الأقباط متحدون - اتهامات للجزيرة بهجرة المعايير الصحفية لصالح رواية محددة
أخر تحديث ٠٤:٢٤ | الجمعة ١٢ يوليو ٢٠١٣ | ٥ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٨٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

اتهامات للجزيرة بهجرة المعايير الصحفية لصالح رواية محددة

الجزيرة القطرية تواجه اتهامات بهجرة المعايير الصحفية
الجزيرة القطرية تواجه اتهامات بهجرة المعايير الصحفية

 تجاهلت ثورة حركة تمرد وبثت أخبارا عن كرة القدم

 كانت ثورة حركة تمرد المصرية والتي أطاحت بنظام الرئيس المعزول محمد مرسي، سببا كافيا لكشف انحياز قناة الجزيرة لصالح الإخوان المسلمين متخلية بذلك عن المعايير الصحفية، وتجاهلت تظاهر الملايين في ميدان التحرير وبثت أخبار كرة القدم.
 
بعد ساعات على عزل الرئيس المصري محمد مرسي في 3 تموز/يوليو في اعقاب ايام متواصلة من الاحتجاجات الحاشدة توجهت الانظار نحو وسائل الاعلام التي تدعم جماعة الاخوان المسلمين.  ودهمت قوى الأمن المصرية مكتب قناة "الجزيرة" القطرية في القاهرة مع قنوات اسلامية أخرى.  وبعد ثلاثة ايام تحدثت قناة الجزيرة عن عملية دهم أخرى.  
 
ومنذ ذلك الحين قدم مغتربون مصريون مذكرة الى الرئيس المؤقت عدلي منصور يطالبون فيها بالغاء رخصة الجزيرة ومنعها من البث على قمر نايل سات المصري.  كما اصدر النائب العام أمر القاء قبض على مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد الذي طرده زملاؤه الصحفيون المصريون من مؤتمر صحفي عقدته وزارة الداخلية في 6 تموز/يوليو بتهمة تهديد السلم الأهلي والأمن القومي ببث اخبار تحريضية.  وأُفرج عن فايد بكفالة بعد يوم.  
 
وكانت قناة الجزيرة قدمت تغطية على مدار الساعة لانتفاضات الربيع العربي عام 2011.  ولكن ما ان انقشع الغبار حتى تعرضت القناة الى اتهامات بالتحيز الى جانب الاسلاميين.  ونقلت مجلة فورين بولسي عن الباحث المختص بمتابعة الاعلام العربي في دبي فادي سالم قوله "ان العديد من محرري الجزيرة ومذيعيها في الواقع متعاطفون مع جماعة الاخوان المسلمين وان هذا التعاطف انعكس في تغطية القناة المؤيدة للاسلاميين على امتداد العامين الماضيين معتمدة اعتمادا كبيرا على صيغة تجمع بين التحريض والمشاهد الدموية والخطباء الاسلاميين والمعلقين الاعلاميين".  
 
وبدأ انحدار الجزيرة البطيء مع اندلاع الحرب الأهلية السورية عندما تخلت بشكل سافر عن المعايير الصحفية لصالح رواية محددة ، بحسب مجلة فورين بولسي مشيرة الى رصد أمثلة على تغطية الجزيرة المنحازة التي وصل بعضها الى حد يثير السخرية عندما كان صحفيوها يسارعون الى خطف الميكرفون بعيدا عن فم المصري الذي ينتقد مرسي على الهواء.  
 
تجاهل ثورة "تمرد"
وكانت قطر التي تملك قناة الجزيرة قدمت مليارات الدولارات من المساعدات لحكومة مرسي خلال العام الماضي واتُهمت بدعم حركات اسلامية في المنطقة دعما اثار استياء دول عربية مجاورة.  وفي ذروة الانتفاضة على حكم الاخوان المسلمين في 30 حزيران/يونيو تجاهلت قناة الجزيرة الاحتجاجات وبثت مقابلة مع معارض سوري وأخبار عن كرة القدم.  وكانت قناة الجزيرة مباشر مصر تغطي الاحتجاجات لكنها لا تُشاهد إلا في مصر وهي منحازة بالقدر نفسه الى جانب الاخوان المسلمين حتى ان المتحدث باسم الاخوان جهاد الحداد أوعز على تويتر الى اتباع الاخوان بأن يشاهدوا هذه القناة بعد حادثة دار الحرس الجمهوري ومقتل 51 شخصا يوم الاثنين الماضي ، بحسب مجلة فورين بولسي.  
 
انحياز مبطن
وكثيرا ما يكون انحياز الجزيرة مبطنا غير مباشر ، كما يتضح من اعلان مدير مكتبها في القاهرة في اليوم الثاني على تولي مرسي مهام الرئاسة ان معبر رفح الحدودي قُلب "رأسا على عقب" ، وهو قول فيه كثير من المبالغة.  ولكن انحيازها يكون سافرا في احيان أخرى ، كما في حزيران/يونيو 2012 عندما بثت تقريرا يدَّعي ان مرسي يستحق تحية عسكرية لأن زوجته طلبت ان تُعرف باسم أم احمد بدلا من السيدة الأولى.  وزادت الجزيرة من مشاعر النقمة عليها بين المصريين من غير الاخوان المسلمين بتقرير مثير للجدل قبل ايام بثته بعنوان يفيد ان الولايات المتحدة مولت ناشطين مناوئين للرئيس المعزول.
  
ورد المصريون بغضب على تغطية الجزيرة المنحازة للأحداث.  ففي 8 تموز/يوليو أُلقيت خارج مكتب القناة في القاهرة منشورات رُسمت عليها يد تقطر دما.  وسخر المنشور من موقف الجزيرة بعبارة "الفتنة والفتنة الأخرى" ردا على شعار الجزيرة "الرأي والرأي الآخر".  وقالت مجلة فورين بولسي ان منشورا آخر وُزع قرب مكاتب الجزيرة جاء فيه "ان رصاصة قد تقتل انسانا ولكن كاميرا كاذبة تقتل امة".  
 
"برة! برة!"
وامتد التذمر من تغطية الجزيرة المنحازة حتى الى الاعلاميين الآخرين.  ففي مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية ايضا في 8 تموز/يوليو سُمع صحفيون مصريون يهتفون "برة! برة!" على مدير مكتب الجزيرة.  واتهم الصحفيون القناة ببث صور من الحرب الأهلية السورية مدعية انها من مصر.  وكانت المفارقة مناشدة المتحدث باسم وزارة الداخلية ان يهدأ الجميع قائلا "نحن في مصر بلد الحرية والديمقراطية".  
 
وفي اليوم نفسه ذكرت صحيفة غلف نيوز الصادرة في دبي ان 22 من العاملين في قناة الجزيرة مباشر مصر استقالوا بسبب ما قالوا انها تغطية لا تتماشى مع حقيقة ما يجري في مصر.  
 
فقدان البريق
وان تكون قناة الجزيرة منحازة لجماعة الاخوان المسلمين فان هذا بات حقيقة مسلَّما بها.   وفي كانون الثاني/يناير هذا العام وجهت مجلة الايكونومست البريطانية انتقادات لاذعة للقناة بسبب دعمها جماعة الاخوان المسلمين في مصر بلا تحفظ.  وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2012 كتب العالم السياسي الن غريش ان قناة الجزيرة "فقدت الكثير من بريقها وعددا من خيرة صحفييها واصبحت بوقا للاخوان المسلمين".  وقال عادل اسكندر الباحث المختص بالشؤون العربية في واشنطن "ان قناة الجزيرة بتطبيلها للاخوان عمليا فقدت سوقها في اكبر بلدان المنطقة سكانا واصبحت منبوذة في المجتمع".  
 
وأغضبت قناة الجزيرة قطاعات واسعة من المشاهدين المصريين عليها بتغطيتها المنحازة ولجأ كثير منهم الى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن استيائهم.  وكان موقع توتير مشحونا خلال الجولة الأخيرة من الاحتجاجات حتى ان المعلق السياسي الاماراتي سلطان القاسمي توقع في 1 تموز/يوليو ، قبل يومين على عزل مرسي ، طالب ان يطرد المصريون قناة الجزيرة من بلدهم ما ان يسقط مرسي.  
 
