الأقباط متحدون - حاكم مؤقت وإعلان دستوري معيب
أخر تحديث ١٤:١٦ | الخميس ١١ يوليو ٢٠١٣ | ٤ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٨٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

حاكم مؤقت وإعلان دستوري معيب

بقلم: لطيف شاكر
أسوأ الأنظمة الحاكمة نظام  الحكم المؤقت والحاكم محدد المدة  فهو لايعتبر نفسه حاكما بل مجرد سد خانة  او شغل فراغ  او بعقد مؤقت لمدة معينة فلايبال بالوطن ولا يهتم بشئون البلد فهو بمثابة  رئيس احتياطي لرئيس قادم  اورئيس  مؤقت لرئيس دائم  وكرسي الحكم غير ثابت له,  وهو لايثق في نفسه انه رئيس فعلي للبلاد  ودائما يديه  مرتعشة في اخذ القرارات وقراراته تتسم بالضعف وعادة يجمع حوله شخصيات  ضعيفة تقتنع برئاسته ويشدوا ازره .
 
وغالبًا  يكون الطاقم حوله ذو مآرب  انتهازيين  يدركون ان وجودهم مرحلي سينتهوا بعد انتهاء مدة الرئيس فيحاولوا ان يفرضوا وجودهم بشكل او باخر وفي سبيل ذلك يحاولوا ان يتصدروا المشهد بتوصيات وقرارات ترضي طرف بعينه من اجل كسب ودهم عند نهاية مدتهم " وإذا خلا المجلس من عقلاء القوم فإن المجلس عقيم" .
 
وعندما يكون الرئيس ضعيفا وغير متمرس علي السياسة والادارة يسلم كل اموره الي الطاقم الذي وثق فيه  ويكون دوره هو التوقيع علي قراراتهم,  وامامنا مثلا واضحا ففي اول اختبار للرئيس المؤقت إصدار اعلان دستوري لرسم خارطة الطريق وجاء هذا الاعلان مخيبا لامال الشعب بكل طوائفه واطيافه عدا جهة واحدة وهم حزب النور وتظاهروا بانهم غير راضيين وان الاعلان لم يوضح فيه الهوية الدينية كما ينبغي في حين ان مواده نصت صراحة علي  الدولة الدينية .
 
سقط الرئيس عدلي في اول اختبار له بصدور دستور طائفي  معيب زايد فيه بالدين علي السلفيين وكانه خصص لهم دون فئات الدولة واصبح الاعلان مجرد خطاب ديني يخدم  السلفيون وبالتالي الاخوان المسلمين الوجه الاخر للسلفيين او العكس ولم يذكر الدستور كلمة واحدة عن الدولة المدنية  مراعاة للسلفيين وكسب ودهم علي حساب الدولة واصبح للسلفيين حق الفيتو في تعيين او رفض رئيس الوزراء وبالتالي الوزراء وبات السلفييون حكاما لمصر واصبح الرئيس المؤقت كانه خيال ماته  دوره باهت .
وقد انتقدت المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية السابق ، استناد الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المؤقت عدلي منصور لعدد من مواد دستور 2012 .
 
وقالت المستشارة الجبالي في مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح أون": "......الإعلان الدستوري الذي صدر بالأمس يشير لبداية تقليدية ومحاولة لاستنساخ المرحلة الانتقالية الأولى، ومن يريد قراءة التاريخ جيدا عليه ألا يكرر أخطاء التاريخ.
وحذّرت من تكرار تجربة الدستور الطائفي في مصر ...، متسائلة عن هوية الأشخاص الذين شاركوا في كتابة الإعلان الدستوري الذي صدر بالأمس.
قال الإعلامي حمدي قنديل، إن العمل بأي دستور سابق، مؤقتًا، أفضل من الإعلان الدستوري «الهجين» الذي وضعه المستشار عدلي منصور، الرئيس المؤقت للبلاد.
 
 ويلاحظ الجميع ان الانظار اتجهت سريعا الي د. البرادعي كنائب الرئيس والي د. الببلاوي كرئيس وزراء وخطفا الاضواء من رئيس مصر وهما مازالا في  بداية عهدهم لانقاذ البلاد من اعلان  غير دستوري فاشل . 
 
والتاريخ خير شاهد علي ضعف  الرؤساء الذين لايستمرون في الحكم فترة طويلة ففي  ظل عصر الخلفاء الراشدين والامويين والعباسيين نصبوا  111 واليا علي مصر مدة 225 سنة وطبيعي ان المدة القصية التي كان يقضيها كل والي  كانت  نكبة علي الشعب المصري وعدم الاستقرارالذي لازم الولاة لم يكن في صالح مصر  علي الاطلاق فكيف نطلب من موظف مؤقت محدد المدة  ويعرف انه حكمه زائل بعد شهور ان يعير البلاد اهتمامه او يسعي لحل مشاكلة أو النهوض به او يسهر علي دولاب ادارتها .
 
وطبيعي ينسحب هذا الكلام علي الطاقم الذي التف حوله ويريد ان يغتنم الثروة قبل ان ينزاح الرئيس وبالتالي لن يكون  لهم مكانا لاداءهم السئ والغير وطني,  فيسعوا جاهدين لارضاء فئة معينة يراهنوا علي رضاها , وتاسيس علاقة وطيدة  معهم علي حساب الوطن حتي يجدوا لديهم  ملاذا عند تركهم المنصب, وفي سبيل ذلك يقدموا المشورة السيئة والرديئة  غير مكترثين بالوطن  وغير مبالين بمصلحة البلد , لاسيما  اذا كانت ميولهم تتألف مع هذا الفصيل  او من نفس الفكر .
 
ان الحاكم المؤقت  لايبال بمشكلات الوطن وقراراته غير صائبة وتعتبر فترة حكمه  مصيبة كبيرة وطامة عظمي علي مصر  اذا لم يكن حكيما او متزنا و لا يحسن اختيار مستشارية وقد يؤدي حكمه الي ثورات وقلاقل و الدولة في غني عنها
لكن اذا كان حكيما يمكن ان يختاره الشعب طواعية ليكون حاكما فعليا لمدة او لاكثر من مدة اذا كان ادارته رشيدة  وقراراته صائبة واختياراته لمستشاريه حسنة .
 
فبعد موت الرئيس كيندي عين وفقا  للقانون الامريكي جونسون رئيسا مؤقتا لحين الانتخابات ورشح نفسه بعد ان اثبت وجوده علي الساحة بعد ان اقر تشريعات مالية هامة  التي شعر بها المواطن الامريكي فاختاروه رئيسا لمدة اربعة سنوات  بعد انتهاء فترتة الانتقالية .
 
والحكام صنفان رجل يقود الناس من المقدمة كالفارس المغوار في ساحة الوغى ورجل يسوق الناس من المؤخرة كالراعي يسوق الغنم في ساحة المرعى
ان التراخي في اتخاذ قرارات جادة والرخاوة في حسم الامور الهامة   قد تؤدي الي نكبات وخيمة ونتائج سيئة. بل اخشي ان هذا التهاون سيؤدي الي عودة  الاخوان الي حكم مصر مرة ثانية خاصة وان الوجه الاخر لهم وهم السلفيون اصبحوا الان علي المحك وبات لهم الكلمة النافذة والكعب العالي واليد الطولي والصوت المعارض دائما  في تعينات المسئولين  او رفضهم ...ويهرول  المسئولون  والمطبلون والمزمرون والمطبطبون وهم كثر الذين يلعبون علي كل الحبال  علي  كسب ودهم والتملق لهم وكانهم هم الذين قاموا بالثورة وهم ابعد الناس عن الانتفاضة الشعبية ولم يمسوها من قريب او بعيد بل كان دور بعضهم مشبوها ومرتبكا ومشكوكا فيه ,بل بعضهم كان واضحا في دعم مرسي والاخوان  كامثالهم من كلامنجية الفضائيات وهم بمثابة ميكنة كلامية ظاهرها غير باطنها يدسون السم في عسل الكلام وطالبوا بالمصالحة علي شرف الوطن وعلي حساب دم المصريين  وخيانة الوطن بالاتصال بالجهات الخارجية ومستقبل مصر  وسعوا الي اشراكهم في الحكم  وضربوا ب33 مليون ثائر عرض الحائط .
 
يتوقع جاكسون ديل بصحيفة الواشنطن بوست الامريكية يعودة الاخوان والحكم الاسلامي لمصر مرة اخري , وانا شخصيا في ظل مااراه من تصاريح بعض  المسئولين وغباء الاعلاميين وسموم الضيوف الخونة للبرامج التافهة  اصدق هذا القول.... رحماك ياربي  
 
Lampra333@yahoo.com

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter