الأقباط متحدون - عود إلى أحقاد الماضي
أخر تحديث ٠١:١٥ | الاثنين ٨ يوليو ٢٠١٣ | ١ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٨١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

عود إلى أحقاد الماضي

بقلم:  حنا حنا المحامى
في أول سقطه بعد الثورة التاريخية العظيمة الخالدة والتي دفع فيها الكثير من الشباب الطاهر النقي دماءه ثمنا لها, يتوسل رئيس الجمهورية ومساعدوه ورجاله إلى الحزب السلفي المعروف "بحزب النور" بقبول تعيين الدكتور البرادعى رئيسا للوزراء.  ويرفض حزب النور السلفى أن يكون البرادعى رئيسا للوزراء حتى لو كان مقابل ذلك أن يكون رئيس الجمهورية سلفي.
 
ماشاء الله .... أول القصيده كفر.
نسلم جدلا أن السلفيين يمثلون ثلاثة ملايين.  ولكن المسيحيين مثلا يمثلون عشرين مليونا, كما أن المسلمين يمثلون خمسه وستين مليونا.  ومن المعروف أن السلفيين ما هم إلا مسلمين لا أكثر ولا أقل.  فلماذا يكون لهم الخيار في تعيين رئيس الوزراء؟  وما هو السبب لهذه الكراهية الشخصية؟  وكيف نبدأ عصرا جديدا بمثل هذه الكراهية وذلك الحقد؟  ولماذا في الدرجة الأولى يؤخذ رأى السلفيين فى تعيين رئيس الوزراء؟  وما هي سلطة السلفيين حتى يكون لهم هذا الخيار؟  وماذا لو عين سلفي رئيسا للوزراء ورفضه المسيحيون؟
 
إن السلفيين الذين يتميزون بزيهم المعروف وهو الجلباب الأبيض الناصع سيكونوا في المراكز القيادية؟  وهل إذا تطلب عمل السلفي أن يسافر إلى مؤتمرات في الخارج هل سيسافر بالرداء الرسمي ألا وهو الجلباب؟
 
ثم لماذا كل هذه التوسلات والمهادنة؟  إن مصر تحتاج إلى رئيس وزراء لكل مصر وليس رئيس وزراء للسلفيين.  فهل يشكل السلفيون أغلبية حتى يكون لها حق الاعتراض؟  وإذا كان الأمر كذلك وكانت المسألة مسألة مهادنه فلماذا  لا يؤخذ صوت باقي الأحزاب أو الشعب مسيحيين أو مسلمين؟
سيدي رئيس الجمهورية .....
 
تحية وإجلالا... مقدمه لسيادتكم حنا حنا المحامى فى مصر والولايات المتحدة الامريكيه, وبالمعاش حاليا.  وأرجو أن أرفع إلى عدالتكم الحقيقة التالية وهى أن مصر فى مفترق طرق فى هذه المرحلة الدقيقة, ويتعين النظر إلى مصلحة مصر أولا وأخيرا.  ولما كان من الواضح أنكم في اختياركم للدكتور البرادعى ترعون مصلحة مصر بالدرجة الأولى, فأرجو خالصا أن تنظروا للأمر من واقع مسئوليتكم التاريخية نحو وطنكم وليس نحو السلفيين ولا تترددوا في تعيين الدكتور البرادعى رئيسا للوزراء سواء قبل السلفيون أو أبوا.  إن مصر في هذه المرحلة الدقيقة لا يمكن أن تخاطر بمصلحتها من أجل حفنه كل رسالتهم الحقد والكراهية.  مصر لم تعد تحتمل هذه الأخلاق أو هذه المبادئ.
 
سيدي الرئيس مصر لكل المصريين وليست للسلفيين فقط.
ودمتم لمصر ذخرا والله يوفقكم إلى ما فيه خير مصر ونجاحها وازدهارها بعد ما تكبدناه من أهوال.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter