بقلم منير بشاى
لنا ان نعتبر انفسنا محظوظين اننا نعايش هذه الاحداث الفاصلة من تاريخ مصر. فى يوم من الايام سوف يكتب المؤرخونويؤرخوا لهذه الفترة. وسوف تدرس الاجيال القادمةهذا فى مناهج التاريخ، وسوف نحكى لأحفادنا ما نعرفه كشهود عيان لهذه الفترة،تمامامثل ما سمعنا جدودنا يحكون لنا عن هوجة عرابى وثورة 19. سوف نقول لهم:
30 يونيوكان اكبر من مجرد يوم
لم يكن يوم الأحد 30 يونيو 2013مجرد يوميبدأ وينتهى وننزع ورقته من التقويم،لقد كان أكبر من ساعاته الاربعة والعشرين. كان30 يونيو رمزا لمعنى كبير بدأ منذ ان سرقت جماعة الاخوانحكم مصر. استمرت محاولات استرداد مصر منهم وتحدد 30يونيو يوما لاعلان التمرد ووقع اكثر من 22 مليون مصرى على استمارة التمرد، وخرج نحو 17 مليون متمرد الى الشوارع والميادين. ولم يعودوا الا بعد ازاحة كابوس الاخوان عن مصر.
الشعب استردشرعيته
قالها الشعب بأوضح ما يكون الكلام وبأعلى ما يكون الصوت. وسمعناها فى هتافات الملايين فى ميدان التحرير وفى كل ميدان فى مصربل فى العالم. والرسالة ان الشعب كله قد اجتمع على كلمة واحدة،ان مصر للمصريين وعلى دعاة الفرقة وتقسيم الوطن ان يرحلوا. الشعب هو الشرعية وهو الذى سمح لهم باعتلاء كرسى الحكم، ونفس الشعب هو الذى قرر انهم لا يستحقوا هذه الثقة فسحب الثقة منهم وعزلهم.
الاخوان انتهت صلاحيتهم
كانوا يملئون الدنيا صراخا انهم لديهم الوصفة السحرية لعلاج مشاكل مصر. وصدقهم الناس واعطوهم الفرصة ليضعوا وعودهم موضع التنفيذ. ولكن سرعان ما ظهروا على حقيقتهم، انهم قد تكون لهم خبرة فى العمل السرى وفى الاغتيالات والمؤامرات، ولكنهم لا يجيدوا العمل السياسى المشروع. وبعد ان تم تجريبهم وفشلهم، ولم يعد هناك جدوى من لاستمرار فى تخريب الوطن، لم يتبق للاخوان خيار سوى ان يتركوا الساحة ويرحلوا، او ان يزاحوا بقوة الشعب وارادته.
اسم مصر يعود من جديد
اسم مصر عزيز على كل مصرى أصيل. محاولة الاخوان تحويل مصر من دولة كبرى ذات تاريخ وحضارة الى مجرد ولاية صغيرةفى وهم الخلافة اهانة كبيرة لمصر وحط لمكانتها وتفردها.مرة اخرى نسمع اسم مصر تتغنى به الجماهير وتطرب له آذاننا وتهتز له قلوبنا.
الأقباط جزء أصيل من الشعب المصرى
حاول الاخوان تقسيم الشعب المصرى على اساس الدين. ولكن رأينا الشعب يفوت عليهم هذا المخطط، وخرج يهتف فى الميادين مسلم مسيحى يد واحدة. ومحاولاتهم بث الرعب فى قلوب الاقباط بانهم سيقتلوا ان نزلوا الى الميدان باءت بالفشل. كما ان محاولتهم اثارة الفتنة الطائفية بادعاء ان الأقباط هم وراء هذه المظاهرات ارتدت اليهم ونعتتهم بالكذب والتلفيق. تغلب الأقباط على وصمة السلبية واصبحوا لا ينفصلون عن بقية المصريين، لهم نفس المواقف لأنهم شركاء فى نفس المعاناة، وهم يسيرون كتفا الى كتف مع كل مصرى ويقدمون الشهداء فداء لمصر تماما كما يفعل كل مصرى.
الكنيسة تلتزم بدورها
من البداية حدد قداسة البابا تواضروس دور الكنيسة انها مؤسسة دينية أهدافها روحية ولها دور اجتماعى. هذه الرسالة المتوازنة لم تكن لتعجب القائمين على الحكم لأنهم كانوا يتوقعون من الكنيسة ان تمنع الاقباط من الاشتراك فى معارضة النظام. ولكن هذا الدور لم يعد ملائما بعد الثورة وبعد تعود الناس على الديمقراطية وحرية ابداء الرأى. وقد قامت الكنيسة بدورها الروحى عندما طمأن قداسة البابا المصريين بأن الله يحمى مصر وشعبها مقتبسا من مزمور 23 "ان سرت فى وادى ظل الموت لا أخاف شرا لأنك انت معى" وقال قداسة البابا للمصريين "ارض النيل تحملنا كلنا وواجبنا ان نحفظها بلا عنف أو اعتداء وكل مصرى دمه غالى" واكد "ارجوك يامصرى شارك وعبر ولكن احترم الأخر".
العالم يساند الشعب المصرى
كان هناك تخوف من احتمال انحياز امريكا للاخوان ضد الشعب، ولكن فى تصريحات الرئيس اوباما ما يؤكد ان هذا لن يحدث بعد ان اعلن الشعب رأيه. فقد قال أوباما "الولايات المتحدة لن تنحاز لأى طرف" ووجه كلامه الى الحكومة المصرية قائلا "على الحكومة حماية المتظاهرين طالما كانت المظاهرات سلمية" وطلب اوباما من مرسى "الحوار البناء مع المعارضة.". طبعا الحكومة الأمريكية يهمها من يقدم لها الضمانات التى تخدم مصالحها، ولكن اى حكومة أمريكية لا تستطيع ان تتغافل رأى الشعوب لأنه يمثل الديمقراطية التى هى ركن أساسى من القيم التى تقوم عليها أمريكا.
كما هو متوقع قاوم النظام الاخوانى خلعه من السلطة بكل ما أوتى من قوة، ودخل فى مواجهة دموية مع الشعب المصرى الأعزل أدت الى استشهاد وجرح العديد من الضحايا. ولكن فى يوم الأربعاء3 يوليو 2013 القى وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى بيانه المرتقب الذى حسم الموقف واعلن انحياز جيش مصر الى الشرعية الحقيقية، وهو الشعب المصرى. وبذلك انتهى فصل مؤلم من تاريخ مصر حكم فيه الاخوان مصر لمدى عام، كانت هى فرصتهم الأولى ولعلها تكون الأخيرة.
Mounir.bishay@sbcblobal.net