بقلم: د.عبدالخالق حسين
بين حين وآخر أعود إلى موضوع الدعايات المضادة والإشاعات المسمومة كلما استجد منها، والتي يصنع معظمها ويبثها فلول البعث والمتعاطفون معهم من الإعلام العربي لتشويه صورة العراق الجديد. ولدي قائمة طويلة من هذه الاشاعات والأكاذيب، وهي غيض من فيض ولولا الرغبة في تفادي الإطالة لأدرجتها في الهامش، وقد ذكرت بعضاً منها في مقالات سابقة.
تضليل الرأي العام في الدعاية المضادة هو جزء من الحرب الإعلامية والنفسية بين الخصوم السياسيين، تستخدم في كل زمان ومكان، ولكن درجة تأثيرها يعتمد على مهارة صناع الإشاعة ودقة فبركتها، ومستوى الوعي الثقافي والسياسي للشعب الذي يتلقى هذه الدعاية. وللأسف، فإن ذهنية الشعب العراقي خصبة جداً لتصديق الإشاعات، خاصة إذا كانت موجهة ضد الحكومة وأيٍة حكومة كانت، وذلك بسبب الموروث الاجتماعي من العداء الدائم بين الشعب والسلطة منذ قديم الزمان. كما وساعدت التكنولوجيا على تسهيل فبركة الأكاذيب وإظهارها وكأنها حقيقة لا تقبل الشك، إذ يقول المثل" كذب مسفط خير من صدق مخربط"، إضافة إلى سهولة نشر هذه التلفيقات بسرعة البرق وعلى أوسع نطاق عن طريق الفضائيات والانترنت.
حقيقة أخرى جديرة بالذكر، وهي أن في العراق كل من يرفض تصديق الأكاذيب الموجهة ضد مسؤول حكومي يتهم بأنه يدافع عن الحكومة، فالمفروض بمتلقي الإشاعة أن يصدقها، أو على الأقل أن يسكت!. سأذكر في هذا المقال نماذج "طازجة!" من هذه التلفيقات، نشرت مؤخراً في وسائل الإعلام، أو وصلتنا عن طريق الإيميل، وسأدرج روابط ما توفر منها في الهامش، تاركاً الحكم للقراء الكرام. ودوري هنا لا يتعدى نقل بعض هذه التلفيقات بإيجاز شديد، وردود بعض السادة الأفاضل ممن يهمهم الأمر، ومن أصحاب الخبرة الذين تصدوا لها مشكورين لتنوير الرأي العام في قول الحقيقة، عملاً بالحديث الشريف: "الساكت عن الحق شيطان أخرس".
فمنذ سقوط حكم البعث نشاهد حملة تسقيطية واسعة وشرسة لتشويه صورة العراق الجديد، وضد المسؤولين في الدولة وخاصة الذين من خلفية مذهبية معينة، وبدوافع سياسية وطائفية، الغرض منها تصفية حسابات. هناك مبدأ قانوني يفيد: "المتهم بريء حتى تثبت إدانته". ولكن في العراق يريد الإعلام أن يكون هو القضاء وهو الحكَم، وإذا ما برأت المحكمة المتهم، اتهموا القضاء بأنه مسيَّس. في العالم المتحضر لا يجوز ترك الأحكام إلى الإعلام، وقد عاقب القضاء في الغرب العديد من المؤسسات االإعلامية بغرامات كبيرة جداً عندما وجهوا تهماً لشخصيات أثبت القضاء زيفها وبراءة المفترىَ عليه.
أدناه نماذج من الافتراءات الجديدة:
1- خبر مفاده قيام وزير التجارة السابق عبد الفلاح السوداني بمحاولة شراء نادي سوانزي سيتي، أجتزئ من التقرير ما يلي:
لندن/ المستقبل نيوز: "رفضت محكمة سوانزي مشروع بيع نادي سوانزي سيتي بطل كأس الأندية المحترفة وتاسع الدوري الإنكليزي البريمر ليغ للموسم 2012 – 2013 للقيادي في حزب الدعوة ووزير التجارة السابق عبدالفلاح السوداني المطلوب للقضاء العراقي لإدانته بالفساد...." (1)
ومن قراءة التقرير، وما تلاه من مقالات، يلمس القارئ اللبيب أن التقرير ملفَّق. و رد عليه الشاعر والإعلامي المعروف الأستاذ فالح حسون الدراجي في مقال له بعنوان: (فلاح السوداني .. شهيد الخلافات السياسية!!)(2)، جاء فيه: "... إن الأمور إتضحت على حقيقتها أمس، حين أتصل بي أحد الزملاء الصحفيين العراقيين المقيمين في لندن، ليخبرني بأنه اتصل بإدارة النادي أمس، وعرض عليها الخبر المنشور في عدد من الصحف العراقية، ومواقع الأنترنيت، مستفسراً عن مدى صحته، فجاءه الجواب، مصحوباً بالدهشة والإستغراب، وبالنفي القاطع جملة وتفصيلاً لما نشر، مع النفي الأشد لفكرة بيع النادي!! ". ويضيف الأستاذ الدراجي في ختام المقال: " نعم، لقد ظلِم السوداني، ولم يزل يُظلَم حتى هذه الساعة، بخاصة وإنه الضحية الأكبر في مسلخ الخلافات، والحروب، والتنافسات السياسية والطائفية والمصلحية.. فهو البريء من الوريد الى الوريد، بشهادة القاضي ستار ورور رئيس محكمة جنايات الرصافة السابق، الذي أعلنها بصراحة أمام العالم كله حين قال: لقد أشرفت على محاكمة عبد الفلاح السوداني شخصياً، وتابعت ملفه القضائي مفردة مفردة، ولم أترك، أو أهمل شاردة، أو واردة في قضيته إلا وعالجتها، فلم أرَ له غير البراءة قط. فهو ليس بريئاً فحسب إنما هو مظلوم أيضاً." (2)
2 - إعتقال العطية بلندن بتهمة تبييض أموال الحسينيات (الأحد، 23 حزيران، 2013).
تلقيت هذا الخبر عبر البريد الإلكتروني (الإيميل) جاء فيه: "اعتقلت السلطات البريطانية خلال الساعات الاخيرة رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون البرلمانية "ألشيخ" خالد العطية في مطار هيثرو بلندن حاملا اوراقا نقدية بمليون دولار واتهمته بممارسة عمليات تبييض اموال... الشيخ خالد العطية وهو قيادي من دولة القانون معمم وبجنطته مليون دولار جمعها من رواتبه ليتبرع بها الى حسينيات بريطانيا.." . ويسأل كاتب الرسالة: "السؤال هو كم عائلة شيعية نعم شيعية وليس سنية او مسيحية بحاجة الى اعانة يسدون بها رمق اطفالهم؟ يا ناس يا عالم .. ان الله يمهل ولا يهمل ...صدقوني وراس الحسين."
تبين فيما بعد أن مصدر هذا "الخبر" هو صادق الموسوي أدلى به خلال مقابلة مع قناة البغدادية. وللأسف الشديد، نجح في تمرير هذا التلفيق التحريضي على الكثيرين وبينهم أشخاص حذرون لا يشك في إخلاصهم للعراق، فراحوا يعممونه كل حسب دوافعه. وأخيراً جاء الرد من الشيخ خالد العطية نفسه في تقرير نشر على وسائل الإعلام، أدرج رابطه أدناه، (3)، جاء فيه: "بغداد (المسلة) - اكد رئيس كتلة دولة القانون النيابية الشيخ خالد العطية، الاثنين، انه أقام دعوى قضائية ضد رئيس مؤسسة العراق للإعلام صادق الموسوي في المحاكم البريطانية على خلفية ادعاء الاخير بتوقيف العطية في مطار هيثرو بلندن بسبب اصطحابه لحقيبة تحوي ملايين الدولارات في برنامج عرض من على شاشة قناة البغدادية. واضاف ان "خبر حملي لحقيبة مليئة بالدولارات غير صحيح ومفبرك ولم احمل اي حقيبة فيها اي مبلغ وهذا الخبر يكذب نفسه بنفسه حيث لم تتطرق له أي وسيلة اعلام ولا قنوات الحكومة البريطانية والحقيبة الدبلوماسية لا يحملها إلا دبلوماسي مسجل في السفارة وأنا لست بدبلوماسي".
3- ايران تسرق نفط العراق بموافقة المالكي
تقرير آخر يبدأ بعبارة: (عاجل عاجل)، وصلني عبر البريد الإلكتروني من صديق معروف بمناهضته للبعثيين، وحرصه على العراق، وقدعمم هذا التقرير التلفزيوني بدوافع وطنية، جاء فيه: "إيران تسرق النفط العراقي ومن ثم تعود لبيعه للعراق وبموافقة عراقية. برفض العراق الى مراقبة استخراج النفط عبر الاقمار الصناعية، او بوضع عداد الكتروني على بعض الحقول المشتركة. تنبيه هام: هناك حقول هي عراقية وتقع في الاراضي العراقية وليست مشتركة. من لا يصدق، عليه بمشاهدة هذا الفديو".
والفيديو بثته قناة العربية السعودية، ومن يشاهده يرى مدى التألم الكاذب على وجه مقدم التقرير المدعم بالصور والخرائط تداخلت فيه عمليات البرمجة الإلكترونية (animation)، ليضمن تمريرها على المشاهدين، خاصة وأن أدعى أن التقرير من تأليف "مركز دراسات" في الغرب!. الملاحظ من أول التقرير إلى آخره أن الغرض هو إثارة عداء العراقيين والعرب ضد إيران والسيد نوري المالكي.(3).
وأخيراً رد الخبير النفطي العراقي الأستاذ حمزة الجواهري مشكوراً، في رسالة موجزة بعثها للصديق الذي عمم التقرير جاء فيها: "هذا التقرير اعدته [الفضائية] العربية، وكما هو معروف أن العربية همها الأول والأخير الإيقاع بين العراق وإيران. التقرير يقول أن حجم المشتقات الإيرانية التي تباع للعراق هو أربعة ملايين برميل يوميا، وهذا يفضح مدى الكذب والفبركة في التقرير، لأن كل التصدير العراقي لا يزيد على مليونين ونصف برميل يوميا، ولا يملك العراق موانئ لتصدير المشتقات اطلاقا، فإذا كان العراق لا يستطيع تصدير اكثر من مليونين ونصف مليون برميل نفط خام، كيف يستطيع تصدير اربعة ملايين برميل مشتقات لصالح إيران؟ التقرير تنقصه اللغة المهنية والمعلومات والكثير من المعلومات التي وردت به ما انزل بها من سلطان، فهو تقرير اعلامي بامتياز وتحريضي خبيث بامتياز أيضا."
ثم جاء رد ثان تأييداً لرد الأستاذ حمزة الجواهري من خبير نفطي آخر وهو الأستاذ ضياء البكاء، مدير عام سابق في وزارة النفط، في رسالة جاء فيها:
"فعلا إن تقرير العربية يستفز كل من يتوخى الموضوعية والمهنية وهو تقرير دعائي لا يستند إلى الحقيقة بل الى الفبركة والتهويل وإلى مركز دراسات لا نعرف من هو القائم بإدارته ولا درجة الوثوق بإستنتاجاته. ومن أبرز نقاط ضعف التقرير هو إنه يجعل حجم السرقة المزعومة من الحقول الحدودية أكبر حتى من مجموع إنتاج هذه الحقول مجتمعة وهذا ما لا يقبله المنطق، ولا يبين التقرير أيضا كيف يتم نقل الكميات" المسروقة" وهي كبيرة وبأي واسطة !!؟؟ كذلك لا نعرف كيف أحتسب التقرير "مركز الدراسات" إحتياطيات الحقول الحدودية بأكثر من 100 مليار برميل أي حوالي 70 بالمئة من الإحتياطيات النفطية الإجمالية في العراق علما أن غالبية الحقول الحدودية ذات إحتياطيات متوسطة، وكيف يخطأ في حجم إستيراد العراق للمنتجات النفطية (الديزل) من إيران من واقع 2-4 مليون لتر يوميا حوالي 12 - 25 الف برميل يوميا إلى 4 مليون برميل يوميا " البرميل حوالي 160 لتر" أليس ذلك من قبيل المبالغة والتهويل؟" .
4- الخطاب المنسوب للجنرال الأمريكي جورج كيسي، والمزعوم أنه ألقاه في احتفال "منظمة مجاهدي خلق" الإيرانية في باريس، والذي ادعى فيه أن إيران هي التي فجرت المرقدين في سامراء، يبدو أنه ملفق. فبعد نشر مقالي السابق بعنوان: (لماذا الآن اتهام إيران بتفجير المرقدين في سامراء؟) كتب لي صديق، وهو إعلامي قدير قائلاً:
"تابعت هذا الموضوع وبحثت طويلا عن مصدر يؤكد الفيديو الذي بثته القناة الاخبارية المشبوهة
وفيه ترجمة مركبة على صوت قديم للجنرال كيسي، فلم اجد اي شيء، ولم يصدر عن امريكا ما يؤكد وقوع مثل هذا الخطاب. عندي معلومات ان وراء فبركة ونشر الفيلم هو (.... ....) شخصيا" [وذكر اسم الشخص، أتحفظ على ذكره لأسباب قانونية]. ويضيف الصديق: "اكرر القول هنا، الفيلم مصنوع، يمكنك ان تخاطب وزارة الخارجية الامريكية وتسألهم عن حقيقة الخطاب وسترى بماذا يجيبوك". أنتهى
وبدوري راجعت غوغل عسى أن أعثر على الخطاب المنسوب للجنرال كيسي فلم أفلح. كما ويوجد عندي رابط عن احتفالات "مجاهدي خلق" في باريس ليس فيه أية إشارة إلى حضور الجنرال الأمريكي، لذا وعلى الأغلب، فالخطاب المزعوم هو ملفق رغم أني صدقت به في أول الأمر، بسبب الضجة التي افتعلها المعتصمون في المنطقة الغربية حول تصريحات الجنرال الأمريكي المزعومة.
5- محاولة البعض المتاجرة بمآسي الآخرين وتجييرها لأغراضهم الطائفية والسياسية.
وأخيراً وليس آخراً، وصلتني قبل أيام من صديق عزيز، رسالة مؤلمة عن فاجعة اغتيال الدكتور أحمد شاكر، بعنوان: "امام انظاركم الكريمة تعليق لعراقي أصيل .. وحسب علمي انه يعرف الشهيد المغدور حق المعرفة. خبر مؤلم عن استشهاد الدكتور أحمد شاكر". بقلم الدكتور محمد الحسوني، (لست متأكداً، هل هو اسم حقيقي أو مستعار).
وأنا إذ أعرب عن حزني العميق لإستشهاد الزميل الدكتور أحمد شاكر، وأدين الجريمة بأشد ما يمكن من كلمات، وأصب اللعنات على المجرمين القتلة الذين عاثوا بأمن بلادنا واغتالوا الأبرياء من جميع الفئات، ومنهم أصحاب الخبرات لشل العقل العراقي، ولكن في نفس الوقت أدين كل من يتاجر بمأساة الضحايا من أبناء شعبنا لأغراض طائفية وسياسية ويستخدمها لإشعال الفتن.
يبدأ كاتب الاستغاثة بعبارة: "ساسة طائفيون سفلة يقايضون أمننا وسلمنا الاجتماعي بصمتنا عن الفساد واللصوصية والفشل". ثم يطرح أسئلة من نوع (قول حق يراد به باطل)، وتلافياً للإطالة، أذكر بعضاً من هذه الأقوال (الأسئلة) مع تعليقي عليها.
لا بد وأن يلمس القارئ اللبيب النفس الطائفي في تجيير هذه الفاجعة الأليمة لصالح البعث وحلفائه، إذ نعرف قدرة البعثيين على قتل القتيل والسير في جنازته، وإلقاء التهمة على خصومهم.
معظم الأسئلة هي تحريضية ضد طائفة معينة، وضد أناس لا ذنب لهم في هذه الجريمة لخلط الأوراق، إذ يقول: "هل تعلمون أنه (أي الشهيد المغدور) إختصاص غدد صماء يا أهل العقول الصماء؟".
يا ترى، من هم أهل العقول الصماء؟ إذا كان يقصد القتلة المجرمين الحقيقيين فأنا معه. ولكن من قراءة الأسئلة اللاحقة نرى أنه يريد إبعاد التهمة عن المجرمين الحقيقيين وإلقائها على أناس هم أنفسهم مشاريع ذبح من قبل البعثيين وحلفائهم التكفيريين، حيث يواصل طرح أسئلته متظاهراً بحرقة من هول الفاجعة فيقول: "هل تعلم أنه استاذ كلية طب بغداد يا وزير التعليم الأصم؟". و"هل تعلمون أنه طبيب يا نقابة الأطباء الصماء البكماء؟". إذنْ، وزير التعليم "الأصم" ونقابة الأطباء "الصماء البكماء" هم الذين يوجه لهم تهمة قتل الشهيد الدكتور حامد شاكر، أو كان بإمكانهم حمايته من القتل.
ولكن هذا ليس نهاية بيت القصيد، فيضيف: "هل تعلمون أنه (أي القتيل) سني وسمى ولديه منتظر والسجاد يا أصحاب العقائد الصماء؟"
يعني أن القتلة هم شيعة والمغدور هو سني ولم يسلم السني من انتقام الشيعة له حتى ولو سمّى ولديه أسماءً شيعية (منتظر والسجاد). أي أن الشيعة "أصحاب العقائد الصماء" هم الذين قتلوه!! وبذلك يبعد التهمة عن القتلة الحقيقيين من البعثيين والقاعدة التكفيريين، ولا استبعد أنهم قتلوه لأنه سمى ولديه بأسماء شيعية.
والأشد هولاً هو دعوته للأطباء بالإضراب العام!! إذ لا أعرف كيف يسمح كاتب "الاسثغاثة" لنفسه، وعلى الأغلب هو طبيب، إذ وضع لقب (دكتور قبل اسمه)، بتحريض الأطباء على الإضراب لشل عمل المستشفيات. فهذا ليس منطق طبيب أدى القسم الطبي (قسم أبوقراط) يوم تخرجه من كلية الطب (أن لا يلحق ضرراً بمريض). فما ذنب ألاف المرضى بجريمة بشعة ارتكبها إرهابيون سفلة نعرف لأية جماعة قتل ينتمون، ومن يفتي لهم ويغريهم بأن قتل العراقيين هو مفتاح لبوابة الجنة، والتمتع بحور العين!!.
وراح "المستغيث" الدكتور محمد الحسوني في تساؤلاته إلى أبعد من ذلك، يدعو الشعب العراقي كله ويحاول أن يحرك فيهم "الغيرة" لينتفضوا على "رأس السلطه التنفيذية " ويقصد نوري المالكي طبعاً، كما انتفض الشعب المصري على مرسي، فيقول: ((أيها العراقيون وهل تعلمون شيئاً بسيطاً هو أن الشعوب تقرر مصيرها... أخيراً هل تشاهدون شعباً يظهر على التلفزيون اسمه شعب مصر؟ .. ألا تغارون؟.. لم يقتلوا منهم أستاذاً أو مئات الأطباء والأساتذة ولم يسرقوهم لـ 10 سنوات ..سنة واحدة فقط بعده مرسي ماحاك راسه ...لا ماكو داعي المقتول طبيب سني اسمه أبو منتظر أبو السجاد ....من المسؤول عن أمنه؟ محمد مرسي !!!!!؟ )).
ثم يحرض على الإضراب العام فيقول: "هل تم إلغاء مصطلح الإضراب وحل مكانه مصطلح الإرهاب ...اليوم على د.احمد وغداً على الباقين...أضربووووووووا يا أطباء العراق، أضربوا لكي تتحرك غيرة المسؤولين لحمايتكم متى تضربون؟؟؟ كفى دم." أنتهى.
السؤال هنا، هل هذه هي الطريقة الصحيحة لتأبين عزيز استشهد على أيدي شذاذ الآفاق من القتلة، ونحن نعرف أية طائفة عانت أكثر من الإرهاب البعثي- الوهابي ودفعت عشرات الألوف من القتلى؟ وهل يقبل أهل الشهيد الدكتور أحمد شاكر أن يستغل أحد فاجعتهم، ودم فقيدهم لأغراض طائفية وسياسية يتاجر بها بهذا الشكل المفضوح؟
لم أسمع بالدكتور محمد الحسوني من قبل، وقد يكون هذا اسمه الحقيقي، ولكني أشك في ذلك، وأعتقد أن اختياره لهذا الاسم ليس صدفة، وإنما لغرض. فقد أختار اسماً قريباً من اسم طبيب معروف وهو الصديق الدكتور محمد حسون، (وليس الحسوني)، ليوهم القراء أن الذي يتهم الشيعة "أصحاب العقائد الصماء" بقتل طبيب سني هو أيضاً شيعي وليس بدوافع طائفية!!؟
ما العمل؟
إن ما يواجهه العراق اليوم من حملات التضليل والتشويه يشبه ما واجهه العراق في عهد الزعيم عبدالكريم قاسم من أبواق الدعاية المصرية الناصرية التي كانت تشنها إذاعة صوت العرب والبوق الأكبر أحمد سعيد، إضافة إلى الاعلام العربي وبقية الجوقة في الداخل والخارج. واليوم الدعاية أشد ضراوة وشراسة، نظراً للتطور المذهل في تكنولوجية صنع الأكاذيب ووسائل الاتصال. صحيح أن مواجهة الإعلام المضلل واجب جميع المثقفين الوطنيين، ولكن المثقفين هم أيضاً منقسمون على أنفسهم شأنهم شأن السياسيين. لذلك أقترح على المسؤولين في الإعلام الرسمي تشكيل جهة تضم عدداً من إعلاميين نهمتهم مراقبة وسائل الإعلام، وخاصة ما ينشر على مواقع الانترنت من أكاذيب وإشاعات مسمومة، لمحاربتها وفضحها وتفنيدها أولاً بأول.
نؤكد للسادة من صناع الإعلام المضلل أن كل ما بني على باطل فهو باطل، فحبل الكذب قصير، وفي نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح.
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات علاقة بالموضوع
1 بريطانيا ترفض بيع نادي «سوانزي سيتي» لفلاح السوداني
: http://www.sotaliraq.com/mobile-news.php?id=106720#ixzz2XuIBPofP
2 فالح حسون الدراجي : فلاح السوداني .. شهيد الخلافات السياسية !!
http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=25055
3 ايران تسرق نفط العراق بموافقة المالكي
http://www.youtube.com/watch?v=gjv1vUTp2gU