميادين لست ساعات بعكس رجاله مُدعي الثورة اللذين لهم أيام طويلة وعلى استعداد البقاء مدة أطول في نفس الوقت الذي قال فيه الدكتور محمود أباظة أن الشعب خلع مرسي بعد بقائهم في الميادين أربعة أيام. وأصارحك القول عزيزي القارئ، أنني كنت أظن هكذا في البداية، وكنت أرى أن هذا دلالة على هشاشة الحكم وليس كما يراه البلتاجي دليل على الانقلاب العسكري.
فالدور على رؤية البلتاجي الخاطئة أننا لو افترضنا أنه فعلاً بقى الشعب ست ساعات بالميادين واستجاب الشعب؟؟؟ فلا غضاضة في ذلك أن يستجب الشعب لطلب الشعب سريعاً، ولا يكن تنَحاً كآخرين جلدهم تخين، وفي تنفيذ الجيش لطلب الشعب ليس انقلاباً، فالجيش لم يعتمد على دباباته في خلع مرسي وإنما اعتمد على جموع غفيرة خرجت تقول للفشلة ارحلوا.
ومع تأملي في ما كنت أظنه أنا شخصياً أن مرسي خرج من الحكم بعد ست ساعات خرجها الثوار للميادين، وجدت أن هذه الحقيقة غير مكتملة الأركان، فمن خرجوا عددهم فاق الثلاثين مليون، فلو ضربنا الست ساعات التي قضاها كل واحد كما يدعي البلتاجي في العدد الذي نزل نجد أن مدة بقاء الشعب في الميادين تربو على المئة مليون ساعة، كما أنني أرى أننا حسابنا لمدة بقاء الشعب في الميادين ست ساعات أو أربعة أيام في الميادين افتئات على إرادة شعبية سابقة، وهدر لدم شهداء سال على الأرض المصرية منذ الإعلان الدستوري الديكتاتوري المخرف، والمخرب الذي أصدره الجاسوس وجماعته وحتى الثلاثين من يونيو، وأنا متأكد أن حضرتك تذكر أن الناس منذ أن أصدر ذلك المعزول إعلان جماعته المدعي أنه دستوري.
خرج الشعب المصري يسب ويلعن فيه ويهاجمه وثار القضاة على شرف مهنتهم وعدالتهم المهدرة، وكيف سقط شهداء في الاتحادية على أيدي مليشيات الجماعة المحظورة والمخلوعة ثم أراك تذكر أن من قبلها كان الشعب قد خرج يحتفل بذكرى شهداء محمد محمود فسقط جيكا ومن معه من شهداء ثم يأتي احتفال الشعب بذكرى ثورة يناير، وكيف سقط منهم شهداء؟ وكيف كانوا محتجين على مرسي وجماعته؟ وكيف خرجت بورسعيد تثور على ذلك الدموي السفاح الذي كان يحكمنا؟ وكيف عزلت محافظها وشرطتها وقت أن كانت تتبع الحاكم سافك الدماء؟
وفي كل هذا كان ميدان التحرير مغلقاً إلا من فترات قليلة فتح أمام حركة سير السيارات لكن غالبية الوقت كان مغلقاً من الثوار المطالبين برحيل مرسي ثم في النهاية نصل ليوم تلاتين يونيو وحتى رحيله في الثالث من يوليو، ببيان توافقي بين الجيش حامي الثورات والشعب، ينسى البلتاجي المجهود المبذول من حركة تمرد ومدة بقائها في الشارع تجمع التوقيعات لسحب الثقة من المعزول ولا يضعها في حسبانه.
وهو يحسب المدة التي قضاها الثوار في الشوارع لعزل مندوب جماعته في قصر الاتحادية، كل هذا افتئات وظلم على الثورة العظيمة التي طهرت البلد من الخونة والجواسيس ومخربي الأوطان، إذن بعد كل هذه الحجج التي سقتها لضحد فكرة بقاء الثوار في الميادين لست ساعات، استطيع القول عفواً لم تكن ست ساعات ولا أربع أيام.
المختصر المفيد المجد للشهداء اللذين سقطوا ويسقطون وسيسقطون من الشعب والجيش على ايد الإخوان وذيولهم الإرهابيين.