مذيعون منحازون
ولم يكن صحفيو قناة الجزيرة دائما ضد التدخل العسكري.  ففي تغريدة ذات مغزى في كانون الأول/ديسمبر الماضي دعا جمال ريان ، احد مذيعيها المعروفين ، مرسي الى ارسال الجيش لإنهاء ما سماه "فوضى" المحتجين المناوئين للرئيس المعزول الذي كانوا يتظاهرون ضد الدستور الجديد لأنه كُتب بقلم الاخوان وغيرهم من الاسلاميين.  وبعد عزل مرسي بُث شريط فيديو يظهر فيه احمد منصور ، وهو صحفي معروف آخر في قناة  الجزيرة ، ينصح الاخوان المسلمين واتباعهم كيف يُعيدون مرسي الى الرئاسة  داعيا الى رفع الاعلام المصرية مثلما رفعها "من سرقوا الثورة" ، على حد تعبيره.  
 
واعتبر الباحث اسكندر في واشنطن ان فيديو احمد منصور "تطور مقلق" يشير الى انه حتى صحفيون متمرسون في الجزيرة "تخلوا عن دورهم كمهنيين وتحولوا الى كوادر سياسية".  
 
ولعل البلبلة هي السائدة في غرفة اخبار الجزيرة اليوم.  فان قطر تخلت عن حلفائها الاخوان المسلمين بين ليلة وضحاها بالمعنى الحرفي لهذا التعبير  واصدرت بيانا لا يعترف بالحقائق على الأرض حيث أُطيح بحليفها فحسب بل ويشيد بدور الجيش "في الدفاع عن البلد وامنه" ، كما تلاحظ مجلة فورين بولسي قائلة "ان هذه قد تكون خطوة برغماتية من جانب امير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي لا يريد ان يبدأ عهده متحالفا مع الاخوان المسلمين في سقوطهم".  
 
وكانت الجزيرة فصلت تغطيتها بما ينسجم مع مصالح مالكيها من قبل.  فقبل التقارب القطري ـ السعودي خلال السنوات الماضية كانت القناة تستضيف منتقدين للعربية السعودية بل وأنتجت فيلما وثائقيا عن صفقة السلاح المعروفة باسم صفقة اليمامة بين الحكومتين السعودية والبريطانية.  وبعد تحسن العلاقات بين الرياض والدوحة غيرت قناة الجزيرة نبرتها وأُعيد فتح مكتبها في الرياض منذ مطلع 2011.  
 
وحدث الانقلاب نفسه في موقف القناة من حزب الله المتحالف مع نظام بشار الأسد.  إذ برزت قناة الجزيرة داعما كبيرا للحزب بعد حرب 2006 مع اسرائيل.  وعندما زار الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني جنوب لبنان بعد الحرب كالت قناة الجزيرة المديح على حزب الله في احد تقاريرها قائلة ان الأمير ضيف كريم ومن استقبله ايضا كريم ، أي حزب الله.  
 
وفي آب/اغسطس 2008 استضاف مكتب قناة الجزيرة في بيروت حفلة عيد ميلاد بثها على الهواء لمقاتل لبناني أُفرج عنه في اطار اتفاق لتبادل الأسرى مع اسرائيل.  وبثت القناة وقائع الحفلة مع كعكعة كبيرة مزينة بصورة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مبتسما.  ولكن بعد تدخل حزب الله في سوريا بدأ التغير الذي طرأ على موقف قناة الجزيرة في تغطيتها اليومية وندواتها التي ادعى فيها احد المقدمين من صحفيي الجزيرة ان مقاتلي حزب الله اغتصبوا مئات النساء في بلدة القصير "وكلها موثقة".  
 
ونقلت مجلة فورين بولسي عن الباحث المختص بالاعلام العربي فادي سالم قوله "ان قناة الجزيرة وضعت نفسها سابقا في موقع أصبحت معه قناة "المقاومة" في المنطقة عام 2011 ثم أصبحت قناة الربيع العربي ، وللأسف فان قناة الجزيرة اليوم هي "القناة الرسمية" للاخوان المسلمين في عموم المنطقة العربية".  

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